الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سورة السجدة في فجر يوم الجمعة .. أسرار تغفلها عن آيات القبول

سورة السجدة في فجر
سورة السجدة في فجر يوم الجمعة

سورة السجدة في فجر يوم الجمعة .. يغفل الكثيرون عن فضل سورة السجدة في فجر يوم الجمعة، خاصة وأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة، لذا نرصد في التقرير التالي ما جاء عن سورة السجدة في فجر يوم الجمعة.

سورة السجدة في فجر يوم الجمعة 

سورة السجدة من السور التي يبلغ عدد آياتها 30 آية، وهي مكية إلا الآيات من 16 إلى 20 فمدنية، نزلت بعد سورة المؤمنون، وسميت سورة ‏السجدة ‏لما ‏ذكر ‏تعالى ‏فيها ‏من ‏أوصاف ‏المؤمنين ‏الأبرار ‏الذين ‏إذا ‏سمعوا ‏آيات ‏القران ‏العظيم ‏‏سجدوا لله سبحانه وتعالى تضرعا وخشوعا.

وتتناول سورة السجدة أمور العقيدة من توحيد الله تعالى والبعث والحساب، وإثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وقراءة سورة السجدة في فجر الجمعة هو مما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن نتبعه في ذلك، بحسب الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء.

وفسر الورداني، عبر فيديو البث المباشر للصفحة الرسمية للدار على فيس بوك، أسباب قراءة سورة السجدة بعينها قائلًا إن الأسرار التي تجعلنا نقرأ سورة السجدة هو أن يوم الجمعة يوم إقبال على الله سبحانه وتعالى، ومن أوسع أبواب الإقبال عليه هو الانكسار لله سبحانه وتعالى، وكون أن قرآن الفجر الذي هو "مشهود" يشتمل على سجدة يفتح الباب بأننا ندخل على الله سبحانه وتعالى بلا حول ولا قوة فيسعدنا الله سعادة بالغة، فهذا السبب الذي يجعل تلاوة القرآن في أول ركعة تحتوي على سجدة، يقول الورداني "فهذه السجدة نعلن فيها أننا نقبل على الله وأن فرحنا بالله سبحانه وتعالى يكون بلا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى".

قراءة سورتي السجدة والإنسان فجر الجمعة

وبحسب دار الإفتاء المصرية فإن قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة من السنن التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد ذلك في "الصحيحين"، بل جاء في رواية الطبراني أنه صلى الله عليه وآله وسلم "كان يُديم ذلك"، وهذا يدفع اعتراض مَن ينكر المداومة على ذلك، أو من يدَّعي أن من السنة ترك السنة؛ فإن هذا كلام غير صحيح على عمومه، ولو فُهِم على ظاهره لكان تناقضًا؛ إذ حقيقة المستحب والمندوب والسنة هو ما أُمِر بفعله أمرًا غير جازم؛ فهو مأمور به وليس بمستحبٍّ تركُه أصلًا، بل المستحبُّ تركُه إنما هو المكروه الذي نُهِيَ عن فعله نهيًا غير جازم، فصار تركُه لذلك مستحبًّا.

وتابعت: قد كان فعل الصحابة رضي الله عنهم على خلاف هذه المقولة؛ فكانوا يتعاملون مع المستحب والمندوب من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكأنه واجب، فيداومون على فعله ويتلاومون على تركه؛ حرصًا منهم على التأسي بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في كل صغيرة وكبيرة من أفعاله الشريفة، حتى كان بعضهم يتأسى بأفعاله الجِبِلِّيَّة صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد روى ابن أبي شيبة في "المصنَّف" عن الشَّعْبِي رحمه الله تعالى أنه قال: "ما شهدت ابن عباس قرأ يوم الجمعة إلا بـ﴿تَنْزِيل﴾ و﴿هَلْ أَتَى﴾".

وشددت: لعل مقصود من قال ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يترك بعض المستحبات خوفًا من أن تُفرض على أمته أو يظن الناس أنها واجب، وأن العَالِم والمقتَدَى به قد يفعل ذلك لنفس الغرض؛ وذلك من باب سد الذرائع كما يقوله بعض العلماء من المالكية وغيرهم، والتحقيق أن التوسع في باب سد الذرائع غير مَرضِيٍّ، وقد يُتَصَوَّر هذا قبل استقرار الأحكام، أما بعد استقرارها وتميز المستحب من الواجب فلا مدخل لهذه المقولة، ولا مجال للأخذ بها، فضلًا عن أنَّ هذه السنة بخصوصها ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومة عليها.

وأكدت: لا يصح أن يُجعَل سدُّ الذرائع وأمثال هذه المقولات حاجزًا بين الناس وبين المواظبة على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال أهل العلم: "سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالاتِّباع على كل حال".