الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبايا 17 عاما.. الكاتب طارق الطاهر يكشف حكايات وأسرارا عن جمال الغيطاني

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني

كشف الكاتب طارق الطاهر، عن بعض ذكرياته مع الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني، الذي تحل غدًا ذكرى ميلاده.

وقال الطاهر: "التقيت بالكاتب الراحل جمال الغيطاني، عقب تخرجي من كلية الآداب قسم اللغة العربية في عام 1990، ومنذ ذلك التاريخ ارتبطت به على المستوى الشخصي، بعد أن كنت حريصا دائما على قراءة الصفحة الأدبية التي كان يشرف عليها في جريدة الأخبار، وكانت تصدر في الثمانينيات يوم الأربعاء، ثم تغيرت فيما بعد لتصدر يوم الإثنين، وفي هذه الصفحة تشكلت ملامح إدارة جمال الغيطاني للعملية الثقافية، وكان نتاج هذه الصفحة، ونجاحاتها المتتالية أن صدر جريدة أخبار الأدب في يوليو 1993، وكان لي الشرف أن أكون أحد أعضاء الفريق الذي اختارهم جمال الغيطاني ليكونوا معه ضمن الرعيل الأول لأخبار الأدب، والذي ساهم معه في تأسيس أخبار الأدب، حيث مكثت لمدة عام كامل، من أجل إصدار هذه الجريدة، وقمنا بعمل عدد تجريبي واحد".

 

 

طارق الطاهر: الغيطاني انحاز لذاكرة الوطن

 

وأضاف طارق الطاهر في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد": "عندما انطلقت جريدة أخبار الأدب، في يوليو 1993، كان جمال الغيطاني ما يمكن أن أطلق عليه الأهداف الرئيسية لهذه الجريدة، وقد وضعها ببراعة شديدة انحاز فيها لذاكرة الوطن، لأنه كان طوال الوقت مهموما بتوثيق هذه الذاكرة، وذلك يروج لكونه ليس فقط صحفيًا كبيرًا وأديبًا فريدًا ولكن أيضًا كان مراسلا حربًيا، ومن هنا كان إلحاحه على أن تلعب الجريدة دورًا مهمًا للحفاظ على هذه الذاكرة الوطنية، كما استطاع جمال الغيطاني".

 

الطاهر: جمال الغيطاني كان مهموما بالترجمة

 

وأوضح: "وحرص جمال الغيطاني على أن تخرج أخبار الأدب الموهوبين من  كل أرجاء مصر المحروسة، أيضًا عند وضعه أسس أخبار الأدب اهتم بالترجمة، فكان مهمومًا طوال الوقت بالترجمة باعتبار أن الترجمة هي التي تستطيع أن تنقل الأمم من خانة إلى خانة، وأن الترجمة دليل على نهضة الأمم، وليس سرًا أن سلسلة أفاق الترجمة التي تصدر حتى الآن عن الهيئة العامة لقصور الثقافة هي إحدى أفكار الكاتب الكبير جمال الغيطاني".

وأشار طارق الطاهر: "جمال الغيطاني أدار جريدة أخبار الأدب على مدى 17 عامًا، كنت شريكا معه في أحيانا كثيرة بهذه الإدارة، بل أنه اختارني لكي أحل محله عندما سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج، وذلك في عام 2010، فهو استطاع أن يؤسس مدرسة صحفية اسمها أخبار الأدب، وجميع زملائي في هذه الجريدة الذين تربوا على يد جمال الغيطاني هم الآن، استطيع أن أقول أنهم في الصف الأول في الحياة الثقافية، سواء إبداعاتهم الصحفية أو إبداعاتهم الأدبية، فأخبار الأدب لم تكن فقط، مدرسة لتخريج الصحفيين الثقافيين، بل ايضا لدينا العديد من الموهوبين في مجالات الأدب، استطاعوا أن يكونوا جزءًا من المشهد الأدبي والثقافي".

 

معركة جمال الغيطاني بسبب قرية المريس 

 

وتابع: "ارتبط بجمال الغيطاني ارتباطا كبيرًا، وشهد على الكثير من المعارك التي خاضها الغيطاني من خلال أخبار الأدب، وفي بعض هذه المعارك كنت احد أطرافها الأساسيين، وكنا في هذه المعارك لا نبتغي سوى وجه الحقيقة، فكان أحد أهم مميزات جمال الغيطاني أنه كان لا يمتنع في أن يبذل أي جهد في سبيل الحرية، حرية الوطن، والمثقفين، وكذلك المواطن، وأتذكر هنا مشهدًا لا يمكن أن أنساه، فعندما كلفني أنا وزميلي اسامه فاروق ذات يوم أن نذهب إلى مدينة الأقصر، لا لكي نعد تحقيقا ثقافيا بل لكي نعد تحقيقا اجتماعيا وسياسيا، وكان عن أهل قرية المريس هناك، حيث تقرر في فترة ما قبل 2011 أن يتم سلب أراضي أهل القرية لصالح مشروع معين، وكتب جمال الغيطاني منددًا بالمشروع في جريدة الأخبار، وإذا به يقرر  أن ينقل المعركة إلى جريدة اخبار الأدب، وسافرنا إلى الأقصر، والتقينا بالأهالي، وأعددنا تحقيقا كبيرًا، وهذا التحقيق أحد الاسباب التي أدت إلى تراجع الدولة في تلك الفترة عن تنفيذ هذا المشروع الذي كان سيؤدي إلى سلب الآلاف من الأفدنة، من المواطنين الذين عاشوا حياتهم في هذه المنطقة".

وأنهى: " جمال الغيطاني سيظل رمزا لمجموعة من القيم المتفردة، سواء في ممارسته الصحفية أو في إبداعاته".