ينتظرون السجن مدى الحياة.. أرقام صادمة بحملة الهند ضد زواج الأطفال|القصة الكاملة

تشهد الهند حملة كبيرة لمحاربة زواج الأطفال، حيث تم اتخاذ إجراءات صارمة ضد تلك الظاهرة، ففي ولاية آسام الهندية وخلال بضعة أيام فقط، تم تسجيل أكثر من أربعة آلاف حالة حتى الآن، وأعتقل أكثر من ألفين ونصف.

 والمثير للاهتمام هو أن هؤلاء قد يواجهون محاكمات وأحكام قد تصل إلى السجن مدى الحياة، وفي مثل هذه الحالة، من المهم أن تعرف لماذا يحدث كل هذا فجأة بالهند؟ ولماذا هذا مهم؟

وقامت الهند بتقسيم البلاد إلى مناطق ذات ترتيب محدد، وفق نسبة انتشار زواج الأطفال بها، حيث تقوم بحملات موسعة داخل المناطق الأكثر انتشارا لتلك الظاهرة بها، ولذلك كانت الحملة ضد زواج الأطفال مستمرة في ولاية آسام منذ يوم الجمعة الماضي، وبعد القبض على هذا العدد الهائل أصبح التحدي الأكبر الآن هو تقديم لائحة الاتهام فيغضون 60 إلى 90 يومًا، وذلك وفق القانون الهندي.

أهداف الحملة

وفقا لما نشرته صحيفة أجتاك الهندية، فإن الهدف من هذه العملية برمتها هو التقليل من حالات زواج الأطفال في الولايات الهندية والقضاء عليه نهائياًفي العامين أو الثلاثة أعوام القادمة، وفق ما ذكرت السلطات الهندية، ومع ذلك، فقد كان هناك احتجاجات ضد الحملة سواء من أهالي المعتقلين الذين يحتجون على الحكومة، أو الأحزاب السياسية التي تصف ذلك بأنه عمل لتخويف الناس، لكن رئيس الوزراء هيمانتا بيسوا سارما أوضح أن هذا سيستمر حتى انتخابات الجمعية العامة 2026.

وقد قررت حكومة ولاية آسام اتخاذ إجراءات بموجب قانون POCSO ضد الرجال الذين يتزوجون من فتيات دون سن 14 عامًا، حيث كانت حكومة ولاية آسام قد وافقت مؤخرًا على هذا الاقتراح، فوفقًالذلك ، سيتم تسجيل قضية بموجب قانون POCSOضد الرجال الذين يتزوجون من فتيات دون سن 14 عامًا، في حين أن أولئك الذين يتزوجون من الفتيات في الفئة العمرية من 14 إلى 18 عامًا سيتم حجزهم بموجب قانون حظر زواج الأطفال لعام 2006.

هل يمكن أن يكون هناك عقاب؟

السن القانوني للزواج في الهند هو 21 عامًا للأولاد و 18 عامًا للفتيات، فإذا تم الزواج في سن أصغر فإنه يعتبر زواج أطفال، وهناك قانون يتعلق بزواج الأطفال في الهند قبل الاستقلال، ثم كان السن القانوني للزواج 18 عامًا للأولاد و 14 عامًا للفتيات، ثم تم تعديل هذا القانون مرة أخرى في عام 1978 ورفع السن القانوني للزواج إلى 21 سنة للأولاد و18 سنة للفتيات.

وفي عام 2006 تم تعديل القانون مرة أخرى، فأصبح زواج الأطفال جريمة غير قابلة للكفالة، وبموجب هذا القانون، يمكن معاقبة الشخص الذي يتزوج طفلاً بالسجن لمدة تصل إلى عامين وغرامة قدرها روبية واحدة، وحتى إذا تم الزواج، فإن المحكمة تعلن أنه زواج باطل، وفي الوقت نفسه، فيعام 2012، صدر قانون حماية الأطفال من الجرائمالجنسية، أي قانون POCSO لحماية الأطفال من الجرائم الجنسية.

وينطبق هذا على كل من الأولاد والبنات الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وفي عام 2019 تم تعديل هذا القانون وأضيفت عقوبة الإعدام، فبموجب هذا القانون، يمكن أن يكون هناك سجن من 7 سنوات إلى السجن مدى الحياة، وبموجب هذا القانون، إذا حكم عليه بالسجن المؤبد، وجب على المحكوم عليه أن يقضي حياته في السجن.

لتلك الأسباب تم البدء بولاية اسام

ويمكن فهم الإجراءات التي يتم اتخاذها لوقف زواج الأطفال في ولاية آسام من بعض الأرقام، فمعدل وفيات الأمهات ومعدل وفيات الأطفال حديثي الولادة مرتفع للغاية في ولاية آسام، فقد صدر العام الماضي تقرير مسح عينة المسجل (SRS). وفقًا لهذا التقرير،يبلغ معدل وفيات الأمهات في ولاية آسام أعلى نسبة في البلاد، فمن كل 195 امرأة تموت واحدة أثناء الولادة في ولاية آسام.

وفي الوقت نفسه ، يبلغ معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة 36 لكل 1000 ولادة ، بينما يبلغ المعدل الوطني 28. أي أن 36 من كل 1000 طفل في ولاية آسام يموتون بمجرد ولادتهم، كذلك تُظهر البيانات المأخوذة من المسح الوطني لصحة الأسرة -5 (NFHS-5) أن 32 % من الفتيات في الفئة العمرية من 20 إلى 24 عامًا في ولاية آسام تزوجن قبل بلوغ سن 18 عامًا. تم إجراء هذا الاستطلاع على مرحلتين في عامي 2019 و 2021، وتم الكشف أيضًا في هذا الاستطلاع أن حوالي 12 % من النساء في الفئة العمرية من 15 إلى 19 عامًا في ولاية آسام كن إما حوامل أو أصبحن أمهات.

 غضب من المسلمين

ومع ذلك، شهدت منطقة بيسو اناث، حيث 80% من السكان من الهندوس، أكبر عدد من الاعتقالات،

ولكن كان هناك حالة غضب من قبل الساسة المسلمين تجاه تلك الحملة السريعة الجارية لوقف زواج الأطفال في ولاية آسام، حيث يوصف هذا الإجراء من قبل حكومة آسام بأنه معاد للمسلمين، ويقول النائب أسعد الدين العويسي عن حيدر أباد،إن حكومة حزب بهاراتيا جاناتا في آسام تستهدف المسلمين، فيما ترد الحكومة بأن هذا الإجراء عادلوعلماني تمامًا ولا يتم استهداف أي مجتمع معين.

ويمكن أن نفهم أيضًا أن حالات زواج الأطفال هي الحد الأقصى في المناطق ذات الأغلبية المسلمة. 80% من سكان حي الذبري مسلمون، وتظهر بيانات NFHS-5 أن ما يقرب من 51% من النساء هنا في الفئة العمرية من 20 إلى 24 تزوجن قبل بلوغ سن 18 عامًا، واحتلت منطقة جنوب سلمارة،وهي منطقة أخرى ذات أغلبية مسلمة، المرتبة الثانية من حيث زواج الأطفال، وهنا 44.7٪ من الفتيات تزوجن قبل سن 18.

إحصائيات عن زواج الأطفال بالهند

بعد 75 عامًا من الاستقلال بالهند، لم تنته العديد من الممارسات السيئة، مثل زواج الأطفال، حيث يعيش أكثر من 70% من سكان البلاد في القرى ولايزال زواج الأطفال منتشرًا في القرى، ووفقًا لتعداد2011، في ذلك الوقت كان هناك 69.5% تزوج من الأولاد، و 51.6% من الفتيات في البلاد الذين تزوجوا قبل السن المحدد، ووفقًا لآخر تقرير لمسح عينة المسجل، في عام 2020 ، كان هناك 1.9 ٪ من الفتيات في جميع أنحاء البلاد تزوجن قبل سن 18 عامًا. في الوقت نفسه ، كان ما يقرب من 28% من الفتيات من هذا القبيل، وتزوجن عندما كان عمرهنبين 18 و 20 عامًا.