الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وتونس .. لقاء ودي أخوي بامتياز احتضنته عاصمة الأنوار باريس| تفاصيل

السيسي وقيس سعيد
السيسي وقيس سعيد

تتميز العلاقات المصرية التونسية بمتانتها وقوتها فهي تضرب بجذورها عمق التاريخ بين الشعبين الصديقين وذلك في ظل القيادة الحكيمة للبلدين والتي ظهرت جليا في لقاءات عديدة بين كبار مسئولي الدولتين.

 السيسي وقيس سعيد

علاقات ثنائية أخوية 

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، في باريس، مع الرئيس التونسي قيس سعيد، وذلك على هامش انعقاد قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد.

وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أشاد بتميز العلاقات الثنائية الأخوية بين مصر وتونس، مؤكدًا دعم مصر لتونس خلال الظرف الدقيق الراهن الذي تمر به، وشدد على حرص مصر على مواصلة الدفع قدماً بأطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة.

من جانبه؛ أكد الرئيس التونسي اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من روابط وعلاقات وثيقة على المستويين الرسمي والشعبي، مثمناً ما حققته مصر خلال السنوات الماضية على الصعيد الداخلي من إنجازات في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، فضلاً عن ثقلها السياسي البارز على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على العمل الإفريقي والعربي المشترك، وجهود التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول التباحث حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن تبادل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الجهود الدولية لإصلاح النظام المالي العالمي في ضوء الأزمة التي يمر بها، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة إضفاء مزيد من العدالة وتحسين آليات منظومة التمويل العالمي، لاحتواء التداعيات السلبية الكبيرة الناتجة عن الأزمات المركبة، وخاصة على الدول النامية.

 نزار الجليدي

لقاء عاصمة الأنوار 

في هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس التونسي قيس سعيد على هامش قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد لم يكن صدفة بل هو لقاء مهم بل والاهم ومن اكبر الاجتماعات التي عقدت حيث حديث الأشقاء حول العلاقات الواسعة والممتدة خاصة في ظل ظرف عالمي سياسي متغير بعد قيام الحرب الروسية الاوكرانية .

وأضاف المحلل السياسي التونسي خلال تصريحات خاصة لــ"صدى البلد" أنه قد التقى الرئيسان ليتحدثان بكل صراحة عن الإملائيات والإشكاليات الموجودة في منطقة شرق المتوسط ، والمنطقة العربية لعل أهمها “ليبيا المجروحة ” و “السودان الجريح ” لذلك كان اللقاء أخوي اولاً ، واجتماعي سياسي ثانياً، وكذلك لقاء فيه تناول حقيقة الاشياء كما هي في زمن تذهب تعبئة الموارد للدول الاكثر غنى ، والدول الفقيرة مازالت تعاني. 

وأستكمل نزار جليدي حديثه وقال إن هذا اللقاء أتى من أجل توطيد القرار السياسي المشترك وتوسيع العلاقات المصرية التونسية ، وبسط الرؤية التونسية في مسألة الهجرة ومصر معنية بذلك، فضلاً عن الرؤية التونسية بليبيا ومصر ايضاً معنية بذلك من أجل أمنها القومي، وكذلك التداخل بين المصلحة والمنفعة والمشاريع المشتركة بين البلدين، وبالتالي كان هذا اللقاء لقاء ودي أخوي بامتياز احتضنته عاصمة الأنوار باريس.

وتابع المحلل السياسي التونسي: أن تونس ومصر من الدول المهمة التي حضرت هذا الاجتماع ومتوقع يوم غداً أن تكون الرؤية المصرية التونسية مقبولة ، وذلك لإنجاز نظام عالمي يحترم الشعوب، ويقدر مقدرات الشعوب التي تنوي أن تكون لها مكانة هامة في العالم، مشيراً إلى ان ان العالم سينحني لدول شرق المتوسط، والدول الاكثر تأثيراً في المشاكل الهامة، ولفت إلى أن مصر قلب العالم في القرار السياسي العربي ، وتونس قلب العالم في شرق المتوسط.

وحسب دراسة قام بها المرصد المصري فإنه منذ عقد الانتخابات الرئاسية في تونس في أكتوبر 2019، كانت مصر من أوائل المهنئين للدولة التونسية وللشعب التونسي بتنفيذ الاستحقاق الرئاسي، متمنيه للرئيس قيس سعيد السداد والتوفيق، وكانت من أوائل الدول التي سارعت بالاطمئنان على صحة الرئيس التونسي، عقب قضية الطرد المشبوه الموجه للضرر بصحة الرئيس سعيد. وقد زار الرئيس السيسي تونس مارس 2019، وشارك في القمة العربية.

وأضافت الدراسة : ومن منطلق دور مصر المحوري كقوة متوسطة في المنطقة وداعمة لأمنه واستقراره ومساندتها لأشقائها العرب، أرسلت مصر إلى تونس في يوليو 2021 في إطار أزمة كورونا المتفاقمة طائرتين تحملان أدوية ومستلزمات طبية، أيضا خرج بيان وزارة الخارجية المصرية في إطار القرارات الأخيرة التي أتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو 2021 مؤيدًا وداعمًا للشعب التونسي ولأمن واستقرار الدولة وهذا ليس جديدا على مصر، فدائما ما تتمثل ثوابت السياسية الخارجية المصرية في؛ الحفاظ على الدولة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وارتباط الأمن القومي المصري بأمن واستقرار هذه الدول.

وأستكملت : أيضا ساندت تونس مصر في أزمة السد الإثيوبي وباعتبارها عضو غير دائم في مجلس الأمن، كانت تونس من أوائل الدول الداعمة للموقف المصري والسوداني في ملف السد الإثيوبي، وتقدمت بمشروع للمجلس للتوصل لاتفاق ملزم بين الدول الثلاث حول تشغيل السد خلال ستة أشهر. وأعلن الرئيس قيس سعيد خلال زيارته إلى مصر في الفترة من 9-11 أبريل 2021 أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي التونسي. 

وأكدت الدراسة : فالعلاقات المصرية التونسية؛ هي علاقات تاريخية وراسخة وليست وليدة اللحظة، وقد شهدت توافقًا وتميزت بالإيجابية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وخلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث دعمت مصر الحركة الوطنية التونسية وكفاحها ضد الاحتلال الفرنسي، كما تبنت مصر القضية التونسية في مجلس الأمن آنذاك. وهناك توافق بين الدولتين حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تمس أمن البلدين خاصة، والأمن العربي عامة، ومنها: مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية والملف الليبي. كل من مصر وتونس عضوين في اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار الليبي، ووقعا في السابق مع الجزائر إعلان تونس الوزاري لدعم التسوية السياسية في ليبيا في فبراير 2017. 

وأشارت الدراسة : أيضا حظيت العلاقات بين الدولتين باهتمام على المستوى الاقتصادي حيث بلغ التبادل التجاري بين مصر وتونس 572.3 مليون دولار في 2019 وفقا لمكتب التمثيل التجاري المصري في تونس. وتمثل الاستثمارات المصرية في تونس ما يقرب من 2.5 مليون دولار، وقد بلغت الاستثمارات التونسية في مصر ما يقرب من 35 مليون دولار في قطاعات السياحة والصناعات الغذائية والاتصالات في عام 2019.