الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قيدوه وتحرشوا به| كيف تصدت الدولة لـ التنمر بذوي الهمم وانتصرت لهم؟

بطل واقعة التنمر
بطل واقعة التنمر بالقليوبية

تولي الدولة اهتماما غير مسبوق بـ  ذوي الهمم، وتسعى جاهدة لدمجهم مجتمعيا والتصدي لأي مشكلات تواجههم وتذليل كافة المعوقات التي تمنعهم من أن يكونوا جزءا من المجتمع كما عملت على تغليظ عقوبة التنمر التي يتعرضون لها.

ولا يزال  ذوي الهمم، يعانون رغم كل ما حصلوا عليه من حقوق من مشكلة التنمر التي أصبحت آفة يعاني منها المجتمع. 

وقد يتعدى الأمر  التنمر في بعض الحالات ليصل للأفعال الإجرامية والشاذة سواء كانت بشكل مباشر أو غير مباشر، هذه الأفعال قد تأتي على شكل تعديات لفظية أو إقصاء وترويع أو خطف وقد تصل لحد الاغتصاب والتحرش كما حدث في حالة "عبد العظيم" بمحافظة القليوبية.

تفاصيل التنمر على عبد العظيم

فقد سيطرت حالة من الحزن على أسرة "عبد العظيم" 20 عامًا، من ذوي الهمم، بقرية كفر الحصافة التابعة لمركز ومدينة طوخ، بمحافظة القليوبية، وذلك بعد تداول مقاطع فيديو لـ3 شباب وهم يكبلونه ويلمسون أجزاء حساسة من جسده، ويتنمرون عليه ويتحرشون به ويسخرون منه، ونشروا ذلك من خلال مقاطع فيديو على شبكة الفيديوهات "تيك توك".

وقال محمد كمال عبد العظيم شقيق المجني في بث مباشر مع "صدى البلد"، إن الأسرة لم تعرف الواقعة إلا بعد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، مشيرا إلى أنه عندما عاد من عمله وأخبره الجميع بأن شقيقه ووالدته بمركز الشرطة توجه لهم علي الفور وتحرير محضر بالواقعة.

وأشار إلى إنه يريد معاقبة المتهمين بأقصى عقوبة ممكنة حتى يكونوا عبرة لكل من يستخدم تطبيقات الإنترنت في أذى المواطنين خاصة أن ما حدث لشقيقه كان بهدف التنمر عليه والاستهزاء به وبإعاقته، مؤكدا أن "مكتب النائب العام وإدارة الرصد والبيان كان لهما دورا كبيرا في كشف الواقعة وضبط المتهمين وحبسهم".

وقالت والدة الشاب إن نجلها من ذوي الهمم ومقيمين في قرية كفر الحصافة مركز طوخ في القليوبية وأنه يتمتع بسمعة طيبة وهادئ الطباع ويعاني من إعاقة ذهنية منذ ولادته، مضيفة أنها "فوجئت بقيام المتهمين بتصوير نجلها وضربه ولمس أماكن حساسة من جسده وتهديده وترويعه والتنمر عليه" مما دفعها للإصرار على تقديم بلاغ ضد المتهمين في مركز شرطة طوخ ولظروف ما تنازلت عنه، ولكن أهل مرتكبي الواقعة هددوها وابتزوها فلجأت لمكتب النائب العام الذي قرر ضبط وإحضار المتهمين.

وتلقت مديرية أمن القليوبية إخطارا من مأمور مركز شرطة طوخ يفيد بورود بلاغ من والدة المجني عليه بتعرض نجلها شاب من ذوي الهمم للتنمر من قبل 3 أشخاص صوروا أنفسهم وهم يتنمرون عليه، والاعتداء عليه وتقيده وخدش حيائه ثم نشروا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت التحريات أن المتهمين نشروا الفيديوهات من خلال جزأين الأول والثاني وكتبوا انتظروا الجزء الثالث وذلك بإحدى قرى مركز ومدينة طوخ وتحرر محضر بالواقعة بالعرض على النيابة أمرت بضبط وإحضار المتهمين.

وكانت النيابة العامة قد أمرت بضبط المتهمينِ بارتكاب الواقعة، حيث أُلقي القبض على أحدهما وَسلَّمَ آخرُ نفسَه للقسم لمّا علِمَ صدورَ الأمر بضبطه، وباستجوابهما أقرَّا بارتكابهما الواقعة، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبس كلٍّ منهما أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وجار استكمالها.

وحرر محضر يحمل رقم 4306 لعام 2022 وتولت النيابة التحقيق، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية قِبل المتهمين.

تشريع جديد يغليظ عقوبة التنمر 

يذكر أنه صدر تشريع يغلظ عقوبة التنمر بإضافة المادة "50" مكرر إلي القانون رقم "10" لسنة 2018 بشأن حقوق الأِخاص ذوي الإعاقة، والتي شددت العقوبة لتصبح "الحبس لمدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن مائتي ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين".

من جهتها قالت المهندسة أمل مبدي، رئيس الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية، إنه يوجد الآن قانون مغلظ لذوي الهمم، مضيفة أن "التنمر بالأشخاص العاديين في الطبيعي له عقاب قانوني، ولكنه مغلظ في حالة التنمر على ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن هناك توعية طوال الوقت بما نقوم به".

ولفتت "مبدي" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الرئيس بنفسه واهتمامه بهم وحرصه عليهم يعد نوعا من أنواع التوعية، كما أنها رسالة منه للمجتمع بأن هؤلاء الأشخاص مهمين ويجب أن يعاملوا بالطريقة الراقية التي يعاملهم الرئيس بها، مضيفة أن الإعلام ونحن نقوم بدورنا في التوعية بحقوق ذوي الإعاقة فهم الأن يظهرون في الإعلام.

وأكدت "مبدي"، أن من يتنمر ويتحرش بذوي الهمم أشخاص غير أسوياء وهم المعاقين بالفعل وليس ذوي الهمم، وأنه لذلك تم وضع القانون، لافتة: "نحن لا نستطيع منع العالم من فعل شيء خاطيء، فمثلا لا نستطيع منع أحد من السرقة ولكن نستطيع طوال الوقت أن نقول أن السرقة حرام والسرقة فعل خاطيء ولكن في النهاية سيكون ما زال هناك سارقين".

وأشارت: نحن نفعل كل ما في وسعنا من أول رئيس الجمهورية، فدائما الرئيس يقول هؤلاء مهمين جدا بالنسبة لي فأنا أحبهم وحريص عليهم وعلى حقوقهم وفعل الكثير لأجلهم، ويكفى تغليظه لقانون العقوبات فهذا التغليظ وحده حق من حقوقهم، مؤكدة أنه "يجب على أهل أي شخص من ذوي الهمم الذي تم التنمرعليه والتحرش به أن يبلغوا في الفاعل وسينال أقصى عقوبة".

يذكر أن التنمر مشكلة يتعرض لها حوالى 15 مليون معاق منهم 150 ألف قزم يمثلون 1% من إجمالى السكان، رغم أنهم أثبتوا قدرتهم على قهر إعاقتهم وحصد النجاحات والبطولات في كافة المجالات وتحدى مصاعب الحياة، ومكافحة جرائم التنمر وكافة أشكال التمييز خاصة بعد أن أصبح لهم قانون يحميهم وهو قانون ذوى الإعاقة.

والتنمر ظاهرة خطيرة يتعرض لها حوالى 60% من الأطفال ذوي القدرات الخاصة وتتنوع أشكالها ما بين الإيذاء اللفظي والجسدي، وهؤلاء المتنمرون ينتشرون في كل مكان، حتى في الفضاء الإلكتروني، بل إن هذه الأفعال الإجرامية أصبحت أسلوباً شائعا للإهانة والسخرية والاستهزاء بجميع الإعاقات الذهنية والحركية وقصار القامة.

نحتاج معالجة التنمر فكريا وثقافيا

ويؤكد الخبراء أن التصدى للتنمر يحتاج إلى معالجة فكرية وثقافية، مع المواجهة القانونية الرادعة التى يضمنها القانون.

وفي السنوات الأخيرة اهتمت المنظمات الحقوقية وعدد كبير من مؤسسات الدولة بـ مكافحة التنمر بمختلف أشكاله وقامت منظمة اليونيسيف بتنظيم حملات عديدة لمحاربته فى المدارس.

ورغم إقلاع البعض عن التنمر بالأخرين إلا أنه ما زال عدد كبير من الأشخاص يمارسون التنمر بصور وأشكال مختلفة حتى في بيئات العمل.