EN 
شاب في العقد الثالث من عمره قرر منذ عامين أن يُفني جزءًا من وقته ويستثمره مع الله، في مساعدة البسطاء والفقراء، ويمد لهم يد العون بكل ما يستطع من قوة، دون كلل أو ملل أو الشعور بالإرهاق وضياع الوقت فيما لا ينفع دنيويًا، ليشتري ما خير وابقى.
"من سنتين ونص بدأت العمل التطوعي عبارة عن مسؤول تنفيذ وبناء الأسقف الخشبية لمنازل الأسر المُستحقة، ومسؤول القوافل الطبية الخارجية.. بنشوف اكثر قرية مُستحقة ومفيش فيها خدمات طبية وبندشن قافلة طبية من 5 تخصصات ومعمل تحاليل وصيدلية خيرية مجانية"، هكذا أخذ المهندس علي جلال، يوضح كيف كانت أعماله الخيرية منذ أكثر من عامين، خلال حديثه مع موقع صدى البلد.
وقال المهندس علي جلال، صاحب الـ31 عامًا، ابن مركز طهطا شمالي محافظة سوهاج، إن الأعمال الخيرية تشمل تدشين قوافل طبية مكونة من عددًا من أكفأ أطباء الإقليم، والذين يُساهمون بالعمل الخيري دون أي مقابل مادي، بالقرى الأكثر احتياجًا.
واستكمل حديثه رادفًا"بنساهم في بناء البيوت والأسقف الخشبية، وبنوصل وصلات المياه للأسر المُستحقة، كمان بنوزع المواد الغذائية على الأهالي الأكثر فقرًا مش في شهر رمضان بس ده طوال السنة بفضل الله"، مؤكدًا أن المواد الغذائية التي يتم توزيعها على الأسر الأكثر احتياجًا، تشمل لحوم ودواجن.
وأكد خلال حديثه مع "صدى البلد":"العمل الخيري بالنسبة لي مش مأثر عليا بشكل سلبي نهائي ويستحيل يأثر بالسلب على حياة أي إنسان خيري من جواه فعلاً.. انا وقتي كله في جمعية خيرية في طهطا وشغلي كمان فيها خاصة انها تمتلك مركزين طبيين كل شغلهم بالمجان التام، وانا مدير أحد المركزين، وكده يبقى شغلي في الجمعية نفسها وتطوعي كمان في جميع أنشطتها".
كما يُشارك المهندس الثلاثيني في فعاليات يوم اليتيم سنويًا، ويُساهم في تجهيز العرائس غير المُقتدرة، كما يتبرع بدمائه لحملات التبرع بالدم، ويوزع البطاطين والألحفة في فصل الشتاء على المستحقين بسوهاج، ويُشارك في تحضير وجبات الإفطار في شهر رمضان الكريم سنويًا، منذ بدء العمل التطوعي.
ويرى ابن مركز طهطا شمالي محافظة سوهاج، أن تنظيم الوقت يتوقف على ترتيب الشخص ذاته، حيث أنه يكتب في أجندة ما يتطلب عليه فعله خلال يومه، والأماكن التي عليه الذهاب إليها خلال 24 ساعة جديدة من عمره، ويُنسق وقته بين عمله وأعماله التطوعية؛ لمساعدة الأخرين.
وعن ما فعله العمل التطوعي ، أوضح قائلاً:"انا كنت مُتمرد جدًا على حياتي وكنت أقول لازم خلال الوقت الفلاني يكون معايا عربية.. لازم اكون عايش في مستوى مادي اكبر من كده بكتير.. ومكنش عاجبني حالي وحياتي لكن اول ما دخلت في مجال التطوع وشوفت الفقير والمريض واللي بيته هيقع واللي معندهوش نقطة مياه في بيته.. وناس معندهاش سقف يستر بيتها وبتنام على الأرض".
واستكمل:"عرفت وقتها اني ظلمت نفسي بالتفكير ده واني انا غرقان في نعم ربنا واني في ناس كتير جدًا جدًا اقل مني في كل حاجه، وقتها طبعا شكرت ربنا ع نعمه الكبيرة اللي انا مكنتش حاسس بيها وناس كتير زيي مش شايفة فضل الله عليها، وحقيقي كفاية نعمة الصحة ناس بتتمنى ربع صحتنا والله الحمد لله وربنا يشفي مرضانا ومرضى المسلمين اجمعين".
وعن اسباب مُشاركة المهندس السوهاجي بالعمل التطوعي أشار إلى أنه كان يرغب بالسفر إلى المملكة العربية السعودية،حيث كان حلم عمره أن يعمل بها، وأن يحيا بقية حياته في مكة أو بالمدينة المنورة، ولذلك قرر الشروع بالعمل التطوعي؛ كي يُساعد الفقراء، حتى تُصادفه استجابة دعاء أحدهم له بالسفر وتحقيق ما يتمناه، مؤكدًا أن العمل التطوعي من أفضل الأعمال،وأن الهموم تُنسى وقت القيام بالعمل التطوعي، حيث يكون أكبر همومك وقتها هي ادخال السرور لقلب شخصًا ما أو أسرة ما.
واختتم المهندس علي جلال، ابن مركز طهطا، حديثه مع موقع صدى البلد، بدعاء يدعوا به الله يوميًا وهو:"اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا".
زفاف عرائس الخير
توصيلات مياه العمل التطوعي
وجبات الخير
بناء أسقف وإعادة تأهيل منازل مُتهالكة
