الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف السعودية: المملكة دولة استثنائية في المنطقة والعالم بمبادئ الاعتدال والوسطية.. ويجب التصدي لمحاولات تشويه الإسلام

صحف السعودية
صحف السعودية

ركزت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها، اليوم الثلاثاء، على ابراز مبادئ الاعتدال والوسطية التي تتبناها المملكة العربية السعودية ما جعلها دولة استثنائية في المنطقة والعالم، كما أبرزت صحيفة "الجزيرة" فعاليات المؤتمر الدولي “التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم وما في حكمها - تواصل وتكامل” والذي أقيم في مكة المكرمة 

وذكرت صحيفة الرياض في افتتاحيتها بعددها الصادر اليوم الثلاثاء، أنه منذ نشأة المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وهي تسير على مبادئ الاعتدال والوسطية والرحمة، التي جعلت منها دولة استثنائية في المنطقة والعالم، تحمل رسالة إنسانية شاملة، أرادت إيصالها إلى العالم أجمع، تؤكد فيها على سماحة مبادئ الإسلام الحنيف، والتزام دعوته بنشر السلام والوئام والتآخي بين البشرية جمعاء.

هذه المبادئ أعلنت عن نفسها في أعمال المؤتمر الإسلامي الدولي "التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم"، الذي اختتم أعماله يوم أمس في مكة المكرمة.. وفيه أجمع ضيوف المؤتمر على أن المملكة لا تتوانى في إرساء تعاليم هذه المبادئ في العالم الإسلامي، من منطلق دورها المحوري، كدولة حاضنة للحرمين الشريفين، وراعية للإسلام والمسلمين في أصقاع المعمورة، ولعل إقامة المؤتمر في مدينة مكة المكرمة تحديداً، فيه رسالة ضمنية بأن هذه الأرض الطاهرة ستبقى مكاناً لكل المؤتمرات الإسلامية العالمية.

ويجسد المؤتمر الكثير من المعاني الإسلامية السامية، وعلى رأسها المعنى العظيم للتشاور، وهو مبدأ تبنته المملكة في نظام الحكم، فأصبحت مثالاً يُحتذى به في تعزيز الدعوة إلى الله تعالى، وفق منهج الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة، هذا المنهج يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويحافظ على الثوابت، مع الأخذ بالمتغيرات فيما يحقق المصلحة الدينية والدنيوية.

واللافت في أعمال المؤتمر، إطلاقه تحذيرات واضحة من استغلال الدين الإسلامي في التوظيف السياسي، في إشارة إلى بعض الجماعات الحزبية التي اتخذت الدين ستاراً لأهدافها السياسية، الأمر الذي جعل الدين سُلّماً لتحقيق أهداف شخصية، وهو ما يستدعي من المسلمين كافة تكثيف الجهود لمعالجة إشكاليات توظيف الدين في السياسة.

ولطالما تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن سماحة الدين الإسلامي، وشدد - حفظه الله - على أهمية الاعتدال فيه، وأكد أنه مطلب شرعي وضروري لمواجهة ما تعيشه الأمة من اضطراب وتجاهل للأسس والمبادئ، ولتعزيز وحدة البلاد وقوتها والمحافظة عليها، وأشاد بعبارات صريحة وواضحة، باعتدال المؤسِّس الملك عبدالعزيز في سياسته الخارجية، عندما كان محاطاً بالقوى الاستعمارية التي كانت تراقبه، وتحاول منعه من إعادة تأسيس الدولة السعودية، وتمكنه من تجاوز أخطارهم.

وأبرزت جريدة "الجزيرة" فعاليات المؤتمر الدولي “التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم وما في حكمها - تواصل وتكامل” والذي أقيم في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يومي 26 و27 من شهر محرم لعام 1445 هـ، بتنظيم من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومشاركة 150 عالمًا ومفتيًا من 85 دولة حول العالم؛ قدَّموا بحوثًا علمية في سبع جلسات.

وتناول المؤتمر - الذي استمر لمدة يومين - سبعة محاور رئيسة، الأول: جهود إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز الوحدة الإسلامية، والثاني: التواصل والتكامل بينهما الواقع والمأمول، والمحور الثالث: جهودها في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين الشعوب. والرابع: الاعتصام بالكتاب والسنة النبوية تأصيلًا وجهوداً، والخامس: الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنة النبوية تأصيلاً وجهوداً، والسادس: جهود إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم وما في حكمها في مكافحة التطرف والإرهاب، والمحور السابع والأخير: جهودها في حماية المجتمع من الإلحاد والانحلال.

وأصدر المشاركون في ختام أعمال مؤتمر التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم وما في حكمها, عدداً من التوصيات تضمنت التأكيد على المزيد من التواصل والتكامل وتعميق الشراكات في مجال الشؤون الإسلامية بين إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم بما يحقق وحدة الصف واجتماع الكلمة بين المسلمين، كما أكدوا على أن أول لبنةَ في بناء الوحدة الإسلامية هي التوحيد الذي دعا إليه الرسل جميعاً، مؤكدين أن الاعتصام بالكتاب والسنة أصل الدين، وفيهما العصمة من الضلال والانحراف، مع ضرورة التمسك بهما وفق الفهم الصحيح للنجاة من الفتن.

وشددوا على ضرورة العناية بالفتوى وضبطها وفق نصوص الشريعة بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد وأخذ الفتوى من أهلها والحذر من الفتاوى الشاذة، وكذلك التأكيد على مسؤولية الإدارات الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في الخطاب الدعوي ومناهج التعليم من خلال تأهيل وتدريب الائمة والخطباء وتكثيف البرامج في ذلك ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال ، إلى جانب ضرورة الحفاظ على الأسرة وتحصين النشأ وتعزيز القيم والمبادئ بما يكفل حماية المجتمعات من موجات الالحاد والانحلال من خلال برامج نوعية تستهدف الوقاية والمعالجة الصحيحة.

وأكدوا على وجوب التصدي لمحاولات تشويه الإسلام وبيان حقيقته السمحة ورحمته وعدله وتحريمه للظلم والعدوان، وكذلك بيان انحراف مناهج وأفكار الجماعات المتطرفة ومدى جنايتها على الإسلام وأثرها في إذكاء الفتن والفرقة وكذا نشر الفوضى واختلال الأمن في المجتمعات.

كما تضمن البيان الختامي استنكار المؤتمر للأعمال البغيضة والمتكررة بشأن حرق نسخ من المصحف الشريف ، مؤكدا أن مثل هذه الأفعال الشنيعة تحرض على الكراهية والإقصاء والعنصرية وتتناقض مع القيم الإنسانية المشتركة .

وأشاد البيان الختامي للمؤتمر بجهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية في التواصل والتكامل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم ونشر قيم الوسطية والاعتدال، إضافة إلى تطلع المشاركين في المؤتمر إلى انعقاده دورياً نظراً لأهمية موضوعه والحاجة إلى تنسيق الجهود في العمل الإسلامي المشترك. قدم المشاركون الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على رعايتهما واهتمامهما بالمسلمين عامة، مثمنين ما تبذله قيادة المملكة من أعمال مباركة لخدمة الإسلام والمسلمين، وبناء جسور التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والافتاء وكل مشيخة في العالم وتحقيق التكامل بينها، كما قدَّموا شكرهم لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لتنظيمها هذا المؤتمر، منوهين أيضاً بالجهود المبذولة من إدارات الشؤون الدينية والإفتاء وكل مشيخة في العالم في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز الوحدة الإسلامية، ونبذ التفرق والخلاف. وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.