الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة : الإسراء والمعراج أمر يتعلق بالعقيدة لا يدرك إلا باليقين

علي جمعة
علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، أن الإسراء والمعراج معجزة للنبي ﷺ، وإثبات لحقائق الكون في أن الله خارج الزمان، وأنه على كل شيء قدير، وأنه مازال خالقا، وأنه لو قطع عنا الإمداد لفنينا.

الإسراء والمعراج

وتابع خلال برنامج القرآن العظيم المذاع عبر فضائية صدى البلد: يقول تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} هذه الآية تدل على ما حدث في تلك الليلة المباركة من توجه سيدنا النبي ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكان هذا بالليل، والسير بالليل يسمى "إسراء"، ومن المسجد الأقصى عُرج به ﷺ إلى السماء وإلى سدرة المنتهى {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ، فجمع في ليلة واحدة "الإسراء" من الأرض إلى الأرض، و"المعراج" من الأرض إلى السماء، هذه معجزة تفوق المعجزة، ؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق على سنن لا تتغير ولا تتبدل إلا بأمره سبحانه وتعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }، {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } ، {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

وقال: الكون له سننه {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } أى لا تستطيعون تغيير سنة الله سبحانه وتعالى فى خلقه {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} سنن الله جارية لا يستطيع أحد أن يغيرها ولا أن يصطدم بها ؛ وإلا فإنه لا يقدر عليها إذا اصطدم بها.

وتساءل: من الذي يغير سنة الله؟ الله، هل الله سبحانه وتعالى يريد أن يغير سنته الله للبشر حتى يسيروا على سنة جديدة؟ أبدا، من الذي يفهم هذا عن الله سبحانه وتعالى؟ نبي الله رسول الله سيد الخلق الأسوة الحسنة العبد الرباني الكامل ﷺ ، يفهم هذا عن الله، فأراه الله وحده خرق السنن الكونية بإذن الله بأمر الله بفعل الله.

وشدد على أن الإسراء والمعراج أمر لم يشاهده أحد من البشر إلا سيدنا النبي ﷺ ، فهو ليس معجزة كالمعجزات التي تجرى من أجل إثبات أحقية النبوة، مثلما جرى الماء من بين يديه ينابيع، فتوضأ جيش وشربوا ، خروج الماء من بين أصابع المصطفى ﷺ معجزة شاهدها الناس، فعرفوا أنه صادق، لم يأمرهم إلا بالمعروف، ولم ينهاهم إلا عن المنكر، ولذلك عندما حدثت مثل هذه المعجزة الخارقة، فإنها تثبت أن هذا الرجل مؤيد من عند الله سبحانه وتعالى؛ أما الإسراء فمن الذي شاهده؟ لا أحد.

وأردف: من الذي شاهد المعراج؟ لا أحد سوى سيدنا النبي ﷺ ، إذًا فهى خارقة خاصة به.

وقال جمعة: ربنا سبحانه وتعالى لما خلق الخلق جعل هناك سرعات، وجعل أشد سرعة - اكتشفناها بعد ذلك - الضوء، فالضوء ينتقل في خلال الكون كله، من الشمس إلى الأرض، من القمر، في انعكاس ضوء الشمس إلى الأرض، في النجوم،...... إلى آخره بسرعة رهيبة 300.000 كيلو متر في الثانية الواحدة، سرعة رهيبة جدا، ليس هناك سرعة تفوق سرعة الضوء، وعندما اكتشفوا الليزر، وعندما اكتشفوا الـ X-ray-الإشاعة السينية - ؛ وجدوها أنها موجاتها أقل بكثير من الضوء، إذًا كان هناك بعض المخلوقات نراها بأعيننا بيننا وبينها ملايين السنين الضوئية، فكيف اخترق سيدنا محمد ﷺ السماء الأولى فالثانية فالثالثة وهو يصف السماء الأولى كحلقة في صحراء كبيرة بالنسبة للثانية، والثانية حلقة صغيرة بالنسبة لصحراء كبيرة بالنسبة للثالثة.........، إذًا هذا الكون لا يستطيع الإنسان حتى أن يستحضر صورته.

وأكمل: فكيف انتقل سيدنا النبي ﷺ من الأولى إلى الثانية إلى الثالثة إلى سدرة المنتهى؟ بالخلق، الله سبحانه وتعالى خلق سيدنا محمد ﷺ في الأولى، وخلق سيدنا محمد ﷺ في الثانية،..........، إذًا هذه الرحلة - مع ما فيها من أحداث- قد خرجت خارج الزمان، وهنا يرى سيدنا محمد ﷺ الذي قال فيه { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} سيدنا النبى ﷺ أخرجه الله تعالى من الزمان وخلقه خلقا جديدا، وهذا ما قاله أهل السنة : "أننا فى خلق جديد بالإمداد؛ كل يوم كل لحظة كل فمتو ثانية نحن في خلق جديد، لو أن الله تعالى قطع عنا الإمداد لفنينا" {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ} .

ولفت إلى أن الإسراء والمعراج أمر يتعلق بالعقيدة، ويتعلق بتسلية قلب سيدنا النبي ﷺ، ويتعلق بمعرفته بمعلومات لا يدركها كل أحد، يدركها بعضنا، لكن لا يدركها كل أحد، ولكن على سبيل اليقين والمعاينة لا على سبيل التفكير والاستنتاج، إذًا فالأمر عظيم في شأن الإسراء والمعراج، فلما نرى أحدهم ينكر ذلك، فهذا شأنه فليعش كما يريد أن يعيش مع نفسه.