الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة : الأخذ بالأسباب أمر غاية في الأهمية وهو سبيل النجاح

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأخذ بالأسباب أمر غاية في الأهمية في حياة الإنسان، وفى عمران الأرض، وفى أسباب النجاح، نراه جليا في قوله تعالى مخاطباً سيدة نساء العالمين مريم الصديقة عليها وعلى ابنها السلام {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } ، {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) }.

الأخذ بالأسباب أمر غاية في الأهمية وهو سبيل النجاح

وتابع خلال برنامج القرآن العظيم على شاشة صدى البلد:"أمر عجيب، لأن السيدة فى حالة نفاس، سيدة وقد وضعت ابنها وفى حالة من الضعف والإعياء، ولكن الله سبحانه وتعالى أمرها أن تتخذ السبب، أرسل لها رسوله حتى ينفخ فيها من روح الله، وأحدث لها معجزة لن تتكرر عبر البشرية معجزة فريدة، وأعلى رتبتها حتى جعلها خير نساء العالمين، وسيدنا النبي ﷺ يقول : " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا : آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد " وفي حديث أخر : " أفضَلُ نساءِ الجنَّةِ أربعٌ : مريمُ بنتُ عمرانَ ، وخديجةُ بنتُ خوَيْلدٍ ، وفاطمةُ بنتُ محمَّدٍ ، وآسيةُ ابنةُ مُزاحمٍ " هذا الترتيب، وهذه السيدة التي هي أفضل نساء العالمين، والتى يحدث على يدها هذه المعجزة الفريدة التي لم تتكرر ولن تتكرر، يقول لها: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} ما هذا ؟ الأخذ بالأسباب" .

وأضاف: العلماء صاغوا من هذا مبدأ عاما "الاعتماد على الأسباب شرك، وترك الأسباب جهل"، لافتاً إلى أن سيدنا النبى ﷺ يعلمنا في سيرته هذا المبدأ العام الذي بنيت عليه أشياء كثيرة، لا تعتمد على الأسباب بقلبك فإن الله هو الفاعل الحقيقي، و"لا حول ولا قوة الا بالله"‘ من كنوز العرش، لكن إياك إياك أن تترك الأسباب، فليس لنا أن نختبر الله، الله يختبرنا، إياك إياك أن تخرج عن ما خلقه الله فتكون معترضا على ذلك وتصاب بالفشل الذريع، ولا تصل إطلاقاً إلى مرادك، الفلاح يلقي الْحَبّ ثم يدعو ويقول: يا رب. فإذا لم يلقِ الْحَبّ لن يوجد زرع ، ولو جلس طوال الليل والنهار يقول إنى متوكل على الله، لابد من السعى ومن مخالطة الأسباب التي خلقها الله سبحانه وتعالى، ليس هناك زرع بدون حب، وبعد ذلك هذا الزرع يجب أن نجنيه وأن نحصده وأن نؤتى حقه {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}.

وأشار إلى أن سيدنا النبي ﷺ عندما خرج إلى أُحُد، خالف بين درعين - يعني: درع في الوجه ، ودرع بالظهر-، ولكن أليس درع واحد يكفى؟ لأ، درعين، درع فوق درع. ولبس الخوذة، يسموها: اللأمة. ولكن الله تعالى قال له: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ربنا يحميه فلا يوجد شيء يؤذيه ، ولكن يجب أن نأخذ بالأسباب نذهب إلى الحرب فنلبس لباس الحرب ، ونقول: يا رب انصرنا، يا رب استرها معنا.

سيدنا النبي ﷺ يقول : " لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله ؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ : تغدوا خماصًا وتروح بطانًا " " تغدو" يعنى فى الصباح تطلع الطيور، "خماصا" جائعة . "وتروح" ترجع ، "بطانا" شبعانة .

وشدد على أنه لابد من السبب "تغدو وتروح" ولكن إذا جلست في أوكارها ولم تسعى، فليس هناك أرزاق ستنزل عليهم، فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ولا تمطر لهذه الطيور أكلا ولا رعاية، لابد من مخالطة الأسباب.

 وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن هذا مبدأ عظيم لو وقفنا عنده وتدبرناه وتأملناه وتعمقنا فيه ثم طبقناه، فإن ذلك سيكون سببا في الوصول إلى النجاح، أن تكون ناجحا في مقاصدك، -اللهم أنجح مقاصدنا-.