الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصراع الفلسطيني الفلسطيني| أسرار اشتعال الأزمة المزمنة بين فتح وحماس مجدداً

صدى البلد

شنت حركة حماس اليوم الثلاثاء، هجوماً على السلطة الفلسطينية بسبب قرار الأخيرة بإجراء الانتخابات ببعض المجالس المحلية والقروية واستثناء المجالس البلدية الكبرى منها وتأجيلها للعام المقبل، ما يبرز من جديد الخلافات والانقسامات الفلسطينية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.

 

وبحسب وكالة "سما" الفلسطينية، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في مؤتمر صحفي، إن الحركة تتابع ما أعلنته السلطة الفلسطينية عبر مجلس وزرائها، وأن قرار السلطة الفلسطينية بإجراء انتخابات ببعض المجالس المحلية والقروية، واستثناء المجالس البلدية الكبرى منها وتأجيلها للعام القادم جاء بتوقيت "مريب وطنيا" وبعد تعطيل مسار الانتخابات العامة التي وصلت إلى مرحلة متقدمة.

وأشار إلى أن الانتخابات العامة قدمت لها 36 قائمة انتخابية تضم آلاف المرشحين لعضوية المجلس التشريعي على طريق انتخابات الرئاسة والمجلس الوطني، الذي يعتبر تشكيله "أهم خطوة يجب القيام بها وطنيًا".

وأضاف قاسم أن الحديث عن الانتخابات اليوم ضمن ذات المنهجية القائمة على التفرد بالقرار الوطني وعدم احترام النظام الأساسي والاتفاقيات الموقعة بين الكل الفلسطيني

وشدد على أن هناك رغبة شعبية عارمة لإجراء انتخابات شاملة تضم كل المؤسسات الوطنية والتشريعية والخدماتية.

كما أكد متحدث حماس أن الانتخابات في كل المؤسسات والمواقع حق ثابت للشعب الفلسطيني، وهي الوسيلة الديمقراطية لبناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية، وأن الحركة لن نتراجع عن ذلك وعلى السلطة الالتزام بالاتفاقات الوطنية بالخصوص ونحملها المسئولية الكاملة عما يترتب على قرارها المنفرد.

واعتبرت حماس أن إعلان السلطة عن انتخابات قروية مجزأة استخفاف بالحالة الوطنية والشعبية، وحرف للمسار الوطني العام لن تكون حركة حماس جزءا منه، مؤكدة على الحاجة في الوقت الراهن للاتفاق على المسار الوطني كاملاً بما يخدم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وتابع أن "الانتخابات الشاملة هي الخيار الصحيح، وما يجب الآن هو التراجع عن إلغاء الانتخابات الشاملة، والعودة فوراً إلى هذا المسار الذي يعبر عن حقيقة تطلعات شعبنا، بحيث يعلن عن جدول زمني لانتخابات المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة والمجالس البلدية والنقابات والاتحادات الطلابية، وشعبنا لن يعدم الوسيلة في فرض إجراء الانتخابات في كل مكان رغماً عن الاحتلال خاصة في مدينة القدس".

وواصل:"بناء على كل ما سبق نعلن جهوزيتنا لانتخابات شاملة، متزامنة أو وفق جدول زمني محدد متفق عليه وطنيا تشمل انتخابات المجلس الوطني، والتشريعي، والرئاسة، والمجالس المحلية والنقابية والاتحادات الطلابية".

ودعت حركة حماس "الفصائل والمكونات الوطنية المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني والتجمعات الشعبية إلى الضغط من أجل انتزاع هذا الحق وعدم السماح لأحد التلاعب فيه وتجزئته".

سر تجدده الخلاف بين فتح وحماس

قال تقرير لوكالة "قدس برس" الفلسطينية إن أسباب التوتر الأخير بين السلطة الفلسطينية، وحركة المقاومة الإسلامة "حماس" ترجع إلى " ما اعتبرته التفاف الأولى على الإجماع الوطني الفلسطيني، بعد الاتفاق على تجميد اتفاق أوسلو أو إلغائه، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وإجراء الانتخابات، والانفكاك عن سلطة الاحتلال، وتصعيد المقاومة الشعبية".

ولفت التقرير إلى أن وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" كانت قد نشرت تصريحات هجومية من مسؤولين في السلطة الفلسطينية ضد حماس، من بينها تصريح عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أكرم الرجوب بأن "توقيت حملة حماس وهجمتها على الرئيس محمود عباس، يؤشر باتجاه تعميق الخلاف في المجتمع الفلسطيني".

واعتبر الرجوب أن "حماس لا تريد للمسيرة الوطنية أن تستمر، ولا تسعى للمبادرة بأي خطوة بالاتجاه الصحيح نحو الوحدة الوطنية"، على حد قوله، زاعمًا أن "حماس تسعى من وراء هذه الهجمة إلى أن "تقدم نفسها كبديل عن منظمة التحرير وعن القيادة الفلسطينية" في ظل الحديث عن إجراء الانتخابات القروية في الضفة الغربية.

ونقلت "قدس برس" عن العضو السابق في المجلس الثوري لحركة فتح، الكاتب والباحث الفلسطيني معين الطاهر قوله إن "التوتر الأخير يأتي ضمن سياق طبيعي، وازدادت وتيرته حين تراجعت السلطة الفلسطينية عن إجماع الأمناء العامين للفصائل، والإجماع الفلسطيني العام في مواجهة صفقة القرن، التي تبناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب".

وأضاف أن من بين عناصر الأزمة "تراجع السلطة عن إجماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير؛ الذي قضى بإلغاء اتفاق أوسلو والاتصال مع العدو الصهيوني، ومن ثم تراجع السلطة الفلسطينية عن إجراء الانتخابات، سواء كانت التشريعية أم انتخابات الرئاسة أم المجلس الوطني الفلسطيني، مما أدى إلى وجود حالة فراغ من جديد".

وأوضح الطاهر أنه "بالنسبة لانتقاد حماس وفصائل أخرى لعزم السلطة على إجراء انتخابات بلدية في الضفة وغزة؛ فذلك يعود لمحاولة السلطة الالتفاف على جوهر العملية الانتخابية، التي كان من المفترض أن تجرى وفق إجماع وطني فلسطيني، إلا أنها جُمدت لأسباب واهية، وأعتقد أن هذا أهم أسباب التوتر".

ورجح أن "يبقى التوتر بين حماس والسلطة قائمًا"، معللاً ذلك بـ"فشل السلطة الفلسطينية في إدارة الانقسام، وفي تأمين الخدمات الأساسية الضرورية للمواطنين، سواء كان ذلك في الضفة الغربية أو في قطاع غزة".

لماذا تدور حماس وفتح في الدائرة نفسها؟

قال الطاهر إن المشكلة الرئيسية تتمثل في وجود تنازل عن مشروع وطني يُجمع عليه الفلسطينيون، وهو التمسك بالرواية التاريخية للشعب الفلسطيني.

موضحاً أن "ما يحدث منذ اتفاق أوسلو؛ هو مراوحة ومزيد من التنازلات للعدو الصهيوني، وتوسع في الاستيطان واستمرار مشكلة الأسرى وتحويل الضفة الغربية لمجموعة من الكانتونات المنعزلة، وتعميق الانقسام الداخلي".

وشدد على أن "الانقسام الفلسطيني يجب أن ينظر إليه على أساس أنه انقسام سياسي، ولا يمكن حله إلا باتجاه تبني مشروع وطني مجمع عليه، بتشكيل إطار قيادي موحد، يُعد لتأسيس مجلس وطني فلسطيني جديد، وانتخاب قيادة جديدة لمنظمة التحرير، باعتبارها الكيان المعنوي للفلسطينيين كافة".