الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى كنوت هامسون.. تعرف على رواية الجوع الحاصلة على نوبل

صدى البلد

يصادف اليوم ذكرى ميلاد الكاتب كنوت هامسون، يعد واحدًا من أعظم الكتاب الذين عرفهم العالم خلال القرن العشرين، ولا تزال روايته الجوع  من الروائع الأدبية في القرن المذكور.

 

ينتمي كنوت همسون الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1920، إلى عائلة ريفية فقيرة، وقد عاش طفولة قاسية في رعاية عمه الذي كان ينتمي إلى الحركة التقوية (حركة دينية نشأت في ألمانيا في القرن السابع عشر واكدت على دراسة الكتاب المقدس وعلى الخبرة الدينية الشخصية – المنهل).

وفي السنوات الأخيرة من حياته، عاش كنوت همسون العزلة، وكان أهل بلاده يتعاملون معه كما لو أنه «خائن للوطن». 

أما الروايات التي ألفّها فلا تزال إلى حد هذه الساعة تفتن الملايين من القراء في جميع أنحاء العالم.

 

رواية الجوع

تعتبر رواية الجوع رواية الإنسان البسيط التي صورت معاناة إنسان مثقف من طبقة البسطاء في بداية القرن 19، وهي شخصية كنوت نفسه، تائها في مدينة عملاقة يعاني الفقر والتقشف، صيغت بطريقة نقدية تجمع بين المرح ومأساة الفردانية تحت مكينة مجتمع عملاق يسير كالفيل في مكينة المدينة الحديثة العملاقة، كما وصف ملامحها كنوت، تختبيء بين ثناياها معاناة وتهميش وعدم الإكتراث، وتلك كانت من ملامح المدن الصناعية الكبيرة التي رسمها كنوت في قصته، والتي بدأت تطل على عالم العولمة في بداية القرن 19، من هناك حيث انبثقت البروليتاريا السياسية الأوروبية الواعية بذاتها ودورها في الاقتصاد والدولة والمجتمع وإلحاحها على قيم العدالة والعدالة الاجتماعية وعدم لفظ الصفوف الخلفية خارج دائرة الحياة الكريمة.

 

نلاحظ تأثر الراوي بطل الرواية بشخصية براسكولنيكوف، الشخصية التي ابتدعها فيودور دوستويفسكي والتي ألهمت همسون وأثرت في إنتاجه الأدبي والنفسي والإنساني في عمل سيرة الجوع.

 تفاصيل الرواية

تتحدث الرواية عن شخص يعيش في فقر قوي جدًا، لا يملك مأوى ثابتًا فيصبح الشارع مأواه، وغالبا لا يملك ثمنًا للطعام أيضا، يسير بملابس رثّة بالية، ضعيف لا يمكنه حتي العمل، يترنّح في الحياة محاولًا البقاء، لا نعلم عن الحياة التي عاشها البطل السّابقةِ شيئًا ولا نفهم أيضا كيف وصل لتلك الدرجة من الفقر، لكننا نعلم بانه مثقّفٌ، يكتب العديد من المقالات ويبيعها نظير بعض الريالات.

 

 كان قد أكمل دراسته ولم يمنعه الفقر من ذلك. أي أنّها مسيرة حياة شخصٍ كان في درجةٍ من الأمان ولو فقيرًا ثم وصل لأشدّ درجات الفقر، لا يمكنه أن يجد عملًا لضعف جسده النّاتج عن الجوع، وبالتّالي تزداد معاناته. ولا يجد من يقدّر ما يقدّمه من إنتاج إبداعي بسهولة.

 

المثير في الرواية ليس فكرة الجوع بذاته، أو فكرة الحرمان المادي، بل هو الأثر الذي تركته الحضارة الإنسانية المصطنعة على الإنسان الفرد، حيث يبدّي البطل عدة مراتٍ حفاظه على أصول اللباقة والحفاظ على صورته كشخصٍ محترم على إمكانية إنهاء الجوع والعوز المادي الذي يراوده.