الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل مباراة هامة.. اختفاء فريق كرة قدم تونسي بالكامل| ما القصة؟

صدى البلد

اختفى فريق تونسي بالكامل تاركاً جماهيره مصدومة بعد أن كانت تستعد لمبارياته بشغف، والسبب الهجرة إلى أوروبا، التي تزايدت بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

ولو نزل لاعبو نادي "غار الدماء" لكرة القدم إلى أرض الملعب الأسبوع الماضي، لاحتشدَ ملعب البلدة التونسية بالمشجعين، ولامتلأت أرجاء مدرَّجاته بالأطفال، وهم يلوحون بأعلام تحمل لوني الفريق الأزرق والأبيض.

فقد كان من المقرر أن يواجه النادي الذي يلعب في الدرجة الرابعة بالدوري الوطني صاحبَ المركز الثالث، نادي البطان، ولو أقيمت المباراة، لما كانت مباراة سهلة، لكن جميل مفتاحي، رئيس نادي غار الدماء، يؤمن بأن لاعبيه كان بإمكانهم الفوز في هذه المباراة.

لم تُقَم المباراة، بل اختفى فريق كرة القدم نفسه تقريباً بسبب الهجرة إلى أوروبا بعد أن غادر أكثر من 30 لاعباً من لاعبي النادي البلادَ، سعياً للوصول إلى أوروبا، مثلهم مثل آلاف التونسيين الآخرين، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

جلس مفتاحي يقلِّب في وثيقة من 4 صفحات تسرد أسماء اللاعبين في فريقه الذي لم يعد له وجود، وقال: "فقدنا 65 لاعباً في السنوات الخمس الماضية"، رحل "31 لاعباً منذ الموسم الماضي، و14 لاعباً منذ بداية العام الجديد"، فاضطررنا في شهر مارس إلى اتخاذ قرار صعب، لكن لا مفر منه، بحلِّ الفريق والتوقف عن اللعب.

وأشار مفتاحي إلى أن معظم لاعبيه السابقين وصلوا بنجاح إلى فرنسا أو إيطاليا، على حد علمه.

وطردت صربيا 5 لاعبين، وغادر آخرون البلاد بطريقة قانونية بعد أن حصلوا على تأشيرة طلاب للدراسة.

ونادي غار الدماء أحد أقدم الأندية في تونس، تأسَّس عام 1922 على يد رجل أعمال فرنسي لما كانت البلاد واقعة تحت احتلال فرنسا. 

ولم يصل النادي إلى دوري الدرجة الأولى قط، لكنه أنتج العديد من اللاعبين الموهوبين عبر تاريخه.

يقول مفتاحي: "كان هذا النادي فخر هذه المدينة"، "لكن كما ترون، لقد كان جميع اللاعبين هنا في غار الدماء لاعبين متطوعين، تتراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً. ولأنهم ليس لديهم وظائف أخرى يتكسبون منها، فقد اضطروا إلى الهجرة لضعف الموارد".

ويحتل التونسيون المرتبة الثانية بين طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى إيطاليا، فقد بلغت نسبتهم أكثر من 17% من إجمالي المهاجرين إلى الدولة الأوروبية العام الماضي. 

وقد كان للأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد تداعيات كبيرة على قطاع الرياضة.