الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: مصر بلد محوري في صناعة السلام وقبول الآخر

صدى البلد

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن ديننا الحنيف قائم على الإيمان بالتنوع والاختلاف ، بل إنه قد ذهب إلى أبعد من ذلك ، فحث على التعارف والتعاون والتكافل ، حيث يقول الحق سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }.
وبالواقع المعاين المشاهد ندرك أن أكثر الأمم إيمانًا بحق التنوع والاختلاف وقبول الآخر والمختلف وترسيخ أسس المواطنة ، والإيمان بقضية التعايش السلمي بين أبنائها من جهة وفيما بينها وبين الآخرين من جهة أخرى هي الأكثر أمنًا واستقرارًا وتقدمًا ورخاءً وازدهارًا ، وأن الأمم التي وقعت في أتون الاحتراب والاقتتال الطائفي أو المذهبي أو العرقي أو القبلي داخليًّا أو خارجيًّا سقطت في دوائر فوضى ودمار عصفت بكيانها وأصل وجودها ، وعلى أقل تقدير مزقت أوصالها وهزت كيانها ، ولو أن البشرية أنفقت على التنمية وتحسين أوضاع الفئات المحتاجة والمهمشة معشار ما تنفقه على الحروب لتغير حال البشرية وعمها الأمن والاستقرار .
وأضاف خلال كلمته في مؤتمر زعماء الأديان بكازاخستان والذي يحضره الرئي الكازاخي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وعدد كبير من الرموز الدينية في العالم ،  قائلا : ينبغي أن تكون لدى جميع الأطراف الرغبة الحقيقية في إعلاء القيم المشتركة واحترام خصوصية الآخر الدينية والثقافية وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء ، يقول ابن رشد : يجب علينا أن ننظر فيما قاله الآخرون وما أثبتوه في كتبهم ، فما كان منها موافقًا للحق قبلناه منهم ، وسُررنا به ، وشكرناهم عليه ، وما كان منها غير موافق للحق نبّهنا عليه ، وحذّرنا منه، وعذرناهم .
وأوضح يجب أن يكون هذا التعاون في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب ، من غير أن يحاول أحد أن يفرض قيمه وأنماط حياته وثقافته الخاصة على الآخر ، وأن نعمل جميعًا في ضوء القيم الإنسانية المشتركة ، فنُعلي من شأن المتفق عليه ، ويعذُر بعضنا بعضًا في المختلف فيه ، متجاوزين مجرد قبول الآخر إلى التسامح معه ، واحترام اختياره ، والعمل على عدم ازدراء معتقده أو جرح مشاعره .

وأكمل لا شك أن للقيادات الدينية والقيادات السياسية الرشيدة دورًا كبيرًا في تعزيز الحوار الشامل بين الأديان ونشر السلام ومكافحة التطرف والإرهاب ، ويجب أن نعمل جميعا على التحول بثقافة التعايش والسلام من ثقافة النخب إلى ثقافة الشعوب والمجتمعات ليعم السلام أرجاء المعمورة . 

وختامًا أؤكد على الدور العظيم الذي يقوم به  الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في نشر ثقافة الحوار وتعزيز أسس السلام الإنساني والعالمي، ومواجهة التطرف بكل أشكاله وصوره ، حيث تقوم جمهورية مصر العربية في ظل قيادته بدور محوري في العمل على إحلال السلام العالمي وترسيخ أسس العيش المشترك بين البشر جميعًا . 

واختتم وزير الأوقاف كلمته قائلا: أتمنى للمؤتمر ومخرجاته كل التوفيق والسداد ، وأن يشكل لبنة قوية في ترسيخ الحوار وأسس العيش الإنساني المشترك .


-