الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تعليم يوضحون لـ "صدى البلد" عواقب التنمر بالمدارس وأسباب انتشارة.. وأبرز الحلول الرادعة للتخلص منها.. ويؤكدون: لا بد من وجود عقاب قوي وسريع للمتنمر

التنمر بالمدارس
التنمر بالمدارس

خبراء تعليم: 

عواقب التنمر بالمدارس وأسباب انتشاره. 

وأبرز الحلول الرادعة للتخلص من ظاهرة التنمر بالمدارس. 

انعكاسات سلبية نفسية وتعليمية على الأطفال

أبرز الوسائل الفعالة لمواجهة التنمر المدرسي

التنمر عند الأطفال بالمدارس تجربة مخيفة ومؤلمة، يؤذي المتنمرون الضحية بعدة طرق، مما يؤثر على احترام الذات لدى الطفل الذي يتعرض للتنمر، يعاني العديد من الأطفال الذين يتعرضون للتنمر من مشاكل نفسية خطيرة في نهاية المطاف.

أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه مع دخول المدارس واختلاط الأطفال بعضهم بعضاً لساعات طويلة في المدرسة، يظهر التنمر بين بعض الأطفال، وهو يعد من أخطر المشاكل التي قد تقتحم عالم الطفل في المدرسة والبيئة التعليمية المحيطة به؛ نظراً إلى عدم درايته بمواجهة الصعاب، وأسلوب التربية غير المهيأ لاستقبال هذه السلوكيات غير المتوقعة.

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن سياسة معاملة المعلم للطالب يجب أن تأخذ مآخذ تربوية، تتمثل في ضبط الانفعال والصمت عن الألفاظ الجارحة والمسيئة، فإن أهم المهارات التربوية للمعلم تكمن في: العطاء في الحب ونشر القيم وضبط الانفعال، مضيفًا أن تنمر بعض المعلمين على الطلبة في المدرسة، يدفع بالطالب إلى العزلة والانطواء والانسحاب من المجتمع، أو إلى إثبات ذاته بردود فعل عدائية تتسم بالعنف والمشاكسة وغيرها من السلوكيات المنحرفة اجتماعياً وأخلاقياً.

وتابع: وتؤدي هذة الآثار السلبية في هبوط مستوى التحصيل الدراسي، والتأخر عن المدرسة، والغياب المتكرر، وعدم المشاركة في النشاط الصفي والطلابي، والتسرب الدائم والمتقطع، ويعد التنمر على الطلبة من الأسباب الرئيسية للتسرب من المدرسة، حيث ينظر الطالب إلى المدرسة وكأنها مؤسسة للترهيب والتخويف والعنف وليست مؤسسة اجتماعية ترعى وتبني شخصيته، موضحة أهمية طريق الحوار والكلام الأبوي والطرائق التربوية، إذ تعد الوسائل الأفضل للنهوض بمستوى الطالب وتحقيق أهداف التربية والتعليم.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن التوبيخ والإهانة والصراخ، أساليب لاتليق بالعملية التعليمية، إذ إن هناك أساليب يستطيع المربي الناجح، الاستناد إليها في كسب الطالب وتشجيعه وتطويعه لفهم المادة، واتباع العديد من الطرق الناجحة للاستيعاب والفهم بالطريقة المثلى، لبناء علاقات طيبة مع الطلبة، موضحين أن التعليمات صريحة، واللوائح واضحة في منع التنمر بأشكاله، سواء بين الطلبة أو من المعلم للطالب، وينبغي على الجميع الالتزام تربوياً وتعليمياً.

ومن جانبة أكدت الدكتورة سامية خضر الخبيرة التربوية، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن التنمر أمر مرفوض في المجتمع التعليمي سواء من الطالب أو المعلم، إذ يعد حاجزاً بين المعلم والطالب، ويفرز نتائج سلبية ويضيع جهود المعلم التعليمية، مهما كان حجمها، فضلا عن فقدان الطلبة للدافعية نحو التعليم، والتهرب من المدرسة، وعدم رغبتهم في لقاء معلمهم، وجميعها شواهد تؤثر سلباً في مخرجات التعليم.

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن السوشيال ميديا نوع من الحرية المفرطة، التي تم اعطاؤها للناس، كما أنهم غير مؤهلين لاستخدامها  إطلاقا، مضيفا "تستخدم هذه المواقع استخدام سئ جدا، فنعلق بكل حرية دون الخوف على مشاعر أى شخص".

وتابعت "عذر أقبح من ذنب، عندما يستطيع إنسان أن يعطي لنفسه حق التعليق على شكل أو شخصية إنسان آخر،  دون مراجعة نفسه والخوف على مشاعر الآخرين، ولكن يكون هذا الأمر في النهاية يكون الشخص المتنمر لديه حرمان عاطفي الداخلي ومن ثم ينعكس منه للآخرين".

وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن السوشيال ميديا كانت مهمتها تجميع الأشخاص وأن يصبح العالم قرية كونية صغيرة، والآن نحن قمنا بتحويلها لمنصة لمحاسبة الآخرين والتهكم والسخرية منهم، مما يجعل ضحايا التنمر والتهكم يصابون بأزمات اكتئابية، وهناك حالات تصل للانتحار كما حدث بالفعل مع بسنت، كل هذا نتيجة الضغوط النفسية والمجتمعية التي يتركها خلفة التنمر، كما أن بسنت حالة من حالات متعددة لم يلق الإعلام عليها الضوء.

وشددت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على أنه لا بد من وجود عقاب قوي ورادع وسريع للمتنمر، خاصة التنمر على العلن لأنه تشهير بالضحايا، حتى لو عن طريق غرامة مالية كبيرة، وكلما كان الضرر النفسي كبير كلما ما تكون العقوبة أكبر، أيضا يجب التنويه لأهمية دور العبادة والواعظ الديني والتوعية من خلالهم، والتوعية في المدارس من خلال الدروس المدرسية حتى يدرك خطورة الأمر من الصغر، فضلا عن دور التلفزيون والإعلام من خلال تسليط الضوء على مثل هذا النوع من القضايا والتنديد بها.

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن التنمر يعتبر كارثة على نفسية الأطفال، مؤكدا أنه يمثل الأطفال العديد من النتائج السلبية ومنها" الاكتئاب واضطرابات في الطعام والكراهية لمن حوله"، لان التنمر يقع تحت مسمي سلوك العنف ، مؤكدًا أن هذا السلوك متواجد منذ زمن بعيد ولكن لم يكن يسمي تنمر ، مضيفًا أن كل ما يؤذي الطرف الآخر يسمي تنمر.

وقال الدكتور محمد فتح الله، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المتنمرين من المعلمين، مخالفون لأسس تربية وتعليم الأبناء، فالتوبيخ والإهانة والصراخ ليست علاجاً، لما لها من آثار سلبية جسيمة في العملية التربوية، والعلاقة بين الطالب والمعلم، ويجب أن تكون هناك برامج توعوية متجددة للمعلمين نظرياً وعملياً حول عملية التأديب الطلابي.

وأضاف استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن يعتبر التنمر مصدر قلق لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المدرسة وأولياء أمور المتنمر والمتنمر، بصرف النظر عن التنمر الجسدي واللفظي في المدرسة وأماكن أخرى، هناك تنمر عبر الإنترنت يحدث عبر رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والتعليقات والرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي، تسمح بعض مواقع التواصل الاجتماعي بنشر التعليقات أو المحتويات الأخرى بشكل مجهول، مما يمنح المتنمرين فرصة لمضايقة الآخرين عن طريق نشر تعليقات بذيئة أو إرسال رسائل سيئة.

وأوضح الخبير التربوي، أنه لا بد من وجود حلول رادعة لأن الحلول الأمنية هي حلول مؤقتة، فلا بد من وجود حلول اجتماعية عن طريق إشغال العامة بأمور رياضية وثقافية مفيدة تعزز من القيم الأخلاقية، أيضا دور الواعظ الديني بالتركيز على القيم الأخلاقية في الأديان السماوية، أيضا التلفزيون وطرحه لقضايا القيم الأخلاقية.

وأعلن أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، عن السبب الأكثر شيوعًا للتنمر هو قلة انتباه الوالدين في المنزل، يحاولون جذب انتباه الآخرين عن طريق التنمر والهجوم للتنفيس عن إحباطاتهم، يحدث هذا غالبًا في المنازل التي يهمل فيها الطفل بسبب ولادة طفل أو طلاق مستمر أو والد مدمن على المخدرات أو الكحول.