شخصيات من التاريخ.. "الثعالبي".. إمام أهل اللغة

كان حاضر الذهن.. كثير الحفظ.. فعُرف بـ"حافظ نيسابور"
لقب بـ"جاحظ زمانه" وزادت مؤلفاته على الثمانين
سحر البلاغة وسر البراعة أهم كتبه وقسمه إلى 14 جزءًا
هو عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الذي يعرف بأبي منصور الثعالبي النيسابوري، أديب عربي لقب بالثعالبي لأنه كان "فرَّاء" يخيط جلود الثعالب ويعملها، وإذا عرفنا أنه كان يؤدب الصبيان في كُتّاب استطعنا أن نقول جازمين إن عمل الجلود لم يكن صناعة يعيش بها، ويحيا لأجلها، بل كانت من الأعمال التي يعالجها المؤدبون في الكتاتيب وهم يقومون بالتأديب والتعليم، وما أشبه هذا الحال بحال مؤدبي الصبيان في مكاتب القرية المصرية في عهد مضى، وقد شد كل منهم خيوط الصوف إلى رقبته والمغزل في يده.
كان الثعالبي واعيا كثير الحفظ، فعرف بحافظ نيسابور، وأوتى حظا من البيان أكثر مما كان فيه أقرانه، فلقب بـ"جاحظ زمانه"، وعاش بنيسابور حجة فيما يروي، ثقة فيما يحدث، متمكنا في علمه، ضليعا في فنه، فقصد إليه القاصدون، يضربون إليه آباط الإبل، بعد أن سار ذكره في الآفاق سير المثل.
عاش الثعالبي بنيسابور، وكان هو ووالد الباخرزي صديقين لَصيقَيْ الدار، وقرينيْ جوار، تدور بينهما كتب الإخوانيات، ويتعارضان قصائد المجاوبات، ونشأ الباخرزي في حجر الثعالبي، وتأدب بأدبه، واهتدى بهديه، وكان له أبا ثانيا، يحدوه بعطفه، ويحنو عليه ويرأف به، ذكر تلك الصلة الباخرزي، ونقل عن الثعالبي فيما نقل عنه في كتابه «دمية القصر» أشعارا له رواها أبوه عنه إلا أنه لم يذكر لنا شيئا مما جرى بين الشيخين الصديقين.
للثعالبي عشرات المؤلفات في مختلف المجالات استطاع المؤرخ الصفدي أن يجمعها في موسوعته، فقد انفرد من بين المراجع جميعها بذكر هذه الكتب الوفيرة وأكثر الظن أنه ليس للثعالبي بعد ما ذكره الصفدي شيء آخر، ومن هذه الكتب، كتاب أجناس التنجيس، أحاسن المحاسن، أحسن ما سمعت، كتاب الأحاسن من بدائع البلغاء، كتاب الأدب مما للناس فيه من أرب، كتاب إعجاز الإيجاز، غرر أخبار ملوك فارس، الأعداد، أفراد المعاني، الاقتباس، الأمثال والتشبيهات، أنس الشعراء، الأنيس في غزل التجنيس، بهجة المشتاق، التجنيس، تحفة الوزراء، التحسين والتقبيح، ترجمة الكاتب في آداب الصاحب، التفاحة، تفضل المقتدرين وتنصل المعتذرين، التمثيل والمحاضرة في الحكم والمناظرة، الثلج والمطر، ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، حجة العقل، حشو اللوزينج، حلي العقد، خاص الخاص، خصائص الفضائل، الخولة وشاهيات، ديوان أشعاره، سجع المنثور، سِحر البلاغة وسر البراعة، سحر البيان، سر الأدب في مجاري كلام العرب، سر البيان، سر الوزارة، السياسة، الشكوي والعتاب وما وقع للخلان والأصحاب، الشمس، الشوق، صفة الشعر والنثر.
ومن مؤلفاته أيضا طبقات الملوك، الظَّرْف من شعر البُسْتي، الطرائف واللطائف، عنوان المعارف، عيون النوادر، غرر المضاحك، الغلمان، الفرائد والقلائد، الفصول الفارسية، الفصول في الفضول، فقه اللغة، الكشف والبيان، الكناية والتعريض، كنز الكتاب، لباب الأحاسن، لطائف الظرفاء، لطائف المعارف، اللطيف الطيب، اللمع والفضة، ما جري بين المتنبي وسيف الدولة، المبهج، المتشابه لفظا وخطا، مدح الشيء وذمه، المديح، مرآة المروآت، المضاف والمنسوب، مفتاح الفصاحة، المقصور والممدود، مكارم الأخلاق، ملح البراعة، كتاب المُلَح والطُرَف، كتاب نمادمة الملوك، كتاب من أعوزه المطرب، كتاب من غاب عنه المؤنس، كتاب المنتحل، مؤنس الوحيد في المحاضرات، نثر النظم وحل العقد، نسيم الأنس، نسيم السحر، النهاية في الكناية، النوادر والبوادر، الورد، يتيمة الدهر، يتيمة اليتيمة، يواقيت المواقيت.