الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لهذا السبب واظب النبي على قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة فجر الجمعة

صدى البلد

ورد سؤال يقول صاحبه : “  لماذا واظب النبي على قراءة سورتي الإنسان السجدة في فجر الجمعة ؟" .. قالت  دار الإفتاء إنه يسن قراءة سورتي السجدة والإنسان في ركعتي الفجر يوم الجمعة؛ لما ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك وواظب عليه، واقتفى أثره من بعده أصحابه رضي الله عنهم وسائر السلف.

وتابعت الدار أن قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة من السنن التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد ذلك في "الصحيحين"، بل وجاء في رواية الطبراني أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يديم ذلك، وهذا يدفع اعتراض من ينكر المداومة على ذلك أو من يدعي أن من السنة ترك السنة؛ فإن هذا كلام غير صحيح على عمومه، ولو فهم على ظاهره لكان تناقضا؛ إذ حقيقة المستحب والمندوب والسنة هو ما أمر بفعله أمرا غير جازم؛ فهو مأمور به وليس بمستحب تركه أصلا، بل المستحب تركه إنما هو المكروه الذي نهي عن فعله نهيا غير جازم، فصار تركه لذلك مستحبا، وقد كان فعل الصحابة رضي الله عنهم على خلاف هذه المقولة؛ فكانوا يتعاملون مع المستحب والمندوب من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكأنه واجب، فيداومون على فعله ويتلاومون على تركه؛ حرصا منهم على التأسي بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في كل صغيرة وكبيرة من أفعاله الشريفة، حتى كان بعضهم يتأسى بأفعاله الجبلية صلى الله عليه وآله وسلم.

وروى ابن أبي شيبة في "المصنف" عن الشعبي رحمه الله تعالى أنه قال: "ما شهدت ابن عباس قرأ يوم الجمعة إلا بتنزيل وهل أتى".

ولعل مقصود من قال ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يترك بعض المستحبات خوفا من أن تفرض على أمته، أو يظن الناس أنها واجب، وأن العالم والمقتدى به قد يفعل ذلك لنفس الغرض، وذلك من باب سد الذرائع، كما يقوله بعض العلماء من المالكية وغيرهم.

والتحقيق أن التوسع في باب سد الذرائع غير مُرض، وقد يتصور هذا قبل استقرار الأحكام، أما بعد استقرارها وتميز المستحب من الواجب فلا مدخل لهذه المقولة، ولا مجال للأخذ بها، فضلا عن أن هذه السنة بخصوصها ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومة عليها، ولا يصح أن يجعل سد الذرائع وأمثال هذه المقولات حاجزا بين الناس وبين المواظبة على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال أهل العلم: سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالاتباع على كل حال.