قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل تخوض حربًا بـ16 ألف حارس؟ واشنطن تطور قوة الفضاء الأمريكية .. وتلك قصتها الكاملة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل اندلاع الحروب الدائرة حول العالم، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالمستقبل، ولا تطورات تلك الحروب، وفي ظل تلك الأجواء، تتجه الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير قوتها العسكرية، وأحدث تلك التحركات كانت بخصوص قوة الفضاء الأمريكية، والتابعة للجيش الأمريكي فما قصة تلك القوات وأهدافها، وما تفاصيل عملها خصوصا وأنها القوة الوحيدة في العالم الخاصة بالفضاء، وذلك وفق ما نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية.

اجتماعات خاصة لتطوير القوة الفضائية

ويقول الجنرال ب. تشانس سالتزمان، رئيس العمليات الفضائية، إننا يمكننا أن نفعل ما هو أفضل فيما يخص تفاصيل عمل تلك القوة، وأننا نسعى إلى ذلك، خصوصا وأن تفاصيل مهام عملها الحالية عديمة الفائدة، لذلك طلبنا من أعضاء قوة الفضاء إرسال أفكارهم لتطوير مهام عملها.

وتأتي كلمة رئيس القوة داخل مجلس الشيوخ الأمريكي أثناء جلسة استماع خاصة لمناقشة تطوير عمل تلك القوات، داخل اللجنة الفرعية للقوات المسلحة بالمجلس،وأشار رئيس العمليات الفضائية إلى أن بيان المهمة الحالية للخدمة البالغة من العمر ثلاث سنوات لا يفسر مهمة القوة الفضائية بشكل جيد.

تلك مهام القوة المكتوبة حاليا

ماذا تفعل القوة الفضائية في الواقع؟ .. هذا ما سأله كبير جنرالات الخدمة لجميع أعضائه، وفي مذكرة إلى جميع الأوصياء يوم الاثنين، وكتب سالتزمان: "لدي بعض المخاوف بشأن بيان مهمتنا الحالي، فأكثر ما يقلقني هو أن بيان المهمة لا يعكس سبب امتلاك الأمة لقوة فضائية والوظائف الحيوية التي يؤديها الحراس".

فبيان المهمة الحالي جاء نصه: "إنUSSF مسؤول عن تنظيم وتدريب وتجهيز الحراس لإجراء عمليات فضائية عالمية تعزز الطريقة التي تقاتل بها قواتنا المشتركة وقوات التحالف، بينما تقدم أيضًا خيارات عسكرية لصناع القرار لتحقيق الأهداف الوطنية، وقد تم تشكيل بيان المهمة الحالي مباشرة بعد إنشاء الخدمة في ديسمبر 2019 ، وفقًا لمتحدث باسم القوة الفضائية.

الواقع أكبر من المهام المكتوبة

وهنا يقول سالتزمان في مذكرته إن التنظيم والتدريب والتجهيز هو في الواقع عينة صغيرة لما تقوم به الخدمة،وكتب: "الأوصياء يقدمون القدرة، ويدير الحراس بعضًا من أكثر الأنظمة تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم، وبذلك، فإنهم يردعون العدوان، وفي حالة فشل الردع، فإنهم يحمون المصالح الأمريكية بالقوة العسكرية، بالإضافة إلى ذلك، فإن بيان مهمتنا الحالي طويل ومرهق، ويمكننا أن نفعل ما هو أفضل ".

وتابع: "أعضاء القوة الفضائية مسؤولون عن شراء معدات فضائية جديدة وصواريخ تتبع، وذلك أثناء مراقبة الأقمار الصناعية وعمليات الإطلاق والحطام المداري، ومشكلة هوية القوة الفضائية ليست جديدة، فمنذ نشأتها ، واجهت الخدمة صعوبة في أخذها على محمل الجد، وكذلك حاولت التخلص من ارتباطها بالرئيس السابق دونالد ترامب، بينما حاولت أيضًا توضيح أنها لا تتعلق بصيد الأجسام الطائرة المجهولة.

الفضاء مجال قتال حربي

وعندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018 أن "الفضاء مجال قتال حربي"، لم يتخيل أحد أنه في العام التالي سيعلن عن إنشاء فرع مستقل جديد في القوات المسلحة الأمريكية، أطلق عليه اسم "قوة الفضاء الأمريكية"، وعلى الرغم من أن شعار تلك القوة يبدو مشابهاً للغاية لشعار أفلام الخيال العلمي، وكان هناك الكثير من السخرية من أزيائهم ومن الفكرة برمتها، لكن في الحقيقة مهمة "قوة الفضاء الأمريكية"، لا تقل أهمية عن أي من فروع القوات المسلحة الأمريكية الأخرى.

وعلى الرغم من أسمها، لكن مهمة "قوة الفضاء الأمريكية"، لن تكون مواجهة المخلوقات الفضائية أو السفر إلى مجرات أخرى، ومواجهة التهديد العسكري من حضارات فضائية أخرى، ولكن لحماية مصالح الولايات المتحدة على الأرض من الفضاء وحماية مصالحها في الفضاء، واعتبارًا من ديسمبر 2019 أصبحت فرعاً مستقلاً من الجيش الأمريكي، ولديه رئيس العمليات الفضائية الخاص به، وهو عضو في هيئة الأركان المشتركة.

الأقمار الصناعية العسكرية والـGPS والتشويش

وأحد أهم مهام قوة الفضاء الأساسية هي تشغيل الأقمار الصناعية العسكرية الأمريكية والدفاع عنها، والمحطات الأرضية التي توفر الاتصالات والملاحة ورصد الأرض، مثل الكشف عن الصواريخ، وتوفير إنذار مبكر على التهديدات المحتملة لاتخاذ الإجراءات الدفاعية، وأيضاً تشغيل شبكة نظام تحديد المواقع العالمي، أوGPS ، التي تم تطويرها في الأصل من قبل القوة الجوية الأمريكية، ولكنها أصبحت متاحة للجمهور.

كما توضح قوة الفضاء الأمريكية على موقعها الرسمي حول أهمية وجودها: "الوصول غير المقيد إلى الفضاء أمر حيوي للدفاع الوطني، فأنظمة الفضاء منسوجة في نسيج طريقتنا في الحياة، ويؤثر الفضاء على كل جزء من حياتنا اليومية تقريباً وهو أساسي لنظامنا الاقتصادي، فعلى سبيل المثال، لا تعمل الأقمار الصناعية على تشغيل تقنيةGPS التي نستخدمها يومياً فحسب، بل تتيح لنا تصفح الويب والاتصال بأصدقائنا، وتمكين المستجيبين الأوائل من التواصل مع بعضهم البعض في أوقات الأزمات، ومعاملات السوق المالية العالمية ، وحتى السماح لنا باستخدام بطاقات الائتمان في محطات الوقود".

وتمتلك القوة الفضائية في ترسانتها "جهاز تشويش" أرضي يمكنه منع إرسال أقمار العدو الصناعية، ويعتقد أيضاً أن لديها قدرات فضائية هجومية أخرى، كذلك تتضمن مهمة أخرى من مهامها تتبع الحطام الفضائي، مثل الأقمار الصناعية التي لم تعد تعمل وغيرها من "النفايات الفضائية" والتي يمكن أن تتداخل مع المركبات الفضائية الأخرى أو تهدد حياة رواد الفضاء.

الفكرة بدايتها حرب الخليج

كانت فكرة القوات المسلحة الأمريكية المسؤولة عن مهام الفضاء كانت موجودة منذ التسعينيات، عندما بدأت الولايات المتحدة الاعتماد على الأقمار الصناعية أثناء القتال البري في حرب الخليج، وكذلك في عام 2001، نظرت لجنة برئاسة وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد في الاقتراح.

لكنها لم تطبق بشكل رسمي حتى وصول دونالد ترامب، إلى السلطة، وفي 2018 ترامب، البنتاغون لبدء التخطيط للفرع الجديد، "يجب أن تكون لدينا هيمنة أمريكية في الفضاء"، حيث تم إنشاء الفرع رسمياً بموجب قانون وقع عليه ترامب في 2019.

لتلك الأسباب سخر الأمريكان من المشروع في البداية

وبدأت السخرية من المشروع برمته منذ بداية الإعلان عن تصميم شعار قوة الفضاء الأمريكية، الذي بدا لحد كبير شبيهاً بشعار قوة الفضاء في مسلسل الخيال العلمي "Star Trek"،ولكن قيادة "قوة الفضاء الأمريكية" عندما طرحت الشعار الرسمي دافعت عن التصميم، مشيرة إلى أن الشكل المثلث تم استخدمه في شعارات الفضاء منذ وقت بعيد يعود إلى عام 1961، قبل سنوات من ظهور مسلسل "Star Trek" لأول مرة.

لكن السخرية والمقارنة لم تتوقف على الشعار فحسب بل حتى مع الفيديو الدعائي للقوة الفضائية نفسها،حيث ظهر الزي الرسمي لأفرادها شبيهاً لحد كبير بأزياء مسلسلات الخيال العلمي الخاصة بالفضاء، على عكس الأزياء التي يرتديها معظم أفراد القوات المسلحة الأمريكية، وأفراد الجيش الأمريكي بكل فروعه.

ذكر موقعmilitary أن ترامب أخبر ذات مرة كبار المسؤولين العسكريين أن السيدة الأولى ميلانيا ترامب "يجب أن تساعد في تصميم زي القوة الفضائية بسبب إحساسها بالموضة الذي لا تشوبه شائبة".

16 ألف قوام القوة

لديها الآن 16000 فرد ، يُعرفون باسم "Guardians" أو "الحراس"، وهي تسمية أخرى أثارت سخرية بسبب الشبه بينها وبين اسم فيلم عالم مارفل السينمائي، "Guardians of the Galaxy"، وعلى الرغم من الفضاء الواسع، لكن قوة الفضاء الأمريكية تعتبر أصغر فرع عسكري مستقل في القوات المسلحة الأمريكية، كمثال يبلغ حجم سلاح مشاة البحرية ما يقرب من 180 ألف فرد، بينما لا يتجاوز عدد أفراد قوة الفضاء الأمريكية 16 ألف فرد.

ومع أن البعض يطالب بإلغاء قوة الفضاء ودمجها مع القوة الجوية، لتقليل الميزانية العسكرية، أو لكونها قراراً صدر عن ترامب، وما يقرب من ثلاثين مجموعة دعت الرئيس بايدن لإلغاء الفرع الناشئ، من بين تخفيضات مقترحة أخرى في الميزانية العسكرية، ولكن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين باساكي، حسمت مسألة ما إذا كان الرئيس بايدن سيفكك الفرع السادس والأحدث من الجيش، قائلة إن الإدارة "لن تعيد النظر في قرار إنشاء القوة الفضائية التي أنشأها دونالد ترامب".