الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة السيسي لقادة القارة كاشفة.. هكذا تدخلت مصر لدعم أفريقيا وقت الأزمات؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

استضافت اليوم العاصمة الكينية نيروبي، أعمال قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقي، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وصل العاصمة الكينية نيروبي السبت.

قمة نيروبي لقادة إفريقيا 

وألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة في أعمال قمة منتصف العام التنسيقية، أكد فيها أن مصر تؤمن بمحورية مسار التكامل الإقليمى لدفع معدلات التنمية فى دولنا الأفريقية وتعزيز سبل الاستقرار بها.

وشدد الرئيس السيسي، على أن مصر تتولي رئاسة وكالة الاتحاد الأفريقي الإنمائية (النيباد)، في ظروف بالغة الدقة، تتزامن مع تغيرات ملموسة على المستويين الدولي والإقليمي على الأصعدة السياسية والاقتصادية، وبما بات يتطلب تكاتف جهودنا لمواجهة التحديات التي تواجه شعوبنا، وتؤثر على قدرتنا على الاستمرار فى المسار التنموى لدولنا الأفريقية.

وتابع الرئيس السيسى، أنه لمن دواعى سروري أن أتواجد معكم في العاصمة الكينية نيروبي للمُشاركة في أعمال الدورة الخامسة لاجتماع مُنتصف العام التنسيقى التابع للاتحاد الأفريقي، وهو الاجتماع الذي عُقدت نسخته الأولى تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في دولة النيجر الشقيقة في 2019. 

وتوجه الرئيس السيسى بخالص التقدير إلى الرئيس "ويليام روتو"، رئيس جمهورية كينيا، على ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما توجه بالشكر إلى فريق عمل مفوضية الاتحاد الأفريقى تحت قيادة "موسى فقيه" على حسن الإعداد والترتيب لفعاليات اجتماعنا اليوم.

وأضاف الرئيس السيسى: "لقد تشرفت - بناء على ثقتكم - بتولى رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية "النيباد" لعامى 2023 و2024، مضيفًا: اتصالًا بما تقدم، وضعت مصر أمام أعينها أهدافا مُحددةً خلال رئاستها للنيباد، ترتكز على دفع معدلات التكامل الاقتصادى واقتراح حلول لمواجهة التحديات القائمة، وهى الأولويات التى سيتم العمل على تنفيذها عبر التنسيق مع سكرتارية النيباد، برئاسة المديرة التنفيذية ناردوس بيكيلى، ومن خلال التشاور المستمر مع الدول الأفريقية الشقيقة".

ولفت الرئيس السيسى إلى سعى مصر لتسريع تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية 2063، وعبر الاستفادة من الخبرات والإمكانات المصرية، بما فى ذلك شركات القطاع الخاص فى مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات، وهى على أتم استعداد لتوفير الدعم اللازم للدول الأفريقية الشقيقة فى مسارها التنموي.

أولويات على أجندة مصر

ومن جانبها، قالت الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ وأمينة الشؤون السياسية بحزب حماة الوطن: إن مشاركة الرئيس السيسي قمة النيباد في العاصمة نيروبي تمثل أهمية كبيرة في ضوء جهود مصر لمساعدة القارة والدفاع عن قضاياها.

وأشارت النائبة إلى أن كلمة الرئيس السيسي عكست رؤية مصر الخاصة بقيادة وكالتها التنموية "النيباد" على مدار العامين المقبلين، والتي اوضحت اهداف مصر خلال رئاستها للنيباد، والتي ترتكز على دفع معدلات التكامل الاقتصادى واقتراح حلول لمواجهة التحديات القائمة. 

وأضاف "سليمان"، خلال تصريحات لها، أن الرئيس حدد الأولويات التى سيتم العمل على تنفيذها عبر التنسيق مع سكرتارية النيباد، ومن خلال التشاور المستمر مع الدول الإفريقية، بما يعمل على تسريع تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية 2063، وعبر الاستفادة من الخبرات والإمكانات المصرية.

وأكدت "سليمان"، أن الرئيس كان واضحا في استعراض أبرز الأولويات المصرية لرئاسة النيباد على مدار العامين المقبلين: وهي سرعة الانتهاء من الخطة العشرية الثانية لتنفيذ أجندة التنمية الإفريقية "2024 - 2034"، واستمرار جهود حشد الموارد المالية فى المجالات ذات الأولوية، وعلى رأسها تطوير البنية التحتية، فى إطار برنامج تنمية البنية التحتية الإفريقية، ومنها مشروع الربط الملاحى بين البحر المتوسط وبحيرة فكتوريا والطريق البرى الرابط بين القاهرة وكيب تاون، بالإضافة إلى استمرار المساعى لتعزيز دور القطاع الصناعى فى الدول الإفريقية، والانخراط فى سلاسل القيمة المضافة عالميا، عبر تحفيز تنوع الصناعات الأفريقية.

حشد الموارد في القارة

وأوضحت أن اقتراح الرئيس السيسي بتبنى مقترح سكرتارية "النيباد"؛ لإطلاق مبادرة "فريق أفريقيا لحشد الموارد" وذلك لتحديد الاحتياجات التمويلية للقارة الأفريقية.

وواصلت أن الإسراع نحو تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الحرة القارية، من الأولويات ايضا، فضلا عن ضرورة المضى قدما فى حشد الموارد اللازمة، لبرنامج الرابطة الثلاثية بين السلم والأمن والتنمية، والذى يتشارك فى أولوياته وأهدافه مع ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، من خلال تنسيق سكرتارية النيباد مع مفوضية السلم والأمن والشؤون السياسية بالاتحاد الإفريقى، ومركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات الذى تستضيفه "القاهرة".

ومن جانبه، قالت الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر، إن مشاركة الرئيس السيسي في أعمال القمة التنسيقية الخامسة لمنتصف العام للاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية والدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي و التى عقدت اليوم بالعاصمة الكينية نيروبي، جاءت في إطار الجهود التنموية التي قام بها الرئيس السيسي داخل القارة السمراء، لافتة أن القمة تستهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التكامل التجاري بين دول القارة.

وأضافت "مديح"، خلال تصريحات لها، أن المشاركة في أعمال القمة جاءت بناء على الانخراط النشط لمصر في القارة السمراء، فضلا عن الدور الفاعل والمحوري الذي لعبته مصر عند رئاستها قمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الافريقية "الكوميسا" لمدة عامين، وكذلك ريادة مصر لجهود التنمية والإعمار بالقارة، مؤكدة أن القمة تبحث إنشاء سوق إفريقية مشتركة لتسريع التجارة والزراعة وكذلك تبادل المهارات فيما بين دول القارة، بالإضافة إلى دراسة تمويل أجندة 2063 للإتحاد الإفريقى والتركيز على التعافي الاقتصادي للقارة الأفريقية لمواجهة التحديات.

ثلاثة محاور رئيسية للقمة

وأشارت "مديح"، إلى أن القمة تعقد في توقيت مهم حيث يبذل فيه العالم جهودا حثيثة للتعامل مع الأزمات الحالية، مشيدة  بمطالبة الرئيس السيسي، الرؤساء والقادة الأفارقة بضرورة تكثيف الجهود مع الشركاء الدوليين والمنظمات التمويلية من أجل إيجاد حلول لمعالجة أزمة الديون المتراكمة من خلال وضع آليات لتخفيف عبء الديون عن طريق الإعفاء أو المُبادلة أو السداد المُيسر.

وتابعت: "رؤية الدولة المصرية للتنمية الشاملة بالقارة السمراء تتفق مع استراتيجية الاتحاد الأفريقي 2063 ولاسيما فيما يتعلق بدعم وتمكين الشباب  باعتبارهم العمود الفقري والركيزة الأساسية لمستقبل القارة الأفريقية، وكذلك دعم التحول الرقمي وإزالة كافة التحديات التي تواجه غنلية التكامل التجاري، فضلا عن تعزيز بيئة الاستثمار ومواجهة التحديات الاقتصادية عن طريق البحث عن حلول جادة لمواجهتهها، مؤكدة على ضرورة أن تقوم الدول الأفريقية بتعزيز الخطط الرامية لزيادة مساهمة القطاع الخاص في عمليات التنمية المستدامة والتجارة البينية".

والجدير بالذكر، أن الهدف الرئيسي من هذه القمة، هو شعور المواطنين الأفارقة بكون الاتحاد الإفريقي يقدم أمور مفيدة ويدعم كل الموضوعات والقضايا فضلا عن إسهامه بشكل فعال في تقدم أفريقيا وجعلها قارة متحدة ينعم بها كل مواطن بالظروف المناسبة والرفاهية.

وتتضمن القمة ثلاثة محاور رئيسية ، ودور مصر في كل مسار متزايد ومحوري ومتعاظم وله أهمية كبرى، لافتا إلى أن المسار الأول يتعلق بمنطقة التجارة الحرة في إطار التنمية المستدامة والعلاقة بين الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الخمسة الجغرافية فضلا عن المجموعات الاقتصادية الأخرى ذات الطابع السياسي بالقارة السمراء، كما تستهدف الارتقاء بالعمل القاري، وأنها تأتي استكمالا لملفات الإصلاح الهيكلي.