EN 
يفترش "حسان حسن محمد “صاحب الـ 70 عاما الشهير بعم حسان ” القفاص"، أمام منزله في مساحة صغيرة، ليصنع أقفاص من الجريد أمام منزله بمنطقة “الفوريقة ” بمدينة الفشن جنوب محافظة بني سويف .
"صدي البلد" ألتقي وعم "حسان" والذي قال ان هذه الصناعة هي "مهنة اكتسبتها من أحد الصناع قديما منذ أكثر من 60 عاما وعمري كان لا يتعد 7 سنوات بهذه الكلمات بدأ عم حسان صاحب الـ70عاما حديثه لـ"صدي البلد "، والذي قال إنه عمل في صناعة أقفاص جريد النخيل منذ نعومة أظافره، حيث عكف مع معلمه في هذه الحرفة ليتعلم منه صناعة "الاقفاص"وغيرها من جريد النخيل، حتى تعلم أصول المهنة واحترفها وحافظ عليها من الإندثار لكنه أضاف متحسرا إن احدا من أبناءه لم يتعلم تلك الحرفة وفضلو أكل العيش في أماكن أخري غير صناعة الأقفاص .
وتابع أن صناعة جريد النخيل من الحرف اليدوية العريقة الشاقة التي تحتاج للمهارة والدقة والخبرة، ولا تزال تحافظ على رونقها بالرغم من ظهور البلاستيك وسيطرته على الأسواق.
مشيرا إلى أنه يقضي ساعات طويلة أمام منزله للعمل وإنتاج المنتجات المطلوبة من الجريد بجودة عالية ودقة وشكل جمالى جذاب، حيث تبدأ مراحل الصناعة بعزل الخوص عن الجريد باستخدام أداة المنجل، ثم تقطيع الجريد وشقه لقطع صغيرة وتقسيمه إلى رقائق باستخدام الساطور، ثم دقه لصنع فتحات صغيرة به باستخدام الشاكوش الخشبي، ومن ثم تشكيل الأقفاص والكراسى وغيرها من الأعمال باستخدام أعواد الجريد.
ويضيف عم “حسان” إنه يعمل فى هذه المهنة منذ طفولته وكانت تدر عليه دخلًا وفيرا وكاف رغم قلته في تلك السنوات ولكن هذه الأيام بدأت صناعة الاقفاص وتصنيع الجريد تتراجع أمام الصناعات البلاستيكية الحديثة.
وأوضح عم “حسان” أن مهنة تصنيع الجريد والأقفاص تحتاج إلى تركيز عال مشيرًا الي أن صناعة الأقفاص صناعة دقيقة وليست عشوائية ، وكل دقة أو خرم فى الجريد له مقاس محدد بالسنتيمترنحفظه بالممارسة.
ويشير عم حسان إلي إن مهنة تصنيع الجريد كانت ممتازة وتدر دخلا وفيرا إلى أن ظهرت لنا الأقفاص البلاستيكية والكرتون والتى عدمت تلك الصناعة، وأصبح الطلب عليها قليلا، رغم مميزات المنتجات اليدوية , لأن القفص المصنوع من الجريد يعتبر بمثابة ثلاجة لحفظ الخضار والفاكهة على عكس الأقفاص البلاستيك والكرتون التى لا تستطيع حفظ أي نوع من الخضر أوالفاكهة وتصيبها بالعفن .
وأضاف عم حسان، أن صناعة الجريد تعانى من عدة مشاكل أهمها الركود الذي أصابها وخاصةً بعد ارتفاع اسعار الجريد الي أضعاف مضاعفة , فضلا عن ضعف الطلب علي المنتجات الجريدية , مشيرًا الي أن معظم العاملين بورش الجريد هجروها لعدم وجود أى ضمانات إجتماعية من قبل الحكومة .
وطالب عم حسان لاستمرار هذه الحرفة من الإندثار بضرورة إنشاء نقابة تحمل إسم ” نقابة القفاصين ” أسوة بنقابة الفلاحين لأن مهنة تصنيع الجريد يعمل بها العديد من ابناء الصناع المهرة علي مستوي الجمهورية .
