الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يمكن أن تأتي ليلة القدر أول رمضان؟.. آراء العلماء

ليلة القدر
ليلة القدر

هل يمكن أن تأتي ليلة القدر أول رمضان؟ عن هذا السؤال الذي قد لا يعرفه كثير من الناس ، نستعرض آراء العلماء في ليلة القدر ووقتها وعلامات ليلة القدر.

 

 

ليلة القدر أول رمضان


ذهب أحد الصحابة إلىٰ القول إنّها أوّل ليلةٍ من الشهر، وهو قول أبي رزينٍ العقيليّ الصّحابيّ لقول أنسٍ رضي الله عنه: ليلة القدر أوّل ليلةٍ من رمضان، نقلها عنهما الإمام المُحَدِث ابن حجرٍ.

وقال الحنفية: قال الإمام ابن عابدين: ليلة القدر دائرة مع رمضان، بمعنىٰ أنّها توجد كلّما وجد، فهي مختصّة به عند الإمام وصاحبيه، لكنّها عندهما في ليلةٍ معيّنةٍ منه، وعنده لا تتعيّن.

وإن كان القول الصحيح إنها في العشر الأواخر من رمضان.



علامات ليلة القدر

من علامات ليلة القدر ، صفاء السماء وسطوع النور من الشمس، وطمأنينة القلب، وانشراح صدر المؤمن، وسكون الرياح.
 

ومن العلامات التي تظهر بعد ليلة القدر، منها، أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع ، ويدل على ذلك حديث أبي بن كعب ، رضى الله عنه أنه قال "أخبرنا رسول الله أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها".

ورُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».

ورُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ».

 

دعاء ليلة القدر مكتوب

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أوصى باغتنام ليلة القدر وخيرها بترديد دعاء ليلة القدر مكتوب من سبع كلمات، وهي: « اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».

ورد دعاء ليلة القدر مكتوب قصير هذا فيما ورد عن أم المؤمنين عَائِشَةَ –رضي الله عنها-، قَالَت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ، تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي».

 

فضل ليلة القدر


ليلة القدر نزل فيها القرآن على لسان ملَك ذو قدر لرسول ذي قدر على أمة ذات قدر؛ فهذا من شرفها، قال – تعالى-: « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ..»، ( سورة البقرة: الآية 158)، وقال أيضًا: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، ( سورة القدر: الآية 1).

ليلة القدر ليلة سلام، قال - تعالى-: « سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ»، ( سورة القدر: الآية 5)، مختتمًا: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرنا بتحريها في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان.

و ليلة القدر مباركة، فيها يقدر الله – عز وجل- ما يكون من الأقدار كل عام  للأحياء والأموات، الشقي والسعيد ،الصحيح والمريض، والغني والفقير؛ لذا يجب أن نلجأ إلى الله، قال – سبحانه وتعالى- «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ»، ( سورة الدخان: الآية 4).

كما أن العبادة إلى الله في هذه الليلة خير من عبادة إنسان لربه صياما وقيامًا في ألف شهر، وفيها أيضًا تتنزل الملائكة ، قال – تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، ( سورة القدر: الآية 4).