EN 
تجمع مصر والسودان علاقات أزلية ومتشعبة في كافة الاتجاهات والمجالات، ويعاني السودان مؤخراً من السيول التي ضربت البلد مما أدى للكثير من الخسائر وجعل العديد من العائلات بلا مأوى ولا إمدادات.
واجتاحت السيول في ولاية الجزيرة أكثر من خمسين قرية مخلفة دمارًا كبيرًا في المنازل والممتلكات، وسط تزايد المخاوف من تفاقم الوضع الصحي والبيئي.
وقد غمرت المياه بشكل كلي خمسة أحياء في المدينة وأصبح الحصول على الخيمة منتهى أحلام الكثير من السكان.
ووسط هذه الظروف، أصبحت الأسر دون مأوى، وتفرقت بين المدارس وملاعب كرة القدم، إضافة نذر كارثة بيئية مقبلة مع اختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه السيول.
كما غمرت السيول قرى بأكملها وأغلقت الطرق المؤدية إلى المستشفيات والمراكز الصحية وأوقفت الإمدادات الغذائية التي تأتي من المدن الكبيرة.
وتكمن المشكلة الكبرى في الوقت الحالي في إمدادات الإيواء والمياه الصالحة للشرب والأدوية الضرورية في مثل هذه الظروف.
تقديم كل سبل الدعم الممكنة إلى الشعب السوداني
وفي هذا الإطار وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتقديم كل سبل الدعم الممكنة إلى الشعب السوداني الشقيق في ظل تداعيات أزمة السيول التي اجتاحت عددا من المناطق في جمهورية السودان.
وفي ضوء ما سبق قامت أجهزة الدولة المصرية بتسيير جسر بري يحتوي على مواد غذائية وأدوية ومساعدات إنسانية وطبية بإجمالي 90 شاحنة نقل للأشقاء في جمهورية السودان، ضمن جسر بري متواصل مع جمهورية السودان الشقيقة.
وجاء تسيير الجسر البري بتوجيهات من الرئيس السيسي؛ للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل الأشقاء، وتأكيدًا على عمق العلاقات المصرية السودانية المتميزة التي تحظى بكل التقدير والاحترام لكلا الجانبين.
علاقات أخوية بامتياز
ومن جانبه قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية السودانية هي علاقات أخوية بامتياز قائمة على أهمية تحقيق المصالح الاستراتيجية المشتركة على كافة المستويات، خاصة أن السودان يقع ضمن الدائرتين العربية والافريقية للسياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 30 يونيو، لأن بعد هذه الثورة أولت مصر أهمية بالغة لعلاقتها مع الخرطوم ضمن إعادة تحديد وصياغة دوائر وتوجهات سياساتها الخارجية لكي يتوافق مع المحددات والتحديات الجديدة التي ظهرت وبقوة بعد التحولات العالمية والإقليمية خلال الفترة السابقة.
وأضاف فارس في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن السودان يحظى بأولوية على الأجندة الخارجية للرئيس السيسي وظهر ذلك كونها كانت الواجهة الأولى له عقب انتخابه رئيسا للجمهورية عام 2014، وأيضا بعد انتخابه لولاية ثانية عام 2018 ليتكرر نفس المشهد وكان السودان هو أول زيارة له كزيارة خارجية وأيضا كمرحلة جديدة من العلاقات المصرية السودانية يتم زيارتها بشكل دائم.
وأوضح فارس أن العلاقات المصرية السودانية هي علاقات أزلية متشعبة في كافة المجالات وحدثت لها نقلة نوعية بعد تولي الرئيس السيسي على كافة الأصعدة، وتعتبر السودان هي الدولة الوحيدة التي لها قنصلية في محافظة أسوان، ولهذه القنصلية دور في زيادة حجم التبادل التجاري وتقوية العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، كما أن السودان تعتبر العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر وبالتالي هي جزء لا يتجزأ من محددات مصر للأمن القومي العربي والمصري وهناك ملفات وسمات رئيسية مشتركة مثل التشاور السياسي بين البلدين والتنسيق على مستوى الرؤساء وليس الوسطاء.
وتابع فارس أن هناك تشاورا مستمرا بين الرئيسين لصالح الشعبين خاصة وأن هناك مصالح وقضايا مشتركة مثل ملف النيل وملف الأمن والاستقرار في حوض البحر الأحمر والقرن الأفريقي والقضايا الافريقية سواء عن طريق الاتحاد الإفريقي أو المنظمات القارية والإقليمية وأيضا هناك تنسيق في ملف هام وهو ملف مكافحة الإرهاب، كما أن هناك ملفات تعاون اقتصادي مثل الاستثمار التعليم والصحة وهناك ملف هام وهو ملف الربط الكهربائي.
علاقات نسب تجمع مصر والسودان
خلقت الحدود البرية الطويلة والممتدة بين مصر والسودان علاقات اجتماعية عميقة من المصاهرة والنسب، وتداخل القبائل على الحدود بين الدولتين، فهناك قبائل يعيش جزء منها في الجانب المصري، والآخر في الجانب السوداني، دون تمييز أو انقطاع صلات بين الطرفين.
ومنذ بدء ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولديه رؤية استراتيجية واضحة في التعامل مع دول المنطقة وأزماتها، خاصة فيما يتعلق بدول الجوار والدول العربية، وهذه الرؤية قائمة على ضرورة الحفاظ على هوية الدولة الوطنية وكياناتها ومؤسساتها بعيدا عن المشكلات والصراعات الداخلية.
مصر والسودان
