في تطور لافت في ملف سد النهضة، أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فتح باب الجدل، بعد تصريحاته التي أكد فيها أن بلاده ستعمل على التدخل وحل المشكلة.
وتأتي هذه التصريحات وسط حالة من الجمود في المسار التفاوضي، والإصرار الإثيوبي، يقابله صبر استراتيجي مصري أقيم على أدوات دبلوماسية وقانونية طويلة المدى.
فؤاد أنور: ترامب تدخل لأنه يدرك أن صبر مصر ينفد
وقال الدكتور أحمد فؤاد أنور المتخصص في الشؤون السياسية عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن الجانب المصري له بال طويل في إدارة المعارك الدبلوماسية والقانونية للدفاع عن حقوق الشعب المصري، خاصة في مواجهة مخططات خارجية معروفة الأهداف، وتستند إلى دعم دول وموازنات كبيرة تسعى إلى إضعاف مصر أو تقزيم دورها أو ممارسة ابتزاز سياسي ضدها.
وأضاف أنور: “ما دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتدخل مؤخرًا في ملف سد النهضة، هو إدراكه بأن صبر مصر يوشك على النفاد، وأن هناك فرصة واقعية لتحقيق اختراق في الموقف الإثيوبي”.
وأشار إلى أن مصر حتى الآن لم تكشف عن كل أوراقها، ولا تزال تفضل المسار الدبلوماسي والتفاوضي، إلى جانب الوساطات الدولية، رغم أنها لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة.
لكنه أكد أن تصريحات ترامب الأخيرة تعكس إدراكًا أمريكيًا بوجود فرصة للتقدم، ومحاولة لنسب هذا التقدم المحتمل إليه، باعتباره راعيًا لحل قد يحقق الأمن القومي المصري ويضع حدًا للصلف الإثيوبي المتجسد في “سد الخراب”، على حد وصفه.
وتابع: “ترامب يعلم أيضًا أن مصر ترفض الابتزاز في ملف غزة، وبالتالي يحاول أن يقدم نفسه على أنه صاحب فضل في ملف سد النهضة، أملًا في دفع مصر إلى مراجعة مواقفها من المطالب الأمريكية في ملفات إقليمية أخرى”.
وشدد فؤاد أنور، على أن موقف مصر واضح وصلب، ولا يقبل أي ربط بين الملفات إلا بما يخدم الأمن القومي المصري والمصالح العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قائلاً: “مصر أعلنت بوضوح أنها لن تكون جزءًا من ظلم أو تهجير للفلسطينيين، وتصفيتهم جريمة لا يمكن أن تشارك فيها”.
وختم بالقول: “إذا كانت الولايات المتحدة جادة في توفير ضمانات حقيقية لمصر في مواجهة التعنت والتسويف الإثيوبي المستمر منذ سنوات، فمرحبًا بأي دور أمريكي، لكن دون ضغوط أو مساومات تتجاوز الخطوط الحمراء.