الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كعب داير بين 3 دول.. لماذا عاد رئيس سريلانكا المخلوع للبلاد الآن؟

رئيس سريلانكا السابق
رئيس سريلانكا السابق

أكد مطار سريلانكا ومسؤولون أمنيون أن الرئيس السريلانكي السابق الذي فر من البلاد، جوتابايا راجاباكسا عاد إلى مدينة كولمبو أكبر مدن سريلانكا، في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت حيث تهدد هذه الخطوة بإعادة إشعال التوتر في البلد المنكوبة بالأزمات الاقتصادية والمالية.

راجاباكسا، الذي حكم سريلانكا ذات يوم بقبضة من حديد، ظل بعيدًا عن الأضواء منذ فراره على عجل إلى جزر المالديف في 13 يوليو، بعد أيام فقط من اقتحام محتجين مقر إقامته الرسمي، مطالبين إياه بالاستقالة بسبب تعامله الفوضوي مع أسوأ أزمة مالية في البلاد منذ عقود.

سبب العودة

وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، لم يشرح راجاباكسا بعد سبب سفره إلى ثلاث دول آسيوية في الأسابيع الأخيرة وسط الاضطرابات الاقتصادية والسياسية في الداخل، أو سبب عودته الآن بعد أكثر من 50 يومًا.

يطالب بعض النشطاء الآن بأن يواجه راجاباكسا تهماً جنائية، لكن مع بقاء حلفائه في السلطة، يقول محللون إن أي محاكمة غير مرجحة.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت عودته إلى سريلانكا ستثير المزيد من المظاهرات، بينما قال محللون إنه بعد الإقامات المؤقتة في جزر المالديف وسنغافورة وتايلاند، ربما نفدت خيارات الدول التي ترغب في السماح للرئيس المخلوع بالدخول أو الإقامة.

الاحتجاجات في سربلانكا

ووفقًا لمصدر نقلت عن وكالة "رويترز" للأنباء، فإن تكلفة احتفاظ رئيس سريلانكا السابق على أسلوب حياته في الخارج - بما في ذلك وجود طائرة خاصة وجناح رئاسي وأمن - قد ارتفعت بالفعل إلى مئات الآلاف من الدولارات.

ويعتبر عدم شعبية راجاباكسا في سريلانكا انعكاسًا رئيسيًا للأيام التي اعتبره فيها الكثيرون في البلاد زعيم "ملك محارب" بعد هزيمته للانفصاليين في حرب أهلية استمرت عقودًا.

وقالت أمبيكا ساتكوناناثان، المحامية والمفوضة السابقة للجنة حقوق الإنسان في البلاد، إن سقوط الزعيم المخلوع "كان ليمثل ضربة كبيرة لغروره".

وأضافت "كان من الصعب جدا عليه أن يعثر على مكان دائم أو شبه دائم. ثبت أن الأمر أصعب مما كان يتصور".

ولفتت "كان سياسيًا يُنظر إليه ذات مرة على أنه نصف إله. فلم يعتد على المحاسبة".

الانتقال من بلد إلى آخر

كانت المحطة الأولى التي اتجه إليها راجاباكسا هي ماليه، عاصمة المالديف، التي تبعد 90 دقيقة فقط عن كولمبو.

وفي البداية تم رفض السماح لطائرته بالهبوط حتى تدخل رئيس المالديف السابق محمد نشيد – رئيس البرلمان حاليا – بحسب مسؤول أمني رفيع المستوى.

لكن لم يكن السريلانيكون الموجودون في ماليه سعداء بهذا الأمر، وخرجوا إلى الشوارع احتجاجا على وصوله، ليغادر رئيس سريلانكا السابق بعد أقل من 48 ساعة، المكان مستقلًا طائرة متجهة إلى سنغافورة.

وأكدت وزارة الخارجية بسنغافورة في 14 يوليو، أنه تم السماح لراجاباكسا بدخول البلد في "زيارة خاصة".

وقالت وقتها: "لم يطلب اللجوء ولم يُمنح أي حق للجوء".

من سنغافورة، قدم راجاباكسا رسميا استقالته من منصب زعيم سريلانكا.

 ووجد نفسه على طريق النهاية لمواجهة تحقيق جنائي محتمل بسبب انتهاكات حقوقية مزعومة عندما كان وزير الدفاع خلال الحرب الأهلية في سريلانكا التي استمرت 26 عاما - وهي ادعاءات ينفيها.

رئيس سريلانكا المخلوع

وفي 23 يوليو، تقدم محامون من المشروع الدولي للحقيقة والعدالة بشكوى جنائية أمام المدعي العام في سنغافورة، للمطالبة بالاعتقال الفوري لراجاباكسا.

وحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2011، كانت القوات الحكومية السريلانكية مسؤولة عن انتهاكات تضمنت قصفا متعمدا للمدنيين، الإعدام بإجراءات موجزة، والاغتصاب، ومنع وصول الطعام والأدوية للمجتمعات المنكوبة.

وفي 11 أغسطس، غادر راجاباكسا سنغافورة متجها إلى تايلاند على متن طائرة خاصة.

وقد سمح جواز سفره الدبلوماسي بدخول البلاد بدون تأشيرة لمدة 90 يوما، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية في تايلاند، مشيرًا إلى أن إقامة الزعيم المخلوع كانت مؤقتة، ولم يسع للجوء سياسي.

وأشار رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا إلى أن أسباب "إنسانية" أدت إلى السماح لرجاباكسا بدخول تايلاند – لكنه قال إنه تمت نصيحة الرئيس السابق بالتواري عن الأنظار.

وفي سريلانكا، تزايد ضغط أنصار الزعيم السابق على الرئيس الجديد رانيل ويكرمسينجه –وهو حليف لراجاباكسا– من أجل السماح له بالعودة بسلام.

وفي 19 أغسطس، طلب شقيق راجاباكسا، باسيل راجاباكسا، السماح بعودته.

وأوضح البيان الصادر عن حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا السياسي أن "المطلب الرئيسي للحزب الشعبي هو سلامة وأمن الرئيس السابق".