EN 
ترتبط مصر والهند بعلاقات تاريخية عريقة ممتدة على مدار التاريخ، كما شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً وإيجابياً مؤخراً.
الأولى من نوعها بين مصر والهند
وتوالت الزيارات الهندية إلى القاهرة من خلال وزرائها ومسئوليها بداية من يوليو 2015، كان آخرها في 16 أكتوبر 2022 عندما زار وزير خارجية الهند سوبرامنیام جایشانکار مصر واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير الهندي بالقاهرة أجيت جوبتيه، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
قالت وزارة الشئون الخارجية في الهند، اليوم الأحد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيكون الضيف الرئيسي في احتفالات "يوم الجمهورية" في يناير المقبل.
وذكرت وكالة أنباء "برس تراست أوف إنديا" الهندية أن وزارة الشئون الخارجية قالت في بيان: "هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها رئيس جمهورية مصر العربية الضيف الرئيسي في يوم جمهوريتنا".
وكان رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي أرسل دعوة رسمية إلى الرئيس السيسي سلمها له وزير الخارجية اس جايشانكار في 16 أكتوبر الماضي.
وفي وقت سابق، قال السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن الحكومة الهندية دعت مصر للمشاركة كضيف للرئاسة في كل اجتماعات مجموعة العشرين خلال فترة رئاسة الهند للمجموعة، والتي تبدأ من ديسمبر المقبل ولمدة عام.
وأشار إلى أن الدعوة الهندية تعكس الروابط التاريخية بين البلدين قيادةً وحكومةً وشعبًا، وتجسد مكانة مصر إقليميًا ودوليًا ودورها المؤثر في القضايا والملفات الاقتصادية الدولية الرئيسية.
حضور اجتماع مجموعة العشرين
وأضاف السفير أبوزيد، أن وزارة الخارجية أبلغت الجانب الهندي رسميًا بتولي مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية متعددة الأطراف الدولية والإقليمية، السفير راجي الإتربي، مهام الممثل الشخصي للرئيس عبد الفتاح السيسي، لدى مجموعة العشرين خلال فترة الرئاسة الهندية، وأوضح أن الاجتماع الأول للممثلين الشخصيين لقادة دول المجموعة سيعقد بالهند أوائل الشهر القادم.
من جانبه، أكد السفير راجي الإتربي، أن مجموعة العشرين تقع على عاتقها تحديات كبيرة فى ضوء الأزمات الحادة والمتعاقبة التى يواجهها الاقتصاد العالمي منذ اندلاع وباء كورونا ومرورًا بتداعيات الحرب في أوكرانيا، حيث تمثل دول المجموعة بمفردها 80% من الناتج الإجمالي العالمي و75% من حجم التجارة الدولية و60% من سكان العالم، وهو ما يجعلها من أهم أطر اتخاذ القرار الاقتصادي على المستوى الدولي.
وأوضح الإتربي، أن مصر عازمة على المشاركة النشطة والمؤثرة في مختلف اجتماعات المجموعة من أجل تعزيز العمل الدولي المشترك في الموضوعات المدرجة على أجندة المجموعة، خاصةً القضايا ذات الأولوية لمصر وإفريقيا والدول النامية مثل الغذاء والطاقة والمناخ وتمويل التنمية وإصلاح النظام الاقتصادي العالمي.
وأضاف أن مصر سبق لها المشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين، في عام 2016 خلال فترة الرئاسة الصينية، وعام 2019 خلال فترة الرئاسة اليابانية.
جدير بالذكر أنه سبق للسفير الإتربي تولى مهام الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى مجموعة العشرين عام 2016، قبل تكليفه بتمثيل مصر والدول العربية في مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي بواشنطن لعدة سنوات.
كيف يمكن الاستفادة من الزيارات؟
وفي هذا الصدد قال طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، إن العلاقات بين مصر والهند علاقات تاريخية ووثيقة ممتدة منذ أيام جمال عبد الناصر، كما أن مصر والهند أسستا حركة "عدم الانحياز"، ومصر كانت سباقة في إحداث نهضة.
ولفت: في ظل العالم الجديد وتشكيل أقطاب ومحاور جديدة تستطيع مصر أن تستفيد من نهضة الهند، من خلال تقوية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والعلمية مع الهند، وهذا يحدث بالفعل من خلال الزيارات التي تتم بين الطرفين لتمهيد الطريق ولمعرفة المزايا التي يمتلكها كل بلد، ولكن ما يميز الهند شغفها المستمر بالتطوير خاصة في علوم التكنولوجيا والبرمجيات وهذا ما أدى لإحداث نهضة كبيرة في الهند.
وتابع البرديسي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مصر لديها العديد من العوامل التي تجعلها جاذبة للاستثمارات، على الجانب الآخر يمكن لمصر أن تستفيد من نهضة الهند من خلال هذه الزيارات السياسية خاصة في مجال علوم التكنولوجيا والبرمجة، حيث إن هذه الزيارات هي القاطرة التي تمهد الطريق أمام العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.
وفي 13 اكتوبر2022 دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مصر لحضور قمة مجموعة العشرين خلال فترة رئاسة الهند للمجموعة والتي تبدأ اعتباراً من أول ديسمبر 2022، مؤكدا أن حضور مصر يمثل إضافة قوية لاجتماعات المجموعة.
وتعد مجموعة العشرين المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي فيما يمثل حوالي 85% من إجمالي الناتج العالمي، وأكثر من 75% من حجم التجارة العالمية، وحوالي ثلثي سكان العالم.
وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين(الولايات المتحدة وتركيا وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا والسعودية وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وأستراليا والاتحاد الأوروبي)، وتترأس الهند القمة هذا العام لمدة عام واحد، يبدأ في الأول من ديسمبر المقبل، ويستمر حتى الثلاثين من نوفمبر من العام المقبل.
