الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل تغرق داخليا.. هل تتحقق نبوءة الثمانين عاما وتتفكك دولة الاحتلال؟|رؤية تحليلية

أرشيفية
أرشيفية

يتملك قادة إسرائيل تخوفا دائما مما يطلقون عليه "لعنة الـ 80"، وعدم تجاوز "دولة الاحتلال الإسرائيلي" عمر الثمانين عاما.

تفكك دولة الاحتلال الإسرائيلي

وفي هذا السياق أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي  نفتالي بينيت، أن إسرائيل تقف أمام اختبار حقيقي، وتشهد حالة غير مسبوقة تقترب من الانهيار، وتواجه مفترق طرق تاريخي.

وقال بينيت "تفككت إسرائيل مرتين في السابق بسبب الصراعات الداخلية، الأولى عندما كان عمر الدولة 77 عاما، والثانية بعدها بـ3 سنوات، ونحن الآن نعيش في حقبتنا الثالثة ونقترب من العقد الثامن ونقف جميعا أمام اختبار حقيقي".

وأشار إلى أن "إسرائيل وصلت قبل عام إلى واحدة من أصعب لحظات الانحطاط التي عرفتها على الإطلاق، فوضى ودوامة انتخابات لا تنتهي وشلل حكومي، ومدن اللد وعكا تحترق من الداخل في ظل وجود حكومة عاجزة ومتنازعة، وتقديس الرجل الواحد وتسخير طاقة الدولة لاحتياجاته القانونية".

وأضاف: "كنا نقف قبل أيام قليلة من الذهاب إلى حملة انتخابية خامسة من شأنها أن تفكك البلاد، ثم اتخذت القرار الأكثر صعوبة في حياتي، وهو تشكيل حكومة إنقاذ وطنية لإنقاذ البلاد من الفوضى وإعادتها إلى العمل، والشراكة مع أشخاص لديهم آراء مختلفة جدا عن آرائي".

يهودا والسامرة وتفكك إسرائيل

ومن جانبه قال القيادي بحركة فتح الفلسطينية، وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور إيمن الرقب، إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت ومن قبله بشهر رئيس حكومة الاحتلال الأسبق يهود باراك يربطان بين انهيار مملكة يهودا والسامرة قبل آلاف السنين بانهيار كيانهم الآن، مضيفا إنهيار مملكتي يهودا والسامرة نتيجة خلافات داخلية أدت لإنهيار وانتهاء هاتان المملكتان بعد قيامهما بثمانين عاما.

وأضاف الرقب - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الكيان الحالي للاحتلال لم يتجاوز عمره الأربعة وسبعون عاما، ويتوقع هؤلاء وغيرهم أن لعنة الثمانين عاما تعود من جديد، نتيجة الخلافات الداخلية بين سكان هذا الكيان وخاصة خلال الأعوام الأخيرة، والعجز عن تشكيل حكومة على مدار أربعة جولات انتخابية حتى تمكن تحالف التناقضات من تشكيل حكومة يعتبرها بينيت حكومة إنقاذ وطني.

وأكد الرقب أن تصريح نفتالي بينيت اليوم، يأتي على خلفية قرب انهيار حكومته، وانتظار ألد خصومه بنيامين نتنياهو للانقضاض عليه، وتشكيل حكومة جديدة من اليمين المتطرف، أو الذهاب إلى انتخابات جديدة ستدخل الكيان من جديد في دوامة عدم وجود حكومة، خاصة ان كل استطلاعات الرأي تؤكد عجز أي طرف عن حسم الانتخابات القادمة.

ولفت أن مسيرة الأعلام الأخيرة أظهرت أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت، فبعد احتلال القدس لمدة خمسة وخمسين عاما يصارعون للاحتفال بهذا الاحتلال وهذا يظهر حجم الرعب الذي يعيشه هؤلاء المحتلين.

ماذا حدث لـ يهودا والسامرة؟

وأضاف الرقب، أن حديث نفتالي بينيت و من قبله يهود براك هو ربط بين كيانهم الحالي وقرب زواله كما انتهت من قبل مملكة يهودا والسامرة نتيجة الخلافات الداخلية، والتي أفضت للانقسام لمملكتين وبعدها بثلاث سنوات انهيار تام.

وأكد أن الخوف يزيد داخل المؤمنين بتأثيرات الكبلاه ( الأرقام ) داخل يهود هذا الكيان، وأن انتهائهم قريب جدا بتأثير داخلي وليس خارجي ولم ينسى نفتالي بينيت أحداث مايو العام الماضي، داخل مدن الاحتلال والصراع بين العرب واليهود.

وقال الرقب، نحن من جانبنا كمتابعين ومحللين نعلم أن الصراعات الداخلية داخل هذا الكيان ستكون سبب في انهياره لوجود صراع أثني كبير داخله وليس ديني وطائفي ولكن ما يوحد هذا الكيان هو التهديد الخارجي، لذلك يسعى الاحتلال دائما بالإبقاء على عدو يهدد وجوده ليضمن وحدة جبهته الداخلية.

وأشار: الفلسطينيون عدو دائم لن يتم توقيع اتفاق سلام نهائي معه وهذا كان سببا لاغتيال رابين من قبل الدولة العميقة داخل هذا الكيان، والسعي على إيجاد عدو آخر وكما نشهد الأن العدو إيران دون دخول حرب حاسمة معه و بالسابق العراق و قبلها مصر وسوريا وهكذا.

سقوط مملكة داوود وسليمان

يذكر أن "مملكة داود وسليمان"، وهي الدولة الأولى لليهود، لم تصمد أكثر من 80 عاما، وكذلك "مملكة الحشمونائيم"، وهي الدولة الثانية لهم التي انتهت في عقدها الثامن، في حين أن إسرائيل وهي "الدولة الثالثة" تزحف بجيل 74 عاما نحو العقد الثامن.

ومن جانب آخر قال القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور جهاد الحرازين، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، حول التحذير من انهيار دولة الاحتلال؛ يأتي فى سياق حالة من الرد على دعوات وتحريض نتنياهو وكتلة اليمين على بينيت وحكومته .

وأشأر الحرازين - إلى أن الحملة ازدادت شراسة وارتفعت أصواتها في كل مناسبة على أمل أن يعود نتنياهو بحكومة يمنية متطرفة يقودها، بالإضافة إلى محاولات شق تحالف الائتلاف الحكومي القائم لإسقاط الحكومة.

وتابع: لذلك خرج بينيت ليرد على هذه الدعوات والمحاولات، وذلك بمحاولة تصدير حالة من الرعب والأزمة لمواطني دولة الاحتلال وكسب تعاطفهم وتأييدهم تحت مسمى حماية الدولة من الانهيار، وخاصة أن هناك تجربتين مر بهما اليهود، حيث لم تستمر دولتهم أكثر من ثمانين عاما، حيث استمرت مرة 77 عاما، وأخرى 80 عاما.

تصدير حالة من الخوف والقلق

وأضاف الحرازين - في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن تصدير حالة القلق النفسي والخوف والرعب سيدفعون إلى كسب حالة من التعاطف لـ بينيت، خاصة أنه تعامل بمنطق عاطفى ودعمه ببعض الحقائق والبراهين من خلال قوله بأنه قبل التحالف مع أحزاب بينهما خلاف فكري وايديولوجي، وأنه أنقذ إسرائيل من انتخابات خامسة.

وبأنه ضحى من أجل الحفاظ على اسرائيل وإخراجها من النفق السياسي المظلم ولذلك هو أصبح يخشى الآن على دولة إسرائيل من الانهيار كما جرى مسبقا عبر التاريخ، الأمر الذى يصدر أزمة نفسية وفكرية للمواطن الإسرائيلي، وبذلك هو حاول الخروج من حالة الضغوط التى تحاول ممارستها كتلة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو.

وأصدر تحذيرا لكل مواطني دولة الاحتلال بأن الخطر المحدق يكمن فى محاولات التفكك ومحاولات نتنياهو والمتطرفين اخذ إسرائيل إلى حالة الانهيار خاصة إذا استمرت محاولات نتنياهو واليمين مواصلة مؤامراتهما ومحاولات تفكيكهما للأحزاب وصولا لبعض المكاسب الشخصية لنتنياهو وبعض المتطرفين أمثال ايتمار بن غفير ومن هم على شاكلته وتمزيق المجتمع الاسرائيلى بزرع الفتنة وممارسة العنصرية الفجة والمقيتة.