EN 
صرخات مُتتالية، وأصواتًا تتعالى وتنتشر بجميع أرجاء المستشفى، ومرضى تُشاهد في صمت، واطباء مستاءون من هذا المشهد المُسئ لهم ولحقوقهم، وطبيبات تُحاول لملمة الأمر، هكذا كان الوضع داخل مستشفى سوهاج الجامعي منذ يومين، في تمام الساعة الثانية بعد مُنتصف الليل.
حيث شهدت مستشفى سوهاج الجامعي، واقعة تعد الأولى خلال عام 2022م، حيث وقع شجار بين إحدى السيدات المترددات على مستشفى سوهاج الجامعي، لمتابعة علاج نجلتها مريضة السكر، وطبيب بقسم الباطنة.
بدأت القصة حين ذهبت والدة مريضة بمرض السكر لإصابتها بغيبوبة سكر، إلى مستشفى سوهاج الجامعي؛ لمعالجة نجلتها بما يلزم لحالتها الصحية، ليأخذها توترها وخوفها على حالة نجلتها، إلى التشاجُر مع الطبيبات بقسم الباطنة بالمستشفى، والتعدي عليهم لفظيًا حسبما أكدوا حتى تدخل طبيبًا شابًا بذات القسم، لفض الاشتباك.
لم يُدرك الطبيب أن بتدخله سيزداد الأمر سوءًا، حيث أكد أن الأم تطاولت عليه لفظيًا ثم شقت له ملابسه وكسرت له نظارته الطبية، وطلبت من نجلتها الأخرى تصوير ما يجري معهم داخل مستشفى سوهاج الجامعي؛ ما جعل الطبيب يُحرر محضرًا لما صدر من والدة المريضة، من إهانة وتوبيخ له وزملاؤه بقسم الباطنة، حيث حُرر محضرًا بالواقعة رقم 519 لعام 2022م، وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي أمرت بإحالة أوراق القضية إلى جلسة عاجلة بالمحكمة.
أما "أحمد. ر. م- ويقيم بمركز دار السلام"، نجل السيدة قد سرد في حديثه مع موقع صدى البلد، قائلًا:"أمي راحت بأختي المستشفى وهي في غيبوبة سكر والحجز في المستشفى ولما نزلت من العناية المركزة للعنبر، فضلنا لأخر اليوم ندور على حد يقولنا بس جرعة الأنسولين إيه".
وأوضح أن والدته لم توجه أي إسادة للطبيب إلا بعد تعديه عليها بكفًا على وجهها، أثناء مشادة كلامية جمعتها مع عدد من طبيبات القسم، كما أخذ من بين يدي نجلتها الأخرى الهاتف التي كانت توجه كاميرته لالتقاط فيديو يوضح إهانة والدتها من طبيبات المستشفى الجامعي، ثم أطاح به أرضًا.
وبتواصل موقع صدى البلد مع الدكتور حمدي سعد مدير مستشفى سوهاج الجامعي، والذي قرر التزام الصمت احترامًا للقانون، حيث تم تحرير محضرًا بالواقعة ضد السيدة المعتدية على طبيب المستشفى، وتولت النيابة العامة التحقيقات، تاركًا الأمر بيد والد الطبيب الدكتور إسحاق إبراهيم، وكيل نقابة الأطباء بسوهاج.
وتواصل "صدى البلد" مع الدكتور إسحاق إبراهيم، ليسرد لنا حقيقة الواقعة، والذي جاء حديثه مُنافيًا تمام لما سبق ذكره، "يستحيل يكون فيه عداء شخصي بين طبيب ومريض.. احنا بنشتغل من أجل المرضى والمواطنين والدولة.. احنا حتى اسم المعتدية على نجلي الطبيب بقسم الباطنة بمستشفى سوهاج الجامعي، لم نعرفه حتى الآن.. التسامح في حق الأطباء والاعتداء على المنشآت العامة وموظفي الحكومة هو اللي خلى المواطن يتجرأ على أطباء المستشفيات الحكومية".
وأكد أن القضية قد حُكِم فيها بالأمس بالحبس شهرًا كاملاً للأم ونجلها، وغرامة 50 جينهًا لكلاً منهما.
