الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حالة طوارئ صحية عالمية بسبب جدري القردة.. هل تحول المرض إلى وباء؟

جدري القردة
جدري القردة

يعاني العالم خلال آخر عامين من أزمات غير مسبوقة وتفشي أوبئة غير شائعة، بدأت بوباء كورونا وصولا لـجدري القردة، والذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية وأعلنته حالة طوارئ صحية عالمية.

منظمة الصحة العالمية تطلق الدورة الرابعة من مهرجان أفلام "الصحة للجميع"
منظمة الصحة العالمية

إعلان جدري القردة حالة طوارئ

وقالت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن تفشي مرض جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وهي أعلى مستويات التأهب لمنظمة الصحة العالمية.

وصنفت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، علي أنها "حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية"، لإطلاق استجابة دولية منسقة ويمكن أن تطلق التمويل للتعاون في مشاركة اللقاحات والعلاجات.

وقالت منظمة الصحة العالمية في يوليو إن تفشي مرض جدري القرود سريع الانتشار يمثل حالة طوارئ صحية عالمية.

وبحسب أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، فقد تم تسجيل 77.2 ألف حالة إصابة بمرض جدري القرود منذ بداية العام في 109 دول، وتوفي 36 شخصًا بسبب الإصابة.

وفي يوليو، أعلنت المنظمة جدري القرود حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا.

ومن جانبه قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إن إعلان منظمة الصحة ليس بجديد فقد سبق وأعلنت منظمة الصحة العالمية إعلان صحة عامة طارئة لجدري القردة منذ مدة، واليوم تم التأكيد بتقرير جديد على أنه مازال إعلان صحة عامة طارئة، وهو إعلان صحة عامة طارئة عالي المستوى في أمريكا ومتوسط المستوى في أوروبا ومتوسط المستوى في إفريقيا.

وأضاف عنان - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك مشكلة كبيرة في إفريقيا، وهي أن الكشف عن المرض نفسه غير دقيق وبالتالي هناك حالات تتوفى وحالات تصاب به وهي غير موجودة في بيان الاصابات خاصة في الكونغو، وبالتالي من المتوقع أن الحالات نفسها عالية.

بعد ظهور حالات في بريطانيا... ماذا نعرف عن جدري القرود؟ | الشرق الأوسط
جدري القردة

أزمة في أفريقيا بسبب جدري القردة

ولفت عنان، إلى أنه في أفريقيا الحالات مازالت أقل من 100 ألف والوفيات قليلة، ولكنها مازالت صحة عامة طارئة رغم أن الحالات تقل يوم بعد يوم، ولكن لم يتم السيطرة على المرض حتى الآن، وهناك توريد الفاكسين وهناك توريد لأفريقيا، ولكن سيظل إعلان الصحة العامة الطارئ موجود حتى يتم السيطرة على المرض

واختمم: ليس هناك قلق ولا خوف، وهو يشفى وحده دون لقاح من جميع الحالات التي لا تعاني مشاكل في المناعة ودون علاج مضاد لفيروسات جدري القردة وتخف الحالة خلال أسبوعين.

وأظهرت تقارير لرويترز أن تفشي جدري القردة وعدد الوفيات في الدول الإفريقية الفقيرة يمكن أن يكون أكبر بكثير مما هو مسجل في الإحصاءات الرسمية، وهو ما يعود إلى حد كبير لمحدودية فحوص الكشف عن الإصابات في المناطق الريفية غير المجهزة وعدم توفر الأدوية الفعالة.

وأظهرت إحصاءات هيئات الصحة العالمية أن الإصابات في أفريقيا خلال موجة التفشي الحالية أقل كثيرا من العدد في أوروبا والولايات المتحدة، اللتين التهمتا اللقاحات محدودة الأعداد هذا العام عندما وصل المرض إليهما.

لكن في البلدان الإفريقية الفقيرة حيث لا يستطيع الكثير من الناس الوصول بسرعة إلى المرافق الصحية، أو يفتقرون إلى الدراية بالمخاطر، تم تسجيل أكثر من 130 وفاة، جميعها تقريبا في الكونغو، بحسب المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

ولا توجد لقاحات ضد جدري القردة متاحة للجمهور في إفريقيا، وتنتقل عدوى جدري القردة من خلال الملامسة المباشرة للجروح الجلدية. 

وبالنسبة لمعظم المصابين، يتم التعافي في غضون أسابيع. ويواجه الأطفال صغار السن ومن يعانون من ضعف المناعة المضاعفات الخطيرة بشكل خاص.

اسباب جدري القرود واعراضه وكيفية علاجه | الطبي
جدري القردة

أول حالة إصابة بـ "جدري القرود"

وتأمل الدول الإفريقية في أن يؤدي قرار منظمة الصحة العالمية في يوليو بإعلان جدري القردة حالة طوارئ صحة عامة تحظى باهتمام دولي، إلى تعبئة الموارد.

وقال أمبروز تاليسونا، مدير فريق منظمة الصحة العالمية لمكافحة جدري القردة في القارة، إن المنظمة أرسلت نحو 40 ألف اختبار إلى إفريقيا، من بينها 1500 إلى الكونغو.

وبدأ المعهد الوطني لأبحاث الطب الحيوي في الكونغو هذا الشهر تجربة سريرية لعقار "تيكوفيريمات" المضاد للفيروسات على مرضى جدري القردة.

وقال وزير الصحة، مبون جاني، إنه على الرغم من عدم توفر لقاحات للاستهلاك العام، إلا أن هناك تجارب على لقاح إيمفانكس من إنتاج شركة "بافاريان نورديك" على العاملين في قطاع الصحة في الكونغو.

يذكر أن مرض جدري القرود  تم اكتشافه لأول مرة في عام 1958 بعد تفشٍ لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات للقرود المحفوظة للبحث، ومن هنا جاءت تسميته بـ"جدرى القرود"، وسُجلت أول حالة إصابة بالمرض بين البشر، في جمهورية الكونجو الديمقراطية عام 1970، أثناء فترة من الجهود المكثفة للقضاء على الجدري، ومنذ ذلك الحين أُبلغ عن إصابات بشرية بالمرض في بلدان وسط وغرب أفريقيا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها المعروفة باسم «سي. دي. سي».

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن المرض اكتشف بين البشر لأول مرة في طفل في الكونجو الديمقراطية، يبلغ 9 أشهر في منطقة تم فيها القضاء على الجدري عام 1968، ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن معظم الحالات من المناطق الريفية والغابات المطيرة في حوض الكونجو، خاصة جمهورية الكونجو الديمقراطية، وزاد الإبلاغ عن حالات إصابة بشرية في جميع أنحاء وسط وغرب أفريقيا.

وأضافت المنظمة، أنه منذ عام 1970، أبلغ عن إصابات بشرية بجدري القرود في 11 دولة أفريقية وهى: بنين، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونجو الديمقراطية، والغابون، وكوت ديفوار، وليبيريا، ونيجيريا، جمهورية الكونجو، سيراليون، وجنوب السودان.

جدري القردة

أول انتشار لجدري القردة بأمريكا

وفى عام 2003، كان أول انتشار للفيروس خارج أفريقيا في الولايات المتحدة، وكان مرتبطًا بالاتصال بكلاب البرارى الأليفة المصابة. تم إيواء الحيوانات الأليفة مع فئران من جامبيا، وخلف التفشى أكثر من 70 حالة إصابة بالجدرى في الولايات المتحدة.

وعانت نيجيريا من تفشٍ كبير للفيروس منذ 2017، مع الاشتباه في 500 حالة إصابة وتأكيد 200 حالة إصابة مع نسبة إصابات قاتلة بلغت 3% ويستمر الإبلاغ عن الحالات حتى اليوم.

وتم الإبلاغ عن جدرى القرود في المسافرين من نيجيريا إلى إسرائيل في سبتمبر 2018، وإلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2018، وديسمبر 2019، ومايو 2021، ومايو 2022، وإلى سنغافورة في مايو 2019، وإلى الولايات المتحدة في يوليو ونوفمبر 2021، وفى مايو 2022، رصدت حالات متعددة من جدرى القرود في العديد من البلدان غير الموبوءة.