الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان| كيف ندرك ثواب الصلاة الوسطى؟.. حكم التيمم للجنازة خوفا من فواتها

فتاوى تشغل الأذهان
فتاوى تشغل الأذهان

فتاوى تشغل الأذهان

أجر الصلاة في المسجد النبوي

هل من ترك صلاة العصر احبط الله عمله ؟

كيف ندرك ثواب الصلاة الوسطى؟

حكم التيمم لصلاة الجنازة خوفا من فواتها إذا ذهبت للضوء؟

 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان.

في البداية.. قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الصلاة في المسجد النبوي أو الحرم المكي لا تسقط الصلوات الفائتة، لافتًا إلى أن هناك فرقًا بين ثواب العبادة وما هو مفروض على الإنسان.

وأضاف «شلبي»، فى إجابته عن سؤال «ما حكم إذا صلى العبد فرضًا فى المسجد الحرام فهل يقضى ما عليه من صلوات؟»، أن هناك فرقًا بين أن يعطى الله تعالى ثوابًا عظيمًا يساوى ثواب 100 ألف صلاة وبين قضاء الصلوات الفائتة فكل من فاتته صلاة فهو مطالب بها ما دام حي مستطيعًا فإذا صليت فى المسجد الحرام فهذا لا يقلل من عدد الصلوات الفائتة عليه.

وتابع: إن من كان عليه صلوات فائتة كثيرة فليؤدي مع كل فرض أخرى فائتة، كأن يصلي فرض اليوم وبعد الانتهاء منه يصلي فرضًا فائتا، وهكذا معه باقي الفروض”، لافتًا إلى أن تأدية الصلاة الفائتة أولى من أداء السنن بعد كل صلاة.

يقول الدكتور أحمد ممدوح ، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء:  إن من ترك صلاة العصر أحبط الله تعالى عمله فى اليوم الذي ترك فيه صلاة العصر، وليس فى عمره كله كما يعتقد البعض، إلا أن هذا فى حد ذاته مصيبة عظيمة.

وأضاف ممدوح من صلى العصر في جماعة كتبته الملائكة من الساجدين الراكعين المُصلين القائمين الخاشعين، وصعدت إلى الله تعالى تقول: يارب عبدك فلان جئناه وأتيناه وهو يُصلي، وتركناه وهو يُصلي، حيث تتناوب الملائكة في هذين الوقتين، في صلاة العصر والفجر.

وتابع: صلاة العصر تجعل الملائكة تشهد لك عند الله سبحانه وتعالى ، لافتا الى أن الدعاء بعد صلاة العصر مستجاب، حيث إن الدعاء بعد الصلوات المكتوبة مستجاب ، وصلاة العصر أوسطها.
وأوضح أمين الفتوى ان سبب تخصيص الله عز وجل صلاة العصر بهذا الفضل، مستدلا بما قاله النووي: «وإنما خصها بالذكر لأنها تأتي وقت تعب الناس من مقاساة أعمالهم وحرصهم على قضاء أشغالهم وتسويفهم بها إلى انقضاء وظائفهم».

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، إن الصلاة هي صلة بين العبد وربه، ويجب أن نستمر وأن نصبر على الطاعة ، لأن الصبر على الطاعة سيؤدي بنا إلى الديمومة، وهذه الديمومة ستجعلنا في كنف الله سبحانه وتعالى.

ولفت جمعة في إجابته على سؤال “ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم؟”:"التقطيع في الصلاة –يصلي فرض ويترك الأخر- هذا لا يؤتي أثرها {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}، ويقول تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} خطوات الشيطان يعنى أحكامه، يعنى وسواسه، يعنى أشياء من هذا القبيل ، فنحن مأمورون بألا نتبع هذا الشيطان ، ولا أن نتبع أحواله ، لكن أُمرنا أن نأكل وأن نشرب {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } فوضع مبدأ عاما أن الله سبحانه وتعالى لا يحب " إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " ، وهناك أيضا : " إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ “ ، فلو أنك بحثت عما يحبه الله ، وابتعدت عما يكرهه الله سبحانه وتعالى ، فسوف تكون في معيه الله سبحانه وتعالى”.

وتابع: “الله سبحانه وتعالى أكرمنا في تلك الأمة تشريفا وتكليفا بوسطيتها {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} هذه الأية تمثل طريقا واضحا للمسلمين تشريفا ؛ وكل تشريف معه تكليف ، وتكليفا ، فكما يشرفنا الله تعالى ويُعلي من قدرنا ؛ فإنه يكلفنا حتى نصل إلى هذه الغاية المرجوة”.

وأوضح أن "الوسط" هو قمة الجبل ، فيريد من الأمة أن تصل إلى قمة الجبل ؛ فإذا وصلت الأمة إلى قمة الجبل كانت في وسطه ، فكلمة "الوسط" في لغة العرب معناها العلو، وكلمة "شهداء" جمع شهيد ،فعيل الذي يصلح للشاهد والمشهود ، ومعنى هذا أننا فوق الجبل سنرى العالم كله ، سيرانا العالم كله فنحن شاهدون مشاهدون ، ومن هنا يجب أن نكون تكرارا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أُرسل رحمه للعالمين ، يجب علينا أن نكون بهذه الأخلاق العالية (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، يجب علينا أن نكون مثالا يحتذى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} .

وشدد في بيانه ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم، على أن الصلاة التى يؤكد الله سبحانه وتعالى علينا أن نحافظ عليها، يقول تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} قانتين يعنى ساكتين، يعنى لا يصلح في هذه الصلاة شئ من كلام الناس، فإنما هى للتهليل وللتكبير وللتحميد وللتسبيح، إنما قانتين معناها أنه لو سلم علينا أحدهم لا نرد عليه السلام لأننا في صلاة ، فلو أن أحدهم سأل سؤالا لا يجوز أن نجيب عليه لأننا في صلاة ، ولذلك فالصلاة هى عماد الدين ، وهى ذروة سنامه، وهى الفرق بيننا وبين من كفر .

وأشار إلى أن الصلاة الوسطى للعلماء فيها أربعون قولا، قيل فيها كل الأوقات، هل هى الظهر؟ ، بها أقوال ، أو العصر ، أو المغرب ، أو العشاء ، أو الفجر، هذه خمسة أقوال، أو أنها الصلاة الصعبة عليك، كل شخص له ظروفه الحياتية، فهناك من يسهر بالليل فصلاة الفجر صعبة عليه، فتكون هذه الصلاة الوسطى.

واختتم :" أنت منشغل فى أعمالك وكذا، فالظهر صعب عليك، إذًا فهى ليست صلاة مخصوصة وإنما هي صلاة تصعب عليك، فربنا سبحانه يقول لك انتبه لها يعنى ركز معها ، صلى هذه الصلاة الوسطى التي تفلت منك او تصعب عليك وانتبه لها، وحاول أن تفعل عدة إجراءات للحفاظ عليها، ومن هنا كان ممن سيكون تحت ظل عرش الرحمن يوم القيامة "رجل تعلق قلبه بالمساجد"، مساجد جمع مسجد، وهو مصدر ميمى يصلح للزمان و للمكان و الحدث، معناها أي تعلق قلبه بوقت الصلاة، وهو يصلى الظهر يكون متعلق بالعصر، وهو يصلى العصر يتعلق بالمغرب.....وهكذا، قلبه معلق بالمساجد؛ والمساجد ليست الجوامع، المساجد تصلح للدلالة على نفس السجود، وزمن السجود، ومكان السجود".

كما أجاب الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية، في بيان التيمم لصلاة الجنازة : شرع الله تعالى التيمم رحمةً بعباده لرفع المشقة عنهم ، قال تعالى : ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ﴾[الحج : 78]. 

ولقوله سبحانه في خصوص مشروعية التيمم : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ  تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾ [النساء : 43] .
ثانيًا: اتفق الفقهاء على اشتراط ما يشترط لبقية الصلوات لصحة صلاة الجنازة ، وهي الطهارة الحقيقية : بدنًا وثوبًا ومكانًا،  ومن ذلك : الوضوء ، وستر العورة ، واستقبال القبلة ، واستثنوا من تلك الشروط دخول الوقت .
ثالثًا : من القواعد الشرعية المقررة :" لا يُلْجَأ إلى البدل إلا إذا تعذر الأصل" ، فقد أباح الشرع التيمم للعاجز عن استعمال الماء ، بل قرر الجمهور أنه لَا يَصِحُّ التَّيَمُّمُ مَعَ إمْكَانِ استعمال الْمَاءِ وَإِنْ خَافَ فَوْتَ الْوَقْت ، لكنْ ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى مشروعية التيمم لصلاة الجنازة مع وجود الماء في حالة إذا ما خاف المصلي فواتها إن اشْتَغَلَ بِالْوُضُوءِ.
وشدد على أن الوضوء شرط من شروط صحَّة صلاة الجنازة، أي : لا تصح صلاتها إلا بوضوء ، فإن ضاق الوقت فلا مانع من التيمم لصلاة الجنازة تقليدًا لمن أجاز  ذلك كالحنفية ، لحديث: ابْنِ عُمَرَ رضى اله عنهما :  «أَنَّهُ أُتِيَ بِجِنَازَةٍ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ  ، فَتَيَمَّمَ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا»(سنن الدارقطني/ 775).