الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الغش في الامتحانات.. وهل يجوز تعاطف المراقب مع الطلاب

الغش في الامتحانات
الغش في الامتحانات

يعتبر الغش في الامتحانات من الظواهر السلبية التي تهدد نظام التعليم وتمس بمبدأ النزاهة والعدالة باستخدام وسائل غير مشروعة أو غير أخلاقية للحصول على درجات أعلى أو نتائج مزورة في الامتحانات.

وفي الشرع الشريف، يعتبر الغش في الامتحانات من الأعمال المحرمة والمنكرة. ينبغي على المسلمين أن يتجنبوا الغش في أي صورة من الصور، سواء في الامتحانات أو غيرها من المجالات. يعتبر الغش خيانة للأمانة والصدق، وينافي القيم الأخلاقية والإسلامية.

ويحث الإسلام على النزاهة والعدل والأمانة في جميع الأعمال والمعاملات. يجب على المسلمين السعي للحصول على المعرفة والتعليم بجد واجتهاد، وعندما يأتي وقت الامتحان، ينبغي عليهم أن يعتمدوا على المعرفة والاستعداد الجيد للامتحان بدلاً من الغش.


وفي هذا السياق تلقت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، سؤالا من أحد المواطنين يقول "حكم تعاطف الطلاب مع بعضهم أو تعاطف المراقب فيتغافل أو يسهل الغش في الامتحانات".

وأوضحت لجنة الفتوى في إجابتها أن البعض يلجأ لفعل الأعاجيب وابتكار الحيل للغش في الامتحانات، وقد نسوا أنهم بهذا يخدعون أنفسهم ووطنهم وهم لا يشعرون، وقد يعرض الطالب نفسه للحرمان من الدراسة عقوبة له على سلوك ذلك السبيل المنحرف، فالغش في الامتحان حرام شرعا قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي . صحيح مسلم (1/ 99)

وأضافت: ربما يتعاطف بعض الطلاب مع زملائهم أو يتعاطف الملاحظ مع الطلاب ويظن أن هذه شفقة منه ورحمة، ولكن الحقيقة أنه يشترك في فعل محرَّم شرعا لأن المعاونة على الحرام حرام قال تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) } المائدة: 2.

وأشارت إلى أن المراقب الذي يسمح للطلاب بالغش يُعدُّ من شهَّاد الزور، ويصير مكسبه خبيثا وآكلا للحرام، لأنه يتقاضى أجره لضبط الامتحان لا للسمر مع رفقائه، ولا للجلوس أو العبث بالهاتف أو قراءة القرآن في وقت اللجنة بل عليه أن يضبط الامتحان إقامة للشهادة التي أمره الله بها، وإبراء للذمة قال تعالى {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} [الطلاق: 2]. وإقامة الشهادة أداؤها على وجهها الذي ينبغي.

الغش في الامتحان
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن الغش في الامتحانات سلوكٌ مُحرَّم، يُهدِر الحقوق، ويهدمُ مبدأ تكافؤ الفُرص، ويُؤثّر بالسّلب على مصالح الفرد والأمة.

 

وأضاف الأزهر في إجابته عن سؤال: «ما حكم الغش في الامتحان ؟»، أن الإسلام حثّ على طلب العلم، ورغّب في تحصيله بجدّ واجتهاد، وبيَّن أن لطالبِ العلم آدابًا لا بد وأن يتحلَّى بها كالإخلاص لله، وتقواه عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، والتَّحلي بمكارم الأخلاق، والبعد عن كل ما يُغضِب اللهَ سبحانه ويُنافي الفضائلَ والمحامد.

 

وتابع: الغش في الامتحانات سلوك مُحرَّم يُهدر الحقوق، ويمنحها لغير أَكْفَاء، ويُسوي بين المُجدِّ المُتقِن والكسلان المُهمل، ويهدم مبدأ تكافؤ الفُرص؛ الأمر الذي يُضعف من هِمَّة المُجدِّين عن مواصلة طلب العلم، ويُوسِّد الأمور إلى غير أهلها؛ ومِن ثمَّ يُضعف الأمم وينال من عزمها وتقدُّمها؛ فحق العالم هو التقديم والرِّفعة؛ قال سبحانه: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» (المجادلة: 11)، وقال أيضًا: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ». (الزمر: 9)

وأكمل: جعل الإسلامُ المُعاونةَ على الإثم إثمًا، وشراكةً لصاحب الجريمة في جرمه، وقضى ألا تكون الإعانة إلَّا على معروف؛ قال الله تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (المائدة: 2)

 

ماذا قال النبي على الغش؟

واستطرد: نفى سيدُنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الغشَّاش كمال الإيمان، وتبرأ من صفة الغش التي لا ينبغي أن يتصف بها مُسلمٌ مُنتسب لسنته ودينه؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» (أخرجه مسلم)، وهذا الحديث عام يشمل كل أنواع الغش في الامتحانات وغيرها.