الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقتل شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني السابق|لحظات صادمة لاغتيال السياسيين أمام الكاميرات

الراحل شينزو آبي
الراحل شينزو آبي

أعلن التلفزيون الياباني، وفاة شينزو آبي رئيس وزراء اليابان السابق، بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلح أثناء إلقائه خطابا في مدينة نارا صباح اليوم الجمعة، حيث يعد آبي الذي يبلغ 67 عاما، الوزير الأطول خدمة في تاريخ اليابان بعد الحرب واستقال في سبتمبر 2020.

وفاة شينزو آبي أمام الكاميرات

وجاءت وفاة شينزو آبي بعيار بعد إصابته ناري في الجانب الأيمن من رقبته، ولوحظ نزيف بعد ذلك، بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل نزيف في منطقة الصدر على اليسار، وكان على وعي عند إصابته، ولكن أثناء عملية النقل، أصبحت حالته حرجة "مع سكتة قلبية ورئوية"، قبل أن يعلن عن وفاة شينزو آبي متأثرا بجراحه.

حادثة وفاة   شينزو آبي على الهواء لم تكن الواقعة الأولى من نوعها، حيث تعرض العديد من الزعماء والسياسيين لاغتيالات على الهواء وإن اختلفت دوافعها، لكن كان لرحيل بعضهم وقع كبير بسبب وجود العدسات التلفزيونية، التي وثقت لحظات رهيبة لم تعتمد على روايات متباينة لمؤرخين أو ذاكرة من عاصروها، وإنما على شريط التخزين في الكاميرا.

أشهر عمليات الاغتيال التي ارتكبت ضد سياسيين كبار تلك التي وقعت ظهيرة يوم الجمعة 22 نوفمبر عام 1963، عندما مر موكب الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة جون فتزجرالد كنيدي في شوارع مدينة دلالس بولاية تكساس، وسط حشود كبيرة تراصت على الجانبين لتحية الرئيس الذي تحدى تهديدات كثيرة بالقتل في تلك المدينة.

وبينما كان الرئيس يحيي الحشود من سيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين أمام عشرات من كاميرات المحطات التليفزيونية، انطلقت رصاصة قناص لتسكن رأسه، ليصبح العالم مع على موعد مع أشهر عملية اغتيال في العصر الحديث توثق عبر الكاميرات.

ثاني الاغتيالات السياسية والتي وقعت في اليابان، كان ضحيتها أسانوما إنجيرو رئيس الحزب الاشتراكي الياباني الأسبق، وقتل في 12 أكتوبر سنة 1960 طعنا أثناء إلقاء خطاب تلفزيوني ضمن الحملة الانتخابية للبرلمان، على يد أوتويا ياماجوتشي وهو يميني متطرف لم يتجاوز الـ17 من عمره.

لعنة القتل تلاحق رجال السياسية

وكان العرب على موعد مع عدة اغتيالات سياسية من بينها تلك التي راح ضحيتها الرئيس الرابع للجزائر محمد بوضياف الملقب بـ"السي الطيب الوطني"، والذي لم يكن قد مضى سوى 6 أشهر على استلامه المسؤولية، حين قرر القيام بزيارة تفقدية لولاية عنابة يوم 29 يونيو 1992.

وخلال خطاب مذاع على الهواء في دار الثقافة بالمدينة، وأمام كل مسؤولي الدولة وممثلي المجتمع المدني، قاطعت فرقعة خطبة الرئيس عند عبارة: إن "الدول التي فاتتنا، بماذ فاتتنا؟ بالعلم، والإسلام"، تلتها طلقات رصاص من سلاح الملازم الأول لمبارك بومعرافي لتصيب الرئيس الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على متن طائرة مروحية قبل وصولها إلى مستشفى عين النعجة العسكري في العاصمة.

باكستان أيضا كان لها نصيب من الاغتيالات السياسية، فبعد عودتها من المنفى بشهرين، تعرضت بي نظير بوتو رئيس الوزراء الباكستانية السابقة لمحاولة اغتيال فاشلة في ديسمبر عام 2007، لكن تلك لم تكن المحاولة الأخيرة في سلسلة من التهديدات التي كانت تأتيها من أطراف عدة وعلى رأسها التنظيمات المتطرفة.

وفي تجمع انتخابي قبل الانتخابات المقررة في يناير عام 2008، وأثناء تحيتها للحشود التي التفت حول موكبها في مدينة روالبندي وأمام عدسات وسائل الإعلام، وقع إطلاق نار استهدف زعيمة حزب الشعب الباكستاني، ثم أتبعه انفجار قوي، لتلقى السياسية الباكستانية البارزة حتفها من ارتطام رأسها في غطاء السيارة التي كانت تستقلها بسبب شدة الانفجار الذي أودى بحياة 23 شخصا آخرين.

وفي التاسع من مايو عام 2004، كان ملعب دينامو في جروزني في الشيشان على موعد من احتفال عسكري هائل بمناسبة يوم النصر.

وبينما كان الرئيس أحمد قاديروف يشاهد مع كبار رجال الجمهورية السوفيتية السابقة التابعة للاتحاد الروسي العرض، قطع انفجار ضخم أصوات الأغاني والموسيقى خلال العرض من جهة المنصة الرئيسية، ليقتل الرئيس الشيشاني ضمن 32 شخصا آخرين ويجرح 46 شخصا.

وقد تبنى قائد المتمردين شامل باساييف عملية الاغتيال التي نفذت أمام عدسات الكاميرات.

وفاة شينزو آبي السياسي الكبير

شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني السابق من مواليد 21 سبتمبر 1954، وكان يشغل منصب رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي السابق.

ولايته الأولى

وفاة شينزو آبي، أصبح أطول من تولى رئاسة وزراء اليابان، ويحظى بشعبية واحترام كبير، وبقي في السلطة لأطول فترة في تاريخ البلاد، حيث شغل المنصب منذ 2006 لمدة عام، وكان يبلغ من العمر وقتها 52 عاماً، وأصبح أصغر رئيس حكومة سناً في تاريخ اليابان.

كما كان ينظر إليه أنه رمزا للتغيير والشباب ولكنه مثل أيضاً الجيل الثالث من سياسيين ينتمون إلى عائلة محافظة من النخبة، كما عاد وتولى رئاسة الوزراء مرة آخرى بداية من عام 2012 إلى 2020 عندما اضطر للاستقالة لأسباب صحية.

ولايته الثانية

وفي بدايته، رئاسة الوزراء، كانت الأحوال مضطربة، وشهد فضائح وخلافات وانتهى باستقالته فجأة، بعد تشخيصه بالتهاب تقرحي في القولون، وبعدما خضع للعلاج لأشهر، وعند عودته إلى السلطة في 2012 قال إنه تغلب على المرض بمساعدة دواء جديد.

خلال عودته في 2012، قاد برامج إصلاحات اقتصادية طموحة، وأرسى علاقات دبلوماسية أساسية وتصدى للفضائح السابقة، وهيمنت على ولايته الثانية استراتيجيته الاقتصادية التي أطلق عليها "آبينوميكس"، وتجمع بين زيادة الميزانيات والليونة النقدية والإصلاحات الهيكلية.

برامج الإصلاحات الاجتماعية

كما وسعى آبي، إلى زيادة معدلات المواليد، بجعل أماكن العمل أكثر مراعاة للآباء وخصوصاً للأمهات، أيضا عمل على فرض ضريبة استهلاك في 2019، تهدف للمساعدة في تمويل أماكن في دور الحضانة، للأطفال بعمر الثلاث سنوات وما دون، وكذلك للمساهمة في نظام الضمان الاجتماعي الذي تجاوز طاقته، لكن بسبب هذه السياسات بدأ اقتصاد اليابان بالتراجع حتى قبل أزمة فيروس كورونا التي قضت على المكاسب المتبقية.

وبسبب بطئ رودوج الفعل في معالجة تداعيات كورونا، بدأت نسبة التأييد له في التراجع إلى أدنى المستويات خلال فترة حكمه، كما أنه كان من المقرر أن يبقى في المنصب حتى سبتمبر 2020، لكن بسبب المشاكل الصحية، أعلن استقالته.