الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

200 عام على فك رموزه.. الشعب يطالب باستعادة حجر رشيد |القصة الكاملة

حجر رشيد
حجر رشيد

استمرار للجهود التي بذلت في ملف استعادة الآثار الفرعونية، التي خرجت من مصر في السابق بطريقة غير شرعية، وعلى رأسها حجر رشيد الفرعوني، تم إطلاق أكثر من حملة تطالب باسترداد حجر رشيد على يد أثريين، وذلك تزامنا مع مرور 200 عام على فك رموز الحجر.

وفي هذا الصدد، وقع عشرات الطلبة المصريين على عريضة تطالب باستعادة الأثر المصري الشهير، حجر رشيد من المتحف البريطاني، وذلك في مستهل حملة شعبية أطلقتها كلية الآثار والتراث الحضاري.

كيف خرج حجر رشيد من مصر؟ 

قالت مونيكا حنا، عميد كلية الآثار والتراث الحضاري، إنها وطلابها يسعون لجمع توقيعات المصريين على عريضة تطالب باستعادة حجر رشيد، والآثار المصرية الموجودة خارج الجمهورية بالمتاحف العالمية لأن المصريين هم الأحق بوجود آثارهم التي تمثل تاريخهم وحضارتهم، وأضافت أنه من ضمن أهداف الحملة، تعريف المواطنين المصريين بالكنوز الأثرية التي يملكونها وتزين متاحف العالم.

ويقول الدكتور بسام الشماع، الباحث في علم المصريات، إن هناك حملة شعبية هى الأولى من نوعها في تاريخ مصر لاسترداد حجر رشيد من الخارج، مشيرا إلى أنه تبنى فكرة "تسونامي  الرسائل" ضمن الحملة، وأن الحملة تقوم على أن يرسل المصريون إيميلات للقسم المصري والمصريات بالمتحف البريطاني يطالبون باسترداد حجر رشيد، لافتا إلى أن هذه الإيميلات وصلت لنائب مدير المتحف البريطاني، وأكد أنه لأول مرة ترسل إيميلات باللغتين العربية والإنجليزية لاسترداد حجر رشيد، مطالبا وزير الآثار بإرسال طلب رسمي للمتحف البريطاني لاسترداد الحجر.

وأضاف الشماع- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن  العثمانيين هم الذين ساعدوا على خروج حجر رشيد من الدولة المصرية، دون أي إذن أو تصريح رسمي من مصر، وذلك لأن المصريين حينها كانوا في احتلال كبير، لذلك لوحة رشيد الحجرية شيء حتمي.

وأشار الشماع، إلى أن المتحف البريطاني له العديد من الأقاويل، ومنها: استسلام الإسكندرية بعد هزيمة الفرنسيين، حيث إن فرنسا كانت تسلم إنجلترا جميع الممتلكات العامة التي استولوا عليها أثناء احتلالهم للإسكندرية، ووضعوا مادة الـ 16 لمرسوم استسلام الإسكندرية، حيث إن الفرنسيين قاموا بتسليم الإسكندرية، ومنها الممتلكات العامة، وكان منها لوحة رشيد الحجرية، الذي رفضت بريطانيا تسليمها وقت الاحتلال قبل رحيلهم.

100 ألف قطعة بالمتحف البريطاني 

وأشار الشماع، إلى أن  هناك 7 ملايين قطعة مصرية في المتحف البريطاني، ومنها 100 ألف قطعة اثرية مصرية قديمة، وفقا للموقع الرسمي للمتحف البريطاني، ومعظمها معروض في المتحف والاخر يوجد داخل المخازن، معقبا: "هناك شخص يدعى هشام نادي صاحب الإيميل الأول لحملة المطالبة بالاثار المصرية من المتحف البريطاني، وتلك الحملة شجعت جميع فئات الشعب المصري بطلب الآثار المصرية من المتحف البريطاني، والضغط على المتحف البريطاني من أجل استعادة هذه الآثار".

ومن ناحية أخرى، أطلق القائمون على الحملة عريضة مطالب للتوقيع عليها، جاء فيها: “نطالب نحن الموقعين على هذه العريضة رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي تقديم طلب رسمي لاسترداد حجر رشيد والقطع الأخرى التي خرجت معه من مصر بطرق غير قانونية”.

ويستند الموقعون على العريضة أن هذا الأثر البارز في التاريخ المصري خرج من مصر استنادا إلى المادة 16 من وثيقة استسلام الإسكندرية (١٨٠١)، وهي معاهدة تم التفاوض عليها وتوقيعها من القوات العثمانية والفرنسية والإنجليزية، ولم يوقع عليها مصري واحد، مما يجعل الموقف القانوني للآثار المصرية التي خرجت بموجبها موقفا ملتبساً.

وبموجب شروط المعاهدة، تم تسليم حجر رشيد مع 16 قطعة أخرى من الجانب الفرنسي إلى الجيش المشترك الذي تكون من القوات البريطانية- العثمانية، وبعدها استولى الجيش الإنجليزي من دون تنازل عثماني موثق، على هذه القطع وأرسلها إلى المتحف البريطاني؛ ليتم عرضها بشكل غير أخلاقي وغير قانوني منذ ذلك الحين.

معلومات هامة عن حجر رشيد 

ومن ناحيته، نشر مركز معلومات مجلس الوزراء المصري فيديو جديدًا بعنوان "200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة، استعدادا للاحتفال باليوم العالمي للسياحة والموافق 27 من الشهر الجاري. 

وأوضح الفيديو أن الاحتفال يتزامن بيوم السياحة العالمي هذا العام مع احتفال مصر بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة، باكتشاف حجر رشيد.

ويعود تاريخ "حجر رشيد" إلى عام 196 ق.م، وهو جزء من لوح حجري أكبر، تم العثور عليه مكسورًا وغير مكتمل، من قِبل جنود في جيش نابليون بونابرت بالصدفة، بالقرب من مدينة رشيد في دلتا النيل، ليُعلن عالم الآثار الفرنسي "جان فرانسوا شامبليون" في السابع والعشرين من سبتمبر عام 1822، تمكنه من فك رموز الكتابة المصرية القديمة.

ويحمل حجر رشيد نقشًا محفورًا بـ 3 كتابات مختلفة، وهي: "الهيروغليفية"، و"الديموطيقية"، و"اليونانية"، ليُعبر النص المحفور على الحجر عن مرسوم شكر من كهنة المعبد في "منف" للملك "بطليموس الخامس، لقيامه بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات. لينتهي الغموض عن الحضارة المصرية، ويشق علم المصريات طريقه بقوة بين العلوم الأخرى.