الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجزائر تتدخل للمصالحة.. هل هدأت العاصفة بين فتح وحماس في فلسطين؟

لقاء نادر يجمع الرئيس
لقاء نادر يجمع الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة حماس

تواصل الدول العربية جمع شتاتها وتوحيد صفوفها لتوحيد الرأي واتخاذ قرارات موحدة، قبل زيارة الرئيس بايدن المرتقبة، فبعد سنوات من الفتور جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في الجزائر العاصمة، الثلاثاء، نظيره الفلسطيني محمود عباس برئيس حركة حماس إسماعيل هنية، وجاء ذلك اللقاء التاريخي على هامش احتفالات ستينية الاستقلال بالجزائر، وذلك بعد سنوات طويلة، لم يجتمعا فيها حول طاولة واحدة.

لقاء نادر يجمع الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة حماس

لقاء تاريخي يجمع عباس، وهنية 

ونشرت الرئاسة الجزائرية مشاهد تظهر مصافحة أبو مازن، وهنية وبينهما الرئيس تبون، وأطلع عباس، الرئيس تبون على آخر التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وعلى ممارسات الاحتلال وعدوانه بحق الشعب الفلسطيني.

كما بحث الرئيس الفلسطيني مع نظيره الجزائري سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وقبل أشهر، أطلقت الجزائر مساعي وساطة للمصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية تمهيدًا لمؤتمر يسبق القمة العربية المقررة بالجزائر في نوفمبر المقبل.

وفي 15 يناير، وصل إلى الجزائر العاصمة وفد من حركة "فتح" بدعوة من الرئاسة الجزائرية في إطار مشاوراتها لاستضافة مؤتمر للفصائل الفلسطينية، ليلحق به بعد ذلك وفد من حركة "حماس" الفلسطينية في 18 يناير.

وأعربت حماس حينها عن تقديرها لـ"دور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية  واستضافتها للفصائل الفلسطينية وحرصها الشديد على إنجاز المصالحة وإنهاء حالة الانقسام".

وإضافة إلى فتح وحماس، وجهت الرئاسة الجزائرية أيضًا دعوات إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"الجبهة الديمقراطية" و"القيادة العامة-الجبهة الشعبية".

وكان ملف المصالحة الفلسطينية تعطل منذ إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مايو 2021 تأجيل إجراء الانتخابات  التشريعية؛ بذريعة رفض سلطات الاحتلال  إجراءها في القدس المحتلّة.

وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات على 3 مراحل خلال عام 2021، التشريعية في 22 مايو، والرئاسية في 31 يوليو، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس، قبل أن يعلن عباس تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

هل زالت العاصفة بين حماس وفتح؟

ومن جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية، إن الجزائر تدرك أن المصالحة الفلسطينية لا تتم عبر لقاءات بروتوكولية وصور للإعلام وحتى لو كان بها قبلات وعناق، فالأمر أعمق من ذلك بكثير، مضيفا من يشاهد الصور يدرك بلغة الجسد أن أي منهم لا يطيق النظر في وجه الآخر.

وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الحالة الفلسطينية نخر المرض في كل أعضائها، وأن كل الجهود التي بذلتها مصر خلال سنوات طويلة مع هؤلاء القادة لم تصل لإيجاد حلول لطي صفحة الانقسام البغيض.

وتابع: "فلسطينا تحتاج تغيير فكر و شخوص، نحتاج لغة قبول الآخر و تجاوز المصالح الحزبية والذاتية، حتى الانتخابات العامة ليست حل لأننا نحتاج تنشأت جيل يحب بعضه البعض رغم الخلاف الفكري، من مبدأ الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن الانتخابات أصبحت الطريق الوحيد، عسى أن يبرز من هذا الظلام نور".

وأكمل: "نقدر جهد الجزائر ولكن الأمر أكبر من ذلك، تنظيمات فلسطينية رهنت نفسها لدول إقليمية جعلت القضية الفلسطينية تدخل حالة تيه لم تعيشها منذ احتلال فلسطين عام ١٩٤٨م، مشيرا أننا نتمنى رغم سواد المشهد أن نتمكن من إعادة ترتيب بيتنا الفلسطيني لتجاوز التحديات القادمة والتي ستكون أصعب إذا استمر الواقع الحالي كما هو. 

واستطرد: "يكفي أن ننظر لحالنا بعد غياب أبو مازن دون ترتيب البيت الفلسطيني حيث تم حل المجلس التشريعي ووزعت مهامه لمؤسسات وشخوص وبالتالي سقط الدستور الفلسطيني". 

ولفت أن فلسطين تحتاج إلى جهد عربي ودولي لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأساسي وهو إجراء انتخابات لاختيار رئيس، ومجلس تشريعي، ومجلس وطني في ظل وجود الرئيس أبو مازن الذي يبلغ من العمر الآن سبعة وثمانون عاما، وهذا الإجراء أفضل ضامن لتجاوز الفوضى الفلسطينية القادمة.

لقاء نادر يجمع الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة حماس

صراع العروش

ومنذ سنوات، عقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادة لتحقيق ذلك.

ويذكر أن الانقسام الفلسطيني والذي يسميه البعض صراع الأخوة الذي نشأ  بين سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين في صيف عام 2007م في الضفة الغربية وقطاع غزة، إحداهما تحت سيطرة حركة فتح في الضفة الغربية، والأخرى تحت سيطرة حركة حماس في قطاع غزة، وذلك بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في مطلع عام 2006، ونشوء أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل للإنتقال السلمي للسلطة داخلية وخارجية، وخضوع أجهزة السلطة الفلسطينية لحزب حركة فتح الذي يمسك زمام الحكم الذاتي الفلسطيني منذ توقيع إتفاقية أوسلو.

ولم تتمكن كل من حركة فتح وحركة حماس، من تجاوز الانقسام السياسي، بين غزه، والضفة الغربية الذى استمر سنوات، منذ 2007، ومع تصاعد الخلاف السياسي، تدخلت السعودية، بمبادرة أطلق عليها "اتفاق مكه"، أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، دعا خلالها حركتي فتح وحماس للتحاور بمكة.

وفي 2009 أعادت الحرب الاسرائيلية على القطاع التفكير فى الحوار للوصول لإتفاق يرضيهما، وكانت تلك المبادرة برعاية مصرية وأطلق عليها " الورقة المصرية"، وكان يرعاها الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقبلت حركة فتح "بالورقه المصرية" وطلبت حماس بعض التغييرات، وجمدت المصالحه بعدها أشهر.

كما حاولت سوريا المصالحه بين فتح وحماس، بما يسمي حوار دمشق في عام 2010 وسمي محاولة المصالحة هذة المرة بـ "صراع الأخوة"، وقوبلت بالفشل بسبب الاختلاف على الانتخابات، حيث قبلت فتح المصالحه بعد إجراء الانتخابات ولكن حركة حماس طلب المصالحة أولا قبل إجراء الانتخابات.

وعادت مصر مره أخرى فى عام 2011 بعد الأحداث التي شهدتها المنطقه، بما عرف بالربيع العربي، وكانت ترعى بنود إتفاق بين حركة فتح وحماس ولكنها لم تنفذ.

وفى 2012 حاولت قطر أيضا التدخل من أجبل الصلح بين الحركتين، ووقعت الحركتين على اتفاق سمي بـ "اتفاق الدوحه"، وتم التواصل لتحاور بين الحركتين فى عام 2012 بمصر للإتفاق على مشاورات تشكيل حكومة توافق وطني، والسماح للجنه الانتخابية المركزية بتجديد سجلات الناخبين بالقطاع، الا أنها توقفت فجأة.

وفى 2014 تم الاتفاق بين حركة حماس وفتح، على تشكيل "حكومة وحدة وطنية"، وتم الرفض من جانب حركة فتح لأن حماس مستمرة فى إدارة القطاع.

وفى 2017 كانت أول زيارة لمصر من رئيس المكتب السياسي لدى حماس إسماعيل هنية، ودعا لحل، للجنه الإدارية الحكومية بالقطاع، وأكد على رغبته فى إجراء انتخابات عامة، ودعا لحكومة توافق وطني، بقيادة الرئيس أبو مازن، كما تم إجراء عدة مباحثات بعدها لإنهاء الانقسام، بين الحركتين، وكان هناك مشاركة جدية من الجانبين لتحقيق الوحدة الوطنية، لكن سرعان ما تجمدت كل المباحثات وباءت بالفشل.