الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المسجد ينشئ مجتمعا.. علي جمعة: النبي جعله من أركان الدولة لهذا السبب

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، ترك فينا كتاب الله عز وجل .

رسالة المسجد  

وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه سبحانه وتعالى قد مَنَّ علينا به، كلمة أخيرة للبشرية، فجعل رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  خاتمًا للأنبياء والمرسلين، والذي تركنا على المحجة البيضاء.

وأضاف: وفيها يوصينا رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  -كما ورد في الكتاب، وورد في سنته الشريفة المشرفة- بالمساجد، في عمارتها بنيانًا، وفي وظيفتها لبناء الإنسان، منوهًا بأن العمارة معنى روحي، لا يقف عند البنيان، بل يسبق ذلك ويتلوه: بناء الإنسان، وما بين عمارة البنيان، وبين عمارة الإنسان، يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى برسالة المسجد.

وتابع: ولذلك فإن رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  يقول: «مَنْ بنى لله مسجدًا ولو كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، بنى الله له بيتًا في الجنة»، مشيرًا إلى أن البناء كما يكون بالتشييد ابتداءً، فإنه يكون بالعمارة والترميم انتهاءً.

المسجد ينشيء مجتمعا

ونبه إلى أننا إذا ما وسعنا المسجد، كما وسع الصحابة الكرام مسجد رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- ، كانوا من المعمرين لبنيانه، وكانوا أيضًا من المعمرين لإنسانه؛ لأن المسجد في بنائه، هو أمر مهم، اهتم به رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  وجعله ركن من أركان الدولة، عندما استقر بالمدينة المنورة، وترك ناقته حتى وصلت إلى مكان المسجد الذي نذهب إليه لزيارة المصطفى  -صلى الله عليه وسلم- ، فكانت بداية الدولة.

وأشار إلى أن في هذا المسجد، علم رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  جيلًا من الصحابة، خرجوا ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، خرجوا ليدعوا الناس إلى الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، في عبادته سبحانه.

واستشهد بقوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ، وفي عمارة الكون -سبحانه وتعالى- كما أمر: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }، {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} ، وفي تزكية النفس: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.

وأفاد بأن المسجد ينشئ مجتمعًا، لا أقول: أنه يخدم من حوله كخدمة مؤسسات المجتمع المدني، كما يحلو لكثير أن يطلق عليها، بل لم يفرق ربنا سبحانه وتعالى بين جماعة المؤمنين الربانيين، وبين مدني، وغير مدني، بل جعل الجميع يعمرون، ويعبدون في نسق واحد: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}