الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف نتعامل مع الحروب الدعائية ضد الإسلام ؟ علي جمعة يجيب

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عندما عرف أعداء الإسلام بعد الحروب الطويلة مع المسلمين أن القضاء على هذا الدين وأهله لا يمكن بطريق استخدام السلاح, قرروا أن يشنوا حربا دعائية واسعة ضد هذا الدين من ناحية الأخلاق والتقاليد, وأن يجعلوا شخصية الرسول أول هدف لهذه الدعاية, وذلك من خلال المنافقين من سكان المدينة, فكانوا يستفزون المسلمين ويمارسون حربا نفسية معهم, حتى طالت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه فيما كذبوا عليه في حادثة الإفك.

حادثة الإفك 

وتابع علي جمعة من خلال منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:"لكن الرسول صلى الله عليه وسلم استطاع الإمساك بزمام هذه الصعاب والوصول بالمسلمين إلى بر الأمان بحكمته وإدارته الواعية لتلك الشدائد, من حيث إدراك الواقع على ما هو عليه, والحكمة في معالجة الأمور, واعتبار المقاصد والمآلات, والاستفادة من الأزمة لما بعدها, والعمل على عدم تكرارها, وكسب أرض جديدة منها, حتى تكون المحنة منحة".


وأكمل: مما عاناه المسلمون كذلك من المرجفين وأصحاب الأهواء والمصالح الضيقة في المدينة, وكان سبيل الخلاص من كل ذلك حكمة الرسول ﷺ من ذلك ما فعله صلى الله عليه وسلم.. حينما بلغه قول عبد الله بن أبي بن سلول في حق المسلمين: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقتله, فقال له رسول الله: فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟! (أخرجه البخاري) وجاء في رواية: فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم, فأمر أن يؤذن في الناس بالرحيل ليشتغل بعضهم عن بعض (أخرجه عمر بن شيبة في تاريخ المدينة).


وأشار علي جمعة إلى أنه ظهرت حكمته صلى الله عليه وسلم في معالجة الفتنة وإخماد نيرانها قبل أن تشتعل, حيث وجههم إلى الرفق واللين, من أجل أن يخمد الشر قبل أن ينتشر كالنار في الهشيم, ثم أمر أصحابه بالرحيل في وقت ليس من عادته الرحيل فيه، ليشغلهم بالترحال عن حديث الفتنة فيئدها في مهدها، موضحاً أنه بهذا النظر يجب أن نتحلى بشيء من حكمته صلى الله عليه وسلم في إدارة الأزمات وحل المعضلات, ونعلم أنه ليس لنا مخرج أو سبيل للخروج من كل ذلك إلا بالامتثال والتحقق بما أمرنا الله تعالى به في حقه صلى الله عليه وسلم، حيث قال سبحانه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21] فإذا فعلنا ذلك كان نبراسا لنا يهدينا سواء الصراط نحو مستقبل مشرق للأمة العربية والإسلامية التي تحاصرها الأزمات وتعتصرها الملمات في وقت حرج تزداد فيه المشكلات من كل حدب وصوب، وتتكالب فيه الشرورعلينا كما تتكالب الأكلة على قصعتها.