الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليتني سمعت إنذار قلبي.. اعترافات جولدا مائير عن حرب أكتوبر تشفي غليل المصريين

جولدا مائير
جولدا مائير

"لن أكتب عن الحرب- من الناحية العسكرية- فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي.. وسيظل معي باقيًا علي الدوام " .. هكذا قالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وقت حرب أكتوبر 1973، والتي وجدت صعوبة بالغة في كتابة ماحدث خلال الحرب في اعترافاتها . 

كتاب حياتي مليء بروايات عن حرب أكتوبر بقلم رئيسة الوزراء الإسرائيلية، والذي ترجم بعد ذلك إلى  " اعترافات جولدا مائير"، فكل سطر كتبته يصف حجم قوة الجنود المصريين والحرب الشامخة التي أداروها بعناية بفضل الخداع العسكري والاستراتيجي الذي كان عامل النجاح في حرب أكتوبر . 

سطرت جولدا مائير اعترافاتها التي حين تقرأها تشعر بلذة النصر والتلذذ بمدى وجع الهزيمة الذي عاشته إسرائيل، لدرجة أن رئيسة الوزراء تعترف قائلة :" ليس أشق علي نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973 (حرب يوم كيبور) " . 

لحظات الحرب
أما عن لحظة بدء الحرب والمفاجآة التي لم يتوقعها الجنود الإسرائيلين، فقد وصفتها مائير في اعترافاتها، قائلة :"كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق.. لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها فقد كان الاحتمال في أكتوبر ضئيلًا".

قبل الحرب بأيام 
 كانت جولدا مائير خارج إسرائيل قبيل اشتعال الحرب بأيام وعادت من رحلتها يوم الثلاثاء 4 أكتوبر 1973 وفور عودتها، عقدت اجتماعًا مع المطبخ السياسي، وسمي بذلك لإنها كانت تعقد الاجتماعات مع القيادات في مطبخ منزلها، و كان هذا الاجتماع يضم مجموعة العناصر البارزة في الوزارة والجيش لبحث الموقف. 

خلال الاجتماع يتم استعراض المعلومات التي كانت وصلتها في شهر مايو أي قبل الحرب بخمسة أشهر-حول تعزيزات القوات المصرية والسورية علي الحدود، كما استعرضت نتائج المعركة الجوية التي جرت بين سوريا وإسرائيل في سبتمبر الشهر السابق للحرب ثم استعرضت، اخيرًا، تقارب المخابرات الإسرائيلية التي تؤكد عدم قدرة القوات المحتشدة علي القيام بأي هجوم.

وقالت جولدا مائير في اعترافاتها:" كان الرأي الذي التقي حوله الجميع أن الموقف العسكري يتلخص في أن إسرائيل لا تواجه خطر هجوم مصري-سور ي أما القوات المصرية المحتشدة في الجنوب، فلا يتعدي دورها القيام بالمناورات المعتادة!" .

وتمضي مائير في اعترافاتها:" ولم يجد أحد من المجتمعين ضرورة لاستدعاء احتياطي ولم يفكر أحد في أن الحرب وشيكة الوقوع." 

اجتماع 5 أكتوبر
في يوم 5 أكتوبر، عقدت مائير اجتماعًا أخر لمطبخها السياسي لإعادة بحث الموقف وخلال الاجتماع اقترح "إسرائيل جاليلي" تفويض مائير ووزير الدفاع سلطة استدعاء احتياطي، وإعلان التعبئة العامة، إذا تطلب الأمر ذلك.
 وتقول مائير في اعترافاتها حول هذا الاجتماع:" كان من واجبي أن استمع إلي "إنذار" قلبي، وأستدعي الاحتياطي، وأمر بالتعبئة". 

ثم تصف شعورها إزاء الخيبة بقولها:" لم يكن منطقيًا أن أمر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية، وتقارير قادتنا العسكرية، التي لا تبررها لكني- في نفس الوقت- أعلم تمامًا أنه كان واجبًا علي أن أفعل ذلك وسوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتي ولن أعود مرة أخرى نفس الإنسان الذي كنته قبل حرب يوم كيبور".

يوم الحرب
 وفي الساعة الرابعة من صباح يوم السبت 6 أكتوبر، تلقت مائير-كما تقول في اعترافاتها- معلومات بأن المصريين والسوريين سوف يشنون هجومًا مشتركًا في وقت متأخر بعد ظهر نفس اليوم، وعلي الفور عقدت مائير اجتماعًا ثالثًا لمطبخها السياسي والذي جري من خلاله من جديد استعراض الموقف.

 ولكن كما تقول مائير" كان هذا اليوم الوحيد الذي خذلتنا فيه قدرتنا الاسطورية علي التعبئة بسرعة"،  واجتمعت مائير عقب هذا الاجتماع بزعيم المعارضة "مناحم بيجين" واجتمعت بالسفير الإسرائيلي في إسرائيل وعند الظهر عقدت مائير اجتماعًا للحكومة الإسرائيلية للبحث في تعبئة قوات الاحتياطي.

اندلاع الحرب
 وفجأة وقبل أن ينتهي الاجتماع، فتح باب قاعة الاجتماعات واندفع سكرتير مائير العسكري نحوها ليبلغها بأن الهجوم قد بدأ وتقول مائير:" في نفس اللحظة سمعنا صوت صفارات الإنذار في تل أبيب وبدأت الحرب".

 وتقول مائير في اعترافاتها:" ليت الأمر اقتصر علي أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب بل إننا كنا نحارب في جهتين في وقت واحد ونقاتل اعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".