الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماتت بعد أخوها بأسبوعين.. أسرة البحيرة تفقد ابنين في شهر| تفاصيل مأساوية

تشييع جثمان الطالبة
تشييع جثمان الطالبة شروق

أحزان وأوجاع أسرة لم تجف دموعهم على فقدان ابنهم الأكبر محمد الذي توفي قبل أسبوعين أثناء عمله، صعقا بالكهرباء على سقالة، لتلحق به شقيقته الصغرى شروق أثناء امتحان الشهادة الإعدادية في البحيرة، تاركة الحزن وآلام الفراق لوالديها من جديد.

شروق ومحمد 

الحزن يخيم على الأسرة

لم تكد الأسرة تفيق من مأساة وفاة محمد، الابن الأكبر الذي وافته المنية أثناء عمله منذ أسبوعين فقط، حتى جاءت الصدمة الثانية بوفاة شقيقته الصغرى شروق، لتتضاعف أحزان وآلام الوالدين المكلومين على فقدان أعز ما يمتلكاه في الدنيا.

يقول عبد المنعم الشريف، أحد أهالي القرية: "محمد كان شغال فني كهرباء، ومن أسبوعين بس اتكهرب على سقالة، ومات كان يوم ثلاثاء برضه زيها ربنا يصبر أهاليهم".

وأوضح محمد خليف، أحد أقارب الأسرة: "شروق طبعا كانت متأثرة بوفاة أخوها، والله أعلم حجم الضغوط اللي كانت عليها، لكنها امبارح كانت بتلف على البيوت وبتقولهم خلاص، اقلعوا الأسود، محدش يلبس أسود على محمد، الله يرحمها ماتت وهي صايمة".

ويقول جمال فتح الله: "والدة شروق في حالة انهيار، وجالها إغماء أول ما عرفت الخبر، ربنا يكون في عونها ويصبرها، ضربتين في أقل من أسبوعين".

وكانت لجنة مدرسة عبد القادر خليف الإعدادية، شهدت الثلاثاء الماضي، وفاة إحدى الطالبات قبل دخولها لأداء امتحان الشهادة الإعدادية بها، نتيجة هبوط في الدورة الدموية.

وتعرضت الطالبة شروق خليف محمد حسن لإغماء قبل دخولها اللجنة لأداء امتحان مادة الهندسة، وتم نقلها لمستشفى كفر الدوار الشاملة، حيث فاضت روحها نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.

ونعت إدارة كفر الدوار التعليمية الطالبة الراحلة عبر صفحتها على "فيسبوك"، كما نعاها عدد كبير من أهاليها وأقاربها، ومن ضمنهم أحد معلميها، ويدعى أحمد برغش وقال: "الله يرحمك يا شروق ويصبر أهلك، كنتِ ونعم الاحترام والأدب، شروق توفت في امتحان الهندسة النهارده، كانت لسه قدامي في المراجعة إمبارح وبراجع معاها".

وتلقى اللواء أحمد خلف، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مركز شرطة كفر الدوار، بإغماء الطالبة شروق خليف حسن محمد، أثناء أداء امتحان الشهادة الإعدادية، داخل لجنة امتحان مادة الهندسة للشهادة الإعدادية في لجنة رقم 511 في مدرسة عبد القادر خليف، حوالي الساعة 8.50 صباحًا قبل 10 دقائق من بدء الامتحان، ووفاتها عقب الوصول للمستشفى.

وتم نقل الطالبة المذكورة إلى مستشفى كفر الدوار في محافظة البحيرة، وتوفيت فور وصولها للمستشفى نتيجة هبوط في الدورة الدموية، ونُقلت الجثة إلى ثلاجة حفظ الموتى في مستشفى كفر الدوار العام، ووضعها تحت تصرف النيابة العامة.

وتقدم يوسف فؤاد يوسف الديب، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، والدكتور وليد زغلول عطية، مدير عام الإدارة التعليمية بمركز كفر الدوار، وعلاء الدين صبري إسماعيل صدقة، وكيل إدارة مركز كفر الدوار، بالتعازي والمواساة لأسرة الطالبة وذلك في بيان صادر على صفحة الإدارة التعليمية بكفر الدوار.

انهيار قرية كفر الدوار 

مقدرتش تسيبك لوحدك

“خد بالك من أختك يا محمد، مقدرتش تسيبك لوحدك، ليلة سعيدة عليكم النهارده يا عيالي”، هذه العبارات رددتها والدة الطالبة شروق خليف، أمام قبرها الذي قبلته بعد تشييع جثمانها، حيث توفت عقب وفاة شقيقها الأكبر محمد بأسبوعين فقط.

“مش عايزة أروح وأسيب شروق ومحمد، هروح البيت لمين! ولادي هنا خلوني معاهم”، واصلت الأم رثاء أبنائها بتلك الكلمات وسط بكاء وعويل الأسرة وإغماء صديقات طالبة البحيرة.

وتابعت والدة الطالبة قائلة: "الله يرحم ولادي ويسامحهم، عمرهم ما زعلوني، راضية بقضائك يارب وباحمدك، ادعولي ربنا يصبرني، الله يجعلكم في الجنة".

من جانبه، قال خليف محمد حسن، والد الطالبة شروق، إن وفاة ابنته صدمة وفاجعة كبرى لأسرته بصفة خاصة، ولأهالي القرية ومركز كفر الدوار ومحافظة البحيرة بصفة عامة، خاصة أن وفاتها تأتي بعد مرور 14 يومًا على وفاة شقيقها الأكبر والوحيد "محمد"، البالغ من العمر 21 عامًا، والذي لقي مصرعه نتيجة تعرضه لحادث صعق كهربائي أثناء عمله في محافظة الإسكندرية.

وتابع قائلا: “بنتي ماتت وهي صايمة، وزفة العروسة الأربعاء إن شاء الله والبلد كلها حزينة عليها، بس هي في الجنة مع أخوها العريس محمد إن شاء الله”.

وأكد محمد إبراهيم، أحد أهالي قرية البردلة، مسقط رأس الطالبة شروق، أن والدها قرر تأجيل دفنها إلى الأربعاء من صدمته عقب تلقي نبأ وفاتها الثلاثاء، وامتنع عن تناول الطعام حزنًا على ابنه وابنته.

صديقات شروق 

لم تبقَ سوى طفلة صغيرة 

وأوضح أن أسرة طالبة البحيرة تعيش حالة من الصدمة عقب فقدان اثنين من أبنائها، فلم يتبقِ لهم سوى طفلة صغيرة، معقبًا: “ربنا يصبرهم ويرحم أولادهم”.

وقال عبد المالك عبد الحميد، أحد أهالي قرية بردلة، إنه كان يسير أمام مدرسة عبد القادر خليف، المقيدة بها الطالبة شروق المتوفاة، فوجد شخصًا كان يحملها على كتفه ويخرج بها من بوابة المدرسة.

وأضاف أنه على الفور أسرع بحمل الطالبة شروق معه، ووضعوها داخل سيارة مراقب يعمل في المدرسة، واتجهوا بها على الفور إلى مستشفى كفر الدوار العام عقب تعرضها إلى حالة إغماء داخل اللجنة أثناء أداء الامتحان.

وما زالت حالة الحزن الشديد تسيطر على أهالي قرية بردلة التابعة لمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، حزنًا على وفاة الطالبة شروق خليف محمد حسن، البالغة من العمر 14 عامًا. 

تشييع جثمان الطالبة شروق