الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بريطانيا تحتفل بـ مجدي يعقوب في ذكرى أول عملية زراعة قلب ورئتين |فيديو

الدكتور مجدي يعقوب
الدكتور مجدي يعقوب

احتفى مستشفى هارفيلد البريطاني بمرور 39 عاما على إجراء أول عملية لزراعة القلب والرئتين في المملكة المتحدة، بإجراء مقابلة خاصة مع السير الدكتور مجدي يعقوب، الذي قام بإجراء هذه العملية.

ترأس الدكتور مجدي يعقوب، برنامج زراعة القلب في مستشفى هارفيلد البريطاني منذ عام 1980 حيث قام هو وفريقه بآلاف العمليات الجراحية فيما وصل إجمالي عدد عمليات زراعة القلب التي قام بها في حياته نحو ألفي عملية مما جعل مستشفى هارفيلد المركز الرئيسي لزراعة الأعضاء في المملكة المتحدة. 



مجدي يعقوب في الذكرى 39 لأول عملية زرع قلب في بريطانيا

 

وتحدث البروفيسور مجدي يعقوب، في المقابلة المصورة، عن مسيرته المهنية وأهمية التبرع بالأعضاء والعمل الرائد المستمر في زراعة الأعضاء لإنقاذ حياة الكثيرين.

ويقول السير يعقوب في المقابلة، “أتذكر الأمر بأكمله، لقد كنا نعمل بتفاني من اجل الاعتناء بقلوب ورئات المرضى بينما نشاهد امامنا مرضى يعانون أشد الألم، ولم يكن لدينا ما نقدمه سوى الإسراع في اجراء عمليات زراعة الأعضاء.”

وأضاف: “تقدمت عمليات زراعة الأعضاء بسرعة كبيرة، وكان هذا تقدم طبيعي، الامر الذي دعمنا في مساعدة المرضى واجراء عمليات الزرع هنا في مستشفيات هارفيلد”

الدكتور مجدي يعقوب

علاقة مقدسة بين المريض والطبيب

وتابع الدكتور مجدي يعقوب، ابن مدينة بلبيس، محافظة الشرقية "اعتقد ان علاقة المريض بالطبيب هي علاقة مقدسة لان المريض يأتي اليك في حالة من الإحباط طالبا العون،  قائلا "هل يمكنك مساعدتي يا دكتور؟"  وهذا سؤال شخصي جدا، مما يحملك عبء الثقة والولاء وحفظ الأمانة مع المريض، ولست انا فقط من يؤمن بهذا، بل فريق عملي بالكامل، نحن نؤمن فيما نفعل." 

واستطرد يعقوب “نحن نستمتع بحياتنا من خلال بذل قصارى جهدنا في العطاء، ويقول البعض ان زراعة الأعضاء هي عبارة عن هبة لحياة جديدة، وهذا صحيح لان في وقتنا الحالي أصبحنا ندرك أن تلك الهبة التي تمنحنا الحياة من الممكن ان تساعدنا ان نعيش قرابة 36 عاما وتمكننا من رؤية أحفادنا وهم يكبرون.”

"لذلك فان عملية زراعة الأعضاء هي عبارة عن قصة نجاح عظيمة."

 

تأثر مجدي يعقوب بالسير بيتر ميداور


وأضاف: "لكن، يجب القول ان المهمة لم تنتهي بعد، لان مع المسئولية تأتي المساءلة، لانه فقط 20% من المرضى سوف يعيشون أكثر من 30 عاما بعد إجراء العملية، فماذا عن باقي الـ 80% ؟".

وتابع الدكتور مجدي يعقوب قائلا: “وهذا ما يحملنا مسؤولية كبيرة تتم، وعلينا تكثيف الجهد في البحث، كما يحدث هنا، والذي يعتبر النواة التي من شأنها الحفاظ على تقدم مجال زراعة الأعضاء والتي بدأت مع  السير بيتر ميداور، وهو مكتشف علم المناعة المكتسبة، لقد قابلت هذا الرجل، فهو بطل عظيم وفيلسوف قدير، حصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء.”

وتساءل: "لكن، ما هو علم المناعة المكتسبة الذي أسسه هذا الرجل؟ هو علم سمح لنا الان بالقيام بعمليات زراعة الأعضاء في الجسم البشري، حيث مكننا من دراسة حالة القلب والرئتين بشكل أدق قبل عملية النقل الى الحالة المريضة، الأمر الذي ساعدنا كثيرا."

واستطرد “وبالرجوع لبيتر ميداور، وباستخدام ارث العلم والبحث، يمكننا الوصول بعدد الحالات من 20% فقط يمكنهم العيش اكثر من 30 عاما، الى ما يقرب من 100% من المرضى يمكنهم العيش اكثر من 30 عاما والاستمتاع بحياتهم.”

 ميداور هو طبيب بريطاني من أصل لبناني ماروني، ولد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في 28 فبراير 1915 وتوفي في 2 أكتوبر 1987، وحصل على جائزة نوبل في الطب لعام 1960 مناصفة مع الأسترالي السير فرانك بورنت لاكتشافهما التحمل المناعي المكتسب.
 

بيتر ميداور

واختتم ملك القلوب كلامه قائلا “الحياة ساحرة وممتعة، ومنح الحياة لشخص ما بمثابة بهجة لفريق العمل، لذلك فانا أقول ان زراعة الأعضاء عبارة عن قصة نجاح، لكن مازال امام الكثير لإتمامه".

نشأة الدكتور مجدي يعقوب

ولد مجدي يعقوب في 16 نوفمبر عام 1935 في مدينة بلبيس بالشرقية، لعائلة قبطية أرثوذكسية، درس الطب في جامعة القاهرة وتعلم في شيكاغو ثم انتقل إلى بريطانيا عام 1962 ليعمل في مستشفى الصدر بلندن.

بعدها أصبح أخصائي جراحي القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد وبعدها عُين أستاذ في المعهد القومي للقلب.

موسوعة جينيس

كان ليعقوب نصيب من الأرقام القياسية؛ ففي عام 1983، قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي، لتُدخله تلك الجراحة إلى موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول مدة 33 عامًا، كما أجرى عملية جراحية لأشهر صناع الكوميديا البريطانية إريك مور كامب.

ملك القلوب

مشوار طويل في خدمة العلم والإنسانية كان على موعد مع تتويج آخر؛ في عام 1992، حيث استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، الجراح المصري صاحب الجنسية البريطانية، في بلاطها الملكي، ومنحته لقب "فارس الإمبراطورية"، ليصبح اسمه مسبوقًا بكلمة "سير"، بينما ناداه الإعلام البريطاني بـ"ملك القلوب".

ومنذ تقاعده من العمل الوظيفي في عام 2001 يكرس الدكتور يعقوب جل وقته لمنظمة "سلسلة الأمل" الخيرية التي أسسها في عام 1995 والتي تهتم بالأطفال في مناطق الصراعات في الدول النامية والذين يعانون من أمراض قلبية.