الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الجندي : البرنامج الصيفي للأطفال نوع من التبصر بالوظيفة المهمة للمسجد

خالد الجندي
خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، أن الدعوة الإسلامية تحتاج إلى عوامل لا بد أن تتوافر في الداعية، فهي اجتباء واختيار واصطفاء، حيث يقول الله سبحانه: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

افتتاح الدورة التدريبية لأئمة وواعظات دولة بوركينا فاسو

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة التدريبية الدولية المتخصصة لأئمة وواعظات دولة بوركينا فاسو ، اليوم الأحد 29 مايو 2022م بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .

وأوضح خالد الجندي، أن من بين هذه العوامل: العلم الراسخ، والثقافة الشخصية الرصينة، مؤكدًا أن العلم لا يكون إلا بالجثو على الركب؛ أي بالتتلمذ على أيدي العلماء الأكفاء ولذلك أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى ذلك فقال: "وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي"، وعندما ذهب نبي الله موسى (عليه السلام) إلى الخضر ليتعلم على يديه قال له كما حكى القرآن الكريم ذلك على لسان موسى (عليه السلام): "قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا"، فالعلم اتباع، واقتداء، واهتداء، وارتواء.

وأكد خالد الجندي، أن الداعية الذي يعيش منعزلًا عن واقعه لا ينبغي له أن يتصدر الدعوة، وأن الدولة أصبحت مقصدًا من المقاصد التي يحترمها الناس، وهذا ما ألف فيه معالي وزير الأوقاف كتبًا عديدة منها الكتاب الماتع: "الكليات الست"، مؤكدًا أنه لا دين بدون وطن يحمله ويحميه، وأن الدولة أصبحت مقصدًا من مقاصد الشرع الحنيف.

وبين أن الداعية لا بد أن يكون وقورًا ومهابًا ورحيمًا، حيث يقول سبحانه: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" ويقول سبحانه: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ".

وشدد خالد الجندي، أننا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رأينا عمارة المساجد مبنى ومعنى، وهذا ما تقوم به وزارة الأوقاف، حيث أعادت الحياة إلى المساجد من خلال الأنشطة التي تمارسها في جميع المساجد بالجمهورية، وبخاصة للأطفال في البرنامج الصيفي، وهو نوع من التبصر بالوظيفة المهمة للمسجد، فللمساجد وظيفة ترفيهية، حيث يجب أن يجد الطفل ترفيهًا في المسجد، وهو الشيء الذي نريده ونرغب فيه، فقد كان الأحباش يلعبون في المسجد في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، فشجع هذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) ولم ينه عنه، ونحن نرى عودة حميدة للدعاة وللمساجد، ونسأل الله أن يديمها علينا.

 

وفي كلمته رحب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالحضور جميعًا وضيوف مصر الأعزاء من أئمة وواعظات دولة بوركينا فاسو، مؤكدًا أن هذه الدورة تتميز بتنوع وثراء موضوعاتها، مشيرًا إلى أن العلم له أهمية بالغة في حياتنا، فلا حياة حقيقة بدون علم، حيث يقول الشاعر:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم
لم يبن ملك على جهل وإقلال
ويقول الآخر:
أَرُوِني أُمَّةً بَلَغَتْ مُنَاهَا
بَغَيْرِ الْعِلْمِ أَوْ حَدِّ الْيَمَانِيّ
أي بالعلم والقوة معًا تبلغ الأمم ما تتنمى. 
وعن مفهوم العلم النافع أكد وزير الأوقاف أنه لا يقتصر على العلم الشرعي فقط، فمن قصر العلم النافع على بعض علوم الدين البحتة فقط فقد ضيق واسعًا فالله (عز وجل) قال: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"، ولم يقصره على العلم الشرعي فقط، ويقول النبي ( صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ".
فإعلاء الإسلام لشأن العلم جاء عامًا مطلقًا، كما أن قول الله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" جاء في معرض الحديث عن الآيات الكونية، ذلك أن التأمل في آيات الله الكونية يعمق الإيمان بالله (عز وجل)، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".
كما أشار وزير الأوقاف إلى أن الصورة الذهنية للأمة لا تصنع بالكلام النظري، إنما بالجد والعمل والقدوة والسلوك الحسن، وهذا يؤكد أهمية السلوك والالتزام بالقيم والأخلاق الحميدة، خاصة إذا كان الإنسان داعية إمامًا كان أو واعظة، فالناس تقيس ذلك بمقياس دقيق، وقديما قالوا: حال رجل في ألف رجل خير من كلام رجل لألف رجل، وقال الشاعر:
لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه
ما لم يتوَّج ربُّه بخلاقِ
والعلمُ إِن لم تكتنفهُ شمائلٌ
تُعْليهِ كان مطيةَ الإِخفاقِ


وعن قيمة الأخلاق يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم منِّي في الآخرةِ محاسنُكم أخلاقًا"، وعندما تحدث (صلى الله عليه وسلم) عن سبب بعثته قال: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخْلاقِ"، مؤكدًا على أهمية الاجتهاد في طلب العلم، فحيثما توقفت يسبقك الزمن، قال المتنبي:
على قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
ويقول الشافعي: 
أأبيت سهران الدجى وتبيته
نومًا وتبغي بعد ذاك لحاقي
وأشار إلى أن الوزارة حرصت أن يكون لها دور ونشاط يومي في المسجد لتجعل بيوت الله عامرة فنظمت العديد من الأنشطة بالمساجد كمقارئ القرآن الكريم والتي استحدثت فيها مقارئ قرآن للواعظات، ومقارئ للجمهور بالإضافة إلى مقارئ الأئمة وأعضاء المقارئ، كما استحدثت الوزارة ولأول مرة البرنامج الصيفي للأطفال بالإضافة إلى نشاط تحفيظ القرآن الكريم للأطفال والكبار، كما نظمت مجالس الإفتاء للعلماء والأئمة المتميزين والواعظات المتميزات اللائي يشاركن لأول مرة في مجالس الإفتاء، فضلًا عن المراكز الثقافية، ومراكز إعداد محفظي القرآن الكريم، كل هذا لعمارة بيوت الله (عز وجل).


وأوضح، أن وزارة الأوقاف تكثف جهودها وتسابق الزمن في ترسيخ الأنشطة وبخاصة تلك التي تخص النشء لنحصن أطفالنا من أي اختطاف فكري ونحببهم في المسجد، وقد لاحظنا أن الغالبية العظمى يعملون بحب وإخلاص وتفان، وسنكمل هذه المسيرة إن شاء الله تعالى خلال الأسابيع المقبلة، ولا توجد منطقة بمصر إلا وسيكون بها مسجد يُمثِل ملاذًا آمنًا للأطفال ومتنفسًا طبيعيًا لهم.

 

كما أشار إلى إطلاق برنامج اللقاء المفتوح والذي يضم مجموعة متميزة من الشباب والأدباء والمثقفين والرياضيين بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، وسيكون أول انطلاق لهذا البرنامج يوم الأحد 12/ 6/ 2022م من محافظة الوادي الجديد اهتمامًا منا بالمحافظات الحدودية، فلا شيء يعدل اللقاء المباشر.