أسرار وحكايات مثيرة وغربية في استعادة الآثار المصرية المهربة إلى الخارج يكشفها كتاب « الحارس.. أيام زاهي حواس» الصادر عن دار نهضة مصر، فضلا عن المعارك والاتفاقات التي أجرت من أجل عودة أملاك مصر المسروقة، ومن أبرز تلك الحكايات عودة مومياء الملك رمسيس الأول من متحف نياجرا فول عام ١٨٨١.
بداية التفاوض لعودة رمسيس الأول من أمريكا
ويقول زاهي حواس في الكتاب: «بعد أن تم الكشف عن خبيئة المومياوات بالدير البحري التي دخلتها عائلة عبد الرسول ثلاث مرات خرجت من الخبيئة مومياء الملك رمسيس الأول، حيث اشتراها متحف نياجرا فول عام 1881 وزار هذا المتحف العالم الألماني إجا برخت وعندما شاهد هذه المومياء أخبرهم أنها تخص أحد ملوك مصر العظام، لذلك فقد قام متحف مايكل كارلوس بأطلانتا بشراء هذه المومياء، ودعت رئيسة المتحف بوني سيد Bonnie Speed وأمين المتحف بيتر لاكوفارا Peter Lacovara، الشعب والأطفال بمدينة أطلانتا لتجميع مبلغ 2 مليون دولار لشراء المومياء ونجحا في ذلك، بعدها قاما بعمل دراسات على المومياء، حتى قررا أن هذه المومياء تخص الملك رمسيس الأول لأنها تشبه مومياء ابنه «سيتي» وحفيده رمسيس الثاني، بالإضافة إلى طريقة التحنيط التي تثبت أن هذه المومياء، تخص هذا الملك».
وأضاف زاهي حواس: «اتصلت بالسيدة (بوني) وقلتُ لها أنا لا أحب أن أرى ملكًا مصريا يعيش خارج مصر، وتوقعت أن تطلب مني، هذه السيدة أن ندفع ما دفعوه ولكنها رحبت بالطلب جدا وقالت: إنهم وافقوا على طلبي وطلبت مني فقط أن ألقي محاضرة للعامة بالمدينة بالمجان، وأنها ستعيد بعدها المومياء إلى مصر، فسافرت إلى أطلانتا حيث أقيم احتفال عالمي في المتحف، وتمت تغطية المومياء بالمعلمين المصري والأمريكي، وحضر هذا الاحتفال رجل الأعمال الراحل محمد فريد خميس، لأنه يملك مصنعا للسجاد بأطلانتا، وكان معنا أيضا الكاتب الصحفي عادل حمودة وتبرع محمد فريد خميس للمتحف بمبلغ 100 ألف دولار بالإضافة إلى إهداء المتحف سجادة عليها صورة للملك رمسيس الأول، وفي المطار قام الأطفال بالغناء في حضور عضوة الكونجرس الأمريكي، واصطحبت المومياء معي على طائرة الإير فرانس عند العودة إلى مصر، وكانت بجواري سيدة فرنسية تتحدث كثيرًا وأنا لا أحب أن أتحدث مع الشخص الذي يجلس بجواري في الطائرة، ولذا أخبرتها عندما سألتني عن عن طبيعة عملي، بأنني أثري وأنه يوجد مومياء في أسفل الطائرة؛ فارتعبت من شدة الخوف وأخذت تقرأ في الإنجيل حتى وصلنا باريس وخرجت من الطائرة دون كلمة، وعند عودتي للقاهرة وجدت استقبالا حافلا للملك بالموسيقى، كما حضر عشرات من الصحفيين لتسجيل اللحظة بعدها عقدنا مؤتمرا بالمتحف المصري حضره السفير الأمريكي و باني سبيد مديرة المتحف».
وصول الملك رمسيس الأول إلى مصر
وأوضح: «وعندما قررنا أن نبني ملحقا عن الجيش في العصر الذهبي بمتحف الأقصر، خصصنا له جناحًا خاصا ضمن معرض عن الجيش في عصر أحمس الأول الذي حرر مصر من الهكسوس، وكذلك القائد العسكري الملك رمسيس الأول الذي لم يحكم سوى عامين فقط، ولكن عندما وصلت مطار الأقصر اهتم الصحفيون بالملك رمسيس فقط، ولم يهتموا بالملك أحمس محرّر مصر من الهكسوس وقد صل الملك رمسيس إلى المتحف وسط الموسيقى في وجود محافظ الأقصر، كما حضر الرئيس حسني مبارك ورجال الحكومة افتتاح متحف الأقصر ويومها قلت للرئيس: إنَّ رمسيس غاضب جدًّا، وعندما سأل الرئيس عن السبب، قلت له: لأنه عاش في أمريكا أكثر من مائة عام، ولم يعطوه الـ Green Card تصريح الإقامة، فضحك كل الحاضرين».