الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المباني الخضراء.. كيف تساهم في الحد من التغيرات المناخية| قراءة تحليلية

المباني الخضراء
المباني الخضراء

ينص الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة والتي وضعتها الأمم المتحدة عام 2015 على جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.

ويعد القطاع العقاري سببا رئيسيا في ظاهرة الاحتباس الحراري؛ لأن النشاط العقاري في العالم ينتج ما يقرب من 39% من إجمالي الانبعاثات العالمية، 11% منها ناتجة عن مواد التصنيع المُستخدمة في المباني حيث الصلب والإسمنت، بينما ينبعث الباقي وهو 28% من المباني نفسها، عبر عملية تزويد المباني بالطاقة.

وتبذل كافة أجهزة ومؤسسات الدولة جهود ضخمة لتوفير مقومات التحسين البيئي من منطلق تحقيق الاستدامة البيئية، لضمان تحقيق التنمية المستدامة في سياق تنفيذ رؤية مصر 2030 وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، للحد من آثار التغيرات المناخية، و الحفاظ على المنظومة البيئية وصون الموارد الطبيعية.

المدن الخضراء

وتعتمد وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية‏ خلال تخطيط المدن الجديدة وتنفيذها علي زيادة المساحات الخضراء، ومضاعفة نسب الفرد منها،  واستخدام أحدث تكنولوجيا البنية التحية وكان علي رأس تلك المدن التي بدأت الدولة مراعاه احدث النظم المعمارية حول العالم، العاصمة الإدارية العلمين الجديدة ثم المنصورة الجديدة وعدد كبير من مدن الجيل الرابع، بالإضافة إلي اعتمادها بشكل كبير خلال تنفيذ اعمال البنيه التحتية لمدينة رأس الحكمة الجديدة علي زيادة المساحات الخضراء.

مشروعات سكنية خضراء

ولم تكتف وزارة الإسكان بتنفيذ مشروعات بنية تحتية فقط في المدن القائمة أو الجاري تنفيذها، ولكن بدأت علي أرض الواقع تنفيذ مشروعات سكنية تراعي النظم المعمارية التي تعتمد علي العمارة الخضراء، وكانت أولي تلك المشروعات، مشروع سكن لكل المصريين، لمحدودي الدخل والذي يدخل ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تعتمد على زراعة أسطح وأوجه العمارات السكنية، فضلا عن تركيب خلايا الطاقة الشمسية أعلى أسطح العمارات، اهتمت الإسكان أيضا عند تنفيذ المشروعات الجديدة، باستخدام منظومة المياه الرمادية، واستخدام مواد صديقة للبيئة في التشطيبات مثل استخدام المونة البيضاء بدلًا من المونة الإسمنتية، حيث بدأت في وضع استراتيجية تنفيذ 25 ألف وحدة سكنية خضراء بـ5 مدن جديدة، توزعت ما بين القاهرة الكبرى ومحافظات صعيد مصر، كتجربة للوصول إلي طريقة العمل النهائية لتعميمها علي باقي المدن التابعة لها.

ما مفهوم المباني الخضراء؟ 

المبنى الأخضر هو المبنى الذي تراعي الاعتبارات البيئية في كل مرحلة من مراحل البناء، ولا تقدم فقط استدامة انشائية وبيئية، ولكن أيضا تقدم الكثير من المنافع والفوائد لمالكي المباني ومستخدميها، فتكاليف البناء المنخفضة وتكاليف التشغيل المنخفضة والراحة المتوفرة والبيئة الداخلية الأفضل صحياً، بالإضافة لتكاليف صيانة أقل وعمر افتراضي أطول، كل هذا يعد من خصائص المبنى الأخضر.

توازن بين درجة الحرارة

قال المهندس محمد خلف صادق استشاري معماري، إن الفرق بين المباني الخضراء المستدامة والمباني العادية هو أن التكلفة في حالة المباني الخضراء تنخفض بنسبة 50% وتكلفة تشغيل المبنى من غاز وصيانة ومياه تنخفض إلى نسبة 75%، مشيراً أن المباني الخضراء ليست مقتصرة على أن تكون مساكن فقط بل يمكن أن تكون هناك مباني إدارية خضراء أيضاً.

وأضاف محمد خلف في تصريحات لـ "صدى البلد" إن التكلفة تقل لأننا نلجئ لاستخدام بدائل أخرى غير المعتادة "كالطوب الأحمر" و"الطوب الأسمنتي" فيتم استبداله بخلطة طوب معينة يتم تدريب العمالة على إستخدامها والعمل بها ومميزاتها أنه سمكها أعلى وبالتالي تعمل كعازل جيد للحرارة فضلاً عن أنها لم تُحرق فبالتالي لا تحتفظ بالحرارة وهذا يجعل هناك توازن بين درجة الحرارة في المنزل والخارج، مستدل على إختلاف درجات الحرارة في المنزل والخارج في حالة المباني العادية.

وتابع-  يتم عمل فتحات في المبنى لضمان دخول الضوء للمنزل لأطول فترة ممكنة وبالتالي توفير الكهرباء حيث لا تكون هناك حاجة ملحة لفتح الكهرباء في فترة النهار، فضلاً عن ضمان التهوية الجيدة، مضيفاً أن هناك فلترة داخلية في المبنى عن طريق تغيير المياه كل 20 يوم وبالتالي استهلاك المياه خلال أعمال البناء يكون أقل من 80% عن المعتاد

مشروع يتماشى مع البيئة

إنه جاري التنسيق مع محافظة مطروح الآن وذلك لإنشاء مشروع المباني الخضراء المستدامة فيها، ضمن مبادرة الوطنية مشروعات الخضراء الذكية التي تتبناها الدولة، بعد أن فاز بالمركز الثالث في المسابقة التي نظمتها محافظة مطروح خلال شهر أكتوبر وظهرت نتائجها منذ أيام، وقال أن هناك تعاون من اللواء خالد شعيب محافظ مطروح مع المشروع وتبنيه المبادرة، وشاركنا في المؤتمر الذى ترأسه المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعرضنا المشروع الذي لقى استحسان المشاركين، وسنشارك في قمة المناخ في شرم الشيخ، وجاري التنسيق لتنفيذ المشروع المباني الخضراء المستدامة بمطروح لكن في المباني الجديدة التي ستقام مستقبلًا، من إنشاء قرى جديدة في مراكز ومدن المحافظة بما يتماشى مع البيئة.