الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حاد به عن الصراط المستقيم.. علي جمعة يوضح مفهوم الفتنة وسبب الوقوع فيها

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الفتنة أي حاد به عن الصراط المستقيم، موضحاً أن الصراط المستقيم أوله العبد وآخره الله جل وعلا.

 مفهوم الفتنة

وتابع خلال برنامج “من مصر”، المذاع عبر فضائية سي بي سي:"العبد يطلب الله ورضاه ونصرته له لأنه الخالق والقوي وعلى كل شيء قدير، ومن أجل شعور الإنسان بالاحتياج لهذا الرب، فهو يقصده سبحانه، لا يجب الحيد عن هذه الحقيقة الواضحة، فيأتي الحيد عن الطريق المستقيم الوقوع في الفتنة.

كما بين الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، مفهوم فتنة الممات وكيفية العصمة منها، لافتاً أن فتنة الممات هي العقيدة التي نعتقدها، وهي أن هناك حساب وبعد الموت يوم الدين وأن هناك ثوابا وعقابا.

وأضاف، أن هذا التصور، ليس فكرة بشرية وإنما هو حقيقة، والفتنة فيها، وهي فتنة الممات، أن يعتقد أحدهم أنه ليس هناك حساب أو أنه ليس هناك قيامة أو ليس هناك جنة ولا نار، لأن هذا التصور الذي جاءت به الشريعة تأمرنا بالإيمان به ، يؤثر في سلوك الإنسان.

وأشار إلى أن الشخص الذي لا يؤمن بوجود الجنة ولا النار، فسلوكه بطبيعة الحال سيكون عبثيا ، مرة صالح ومرة ضار ولا يوجد رابط في حياته.

اهتمام المسلمين الأوائل بالفتن 

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن المسلمين اهتموا بالفتن لدرجة أنهم جعلوها عِلمًا بهدف تشخيصها وتحليلها.

وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن الفتن مدخل جيد للدراسة والتعلم والتحليل، أكثر من أنها مجرد مصائب تنزل على الناس، وقد تنفصل عنها علوم أخرى تتبع علم الاجتماع البشري.

وأشار علي جمعة إلى أنه علينا أن ندخل إلى مرحلة دعوة العلماء لدراسة هذه الأمور كأمور علمية تتبع الواقع وترصده رصدا علميا صحيحا وتعلمه وتبني على هذا التحليل كيف نتعامل حتى يفوز الإنسان بالرفاهية والسعادة، لأن هذا الدين غايته سعادة الدارين.

كثرة القتل بين الناس

في سياق متصل، شرح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، حديث النبي الذي يتحدث فيه عن الهرج وكثرة القتل بين الناس.

وقال علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، إن قديما كان الذي يموت في المعركة يفرح أهله بخبره، أما ما نراه من قتل الأهل لذويهم، فيقتل الرجل عمه وجاره، فهذا هو الهرج الذي أخبرنا به رسول الله، قائلا "حتى الجاهلية لم يحدث فيها هذا فكانوا يقفون بجوار بعضهم البعض".

وأشار إلى أن المخرج من هذه الأزمة ألا يذهب الرجل إلا لمن يحب أن يأتيه، فينشئ جو حوله يعينه على عبادة الله والالتزام بالتقوى، وألا ينفرط الحال معه.

واستشهد علي جمعة، بنص الحديث الذي يقول النبي فيه ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَهَرْجًا، قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ الْقَتْلُ فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنْ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ وَأيْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ وَأيْمُ اللَّهِ مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا ـ خاصة معنى: لا، تنزع عقولهم، أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس).