الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكراه.. سامح الزهار يتحدث عن ذكرياته مع جمال الغيطاني داخل القاهرة الفاطمية..خاص

سامح الزهار
سامح الزهار

ساهم الكاتب الكبير جمال الغيطاني في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربى القديم بنظرة معاصرة، وكان للأديب نجيب محفوظ تأثير واضح في بلوغه تلك المرحلة الأدبية الهامة، كان جمال سببا فى اكتشاف أجيال متتالية من الأدباء بالاضافة إلى إبداعاته الفريدة فى الأدب.
 

يقول الكاتب والمؤرخ سامح الزهار في تصريحات خاصة لـ صدى البلد: كان الراحل الكبير الأستاذ جمال الغيطاني ولا يزال علامة قاهرية كبرى، مئذنة شاهقة في سماء القاهرة التاريخية، أحد كبار العارفين المتجلين بتاريخها المادي والمعنوي، صاحب الجوانب الإنسانية الكبرى في تاريخ المدينة، عرفته كأب وصديق وأستاذ ومعلم، فكان خير الحكائين وأستاذ التاريخيين، عاش ملهمًا لكل من عرفه إنسانيًا وأدبيًا، كان بيننا عشرات اللقاءات، وقد سعدت بكوني مشرفًا على الاحتفال بسبعينيته التي أقيمت في بيت السناري بحضور رئيس مجلس الوزراء حينها المهندس إبراهيم محلب.

وضمن اللقاءات المتعددة بدروب القاهرة التاريخية وبعضها في المؤتمرات والندوات بالمكتبات العامة وبالمجلس الأعلى للثقافة فإنني أعتز بخمسة مشاهد قاهرية في حياة جمال الغيطاني التقينا فيها سويًا عدة مرات.

درب الطبلاوي

ويستطرد: كان لقاؤنا الأول في (درب الطبلاوي)، وهو المكان الذي ولد فيه الكاتب الكبير وعاش فيه فترة النشأة والتكوين متأثرًا بتاريخ المكان الذي لا ينفصل عن جغرافيته، كذلك العلاقات الإنسانية التي نشأت بيه وبين البسطاء الذين يعيشون أو يجوبون بتلك البقعة القاهرية شديدة الخصوصية، شديدة الثراء، وقد حكى لي الكثير عن علاقته بقصر المسافر خانة وكيف حزن على هذا المكان الأثري البديع لما جرى له لاحقًا من  حريق التهم معظمه.

الجمالية

وهي العالم الذي استلهم منه الأستاذ الغيطاني معظم شخصياته في عالمه الروائي والقصصي، كذلك لما ارتبط في هذا المكان بعلاقة وثيقة امتدة لعقود طويلة بالأستاذ نجيب محفوظ، أذكر جولة قمنا بها في وكالة بازرعة بالتمبكشية وكيف كان يرى أن إعادة توظيف المكان ثقافيًا سيغير من وجه الجمالية.

 

سيدنا الحسين

 

وكان بالنسبة للراحل الكبير هو مركز القيادة الروحية، أذكر مدى إعجابه الشديد بجوانب المسجد الروحية ربما قبل المعمارية، وما كان له من تخييل شعبي لقصص الرأس الشريفة، أم الغلام، والباب الأخضر.

الدرب الأحمر

 

كان الغيطاني محبًا لمساجد الدرب الأحمر عما سواها، ربما لتنوعها المعماري والتاريخي والفني، كان يخص بالذكر مساجد الصالح طلائع، جاني بك، قوصون، المهمندار، آق سنقر، قجماس الإسحاقي، ألماس الحاجب، الطنبغا المارداني، أيتمش البجاسي.

السلطان حسن

كان بين مسجد السلطان حسن والأستاذ الغيطاني علاقة خاصة جدًا، ثلاثون عامًا يزور ويحب ويناجي الحجر ويتجلى في محراب هذا المسجد المملوكي الكبير، مازلت أذكر ما حكاه لي عن علاقته بالمسجد، وقد كان له دفاعات كثيرة عن أحواله الأثرية منها ندوة كبرى عقدها في يونيو 2014.