الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صلاح جاهين.. شاعر القمر والطين.. لقبه لويس عوض بـ«أمير شعراء العامية»..وتميز بالجرأة

صلاح جاهين
صلاح جاهين

شاعر القمر والطين، وهو واحد من معالم مصر، يدل عليها وتدل عليه، يجلس على ضفة النيل تمثالا من ضوء، يعجن أسطورته ويوزع نفسه في نفوس كثيرة، وينتشر في كل فن ليعثر على الشعر من اللاشعر، هكذا قال الشاعر الكبير محمود درويش عن الرسام والشاعر صلاح جاهين الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، وجاء ذلك في مقدمة كتاب «أمير شعراء العامية» للكاتب محمد بغدادي.

صلاح جاهين، الذي بدأ مشواره الشعري مطلع الخمسينيات متأثراً بالشاعر فؤاد حداد، يعد إلى جانب سيد حجاب والأبنودي وأحمد فؤاد نجم، علامة بارزة في ميدان الشعر المصري المكتوب باللغة العامية.

أطلق عليه الناقد الكبير لويس عوض، لقب «أمير شعراء العامية»، بعد وفاته، معتبرا جاهين أصدق تعبير عن عصره، ملتزما بقضايا مجتمعه ومدركا عن وعي بدوره كمثقف تجاهه، مؤمنا أن المثقف مسئول مسئولية أبوية عن مجتمعه. 

ورغم ما حصل عليه جاهين من شهرة كبيرة، إلا أن مؤلف الكتاب محمد بغدادي يرى أن شعر جاهين ظل محاطا بالغموض والتجاهل ولم يحظ بالدراسة الكافية، مشيرا إلى أن كتاب «صلاح جاهين.. وعالمه الشعري»، الذي كتبه الشاعر محمد سيف لم يكن منصفا لتجربة جاهين الشعرية.

تعددت مواهب جاهين، وتوزعت في قنوات ثقافية عديدة، ما بين شاعر متميز وصحفي متألق، ورسام كاريكاتير تميزت رسومه بالجرأة والقدرة العالية على إجادة الإبداع والتفرد، وكذلك من رواد الكتابة لمسرح العرائس، كما أنه كتب استعراضات كثيرة للتلفزيون وسيناريو وحوار للعديد من الأفلام وتوج إبداعاته هذه بحصوله على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

تغنى صلاح جاهين بالحب والثورة، فكتب أجمل الأناشيد المترعة بالأمل والفرح الإنساني الجميل «يا أهلا بالمعارك»، و«محلاك يا مصري»، و«الله معك»، وكذلك في أغانيه الوطنية التي جسدت أحلام الثوار وأسهمت في تكوين وجدان أجيال عديدة أبرزها «والله زمن يا سلاحي» التي كتبها عندما نشبت حرب السويس ووقع العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم القناة عام 1956 وصارت السلام الوطني المصري.