كيف تجعل الملائكة توقظك لصلاة الفجر؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين خاصة مع اقتراب دخول فجر آخر جمعة من صفر، ولصلاة الفجر مكانة عظيمة في الإسلام حيث أقسم الحق تبارك وتعالى بالفجر، ورغب النبي صلوات الله وسلامه عليه على أدائه بقوله:«ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها».
كيف تجعل الملائكة توقظك لصلاة الفجر؟
وفي جواب سائل يقول: هل هناك دعاء يجعلني أستيقظ لصلاة الفجر؟، وهل هناك ورد أقوله قبل نومي يجعلني أستيقظ لصلاة الفجر؟، قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن المحافظة على صلاة الصبح في جماعة من أفضل الأعمال، قال تعالى (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)) أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار كما ذكر المفسرون.
وجاء عن ﻋﺒﺪ اﻟﺮحمن ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ اﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻓﻘﻌﺪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﻘﻌﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ، ﻳﺎ اﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: «ﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﻌﺸﺎء ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻴﻞ ﻛﻠﻪ، رواه البخاري في صحيحه حديث رقم ٦٥٦، وﻋﻦ أم المؤمنين السيدة ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: (ﺭﻛﻌﺘﺎ اﻟﻔﺠﺮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬا) صحيح مسلم حديث رقم ٧٢٥
كما ورد ﻋﻦ أم المؤمنين السيدة ﻋﺎﺋﺸﺔ أيضا ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ اﻟﺮﻛﻌﺘﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﻃﻠﻮﻉ اﻟﻔﺠﺮ: ( ﻟﻬﻤﺎ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ) صحيح مسلم بعد الحديث الماضي.
ومما يعينك على صلاة الفجر أو الصبح في جماعة عدة أمور، أهمها ما يلي:
أولا: أن تعطي جسدك حظه من النوم قبل صلاة الصبح بوقت كاف
ثانيا: أن تضبط منبه المحمول قبل الصلاة بوقت يسع الطهارة والذهاب إلى المسجد .
ثالثا: أن تقرأ قبل النوم الآيات الأخيرة من سورة الكهف ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)) هذه الآيات الكريمة من المجريات لهذا الأمر العظيم.
رابعا: إذا أصابك الكسل عن القيام لصلاة الفجر فتذكر هذا الحديث الشريف.
وقد جاء ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻥ ﺃﺛﻘﻞ ﺻﻼﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺸﺎء، ﻭﺻﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ، ﻭﻟﻮ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻷﺗﻮﻫﻤﺎ ﻭﻟﻮ ﺣﺒوا) الحديث رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ٦٥١
بشرى عظيمة للمحافظين على صلاة الفجر
وأوضح تلك بشرى العظيمة للمحافظين على صلاة الفجر في جماعة، فعن ﺑﺮﻳﺪﺓ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: «ﺑﺸﺮ اﻟﻤﺸﺎﺋﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ اﻟﺘﺎﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ. رواه أبوداود في سننه حديث رقم ٥٦١ وهو حديث صحيح
كما لفت الشيخ على فخر، مدير الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، إلى أن الأفضل فى القيام لصلاة الفجر هو القيام مسرعا عند الاستيقاظ وعدم الإنصياع لوساوس الشيطان وغلق المنبه، وبعدها يتثاقل عليها النوم بطريقة عجيبة ولا تستيقظ إلا فى الصباح.
وأضاف فخر، في فتوى له أن القيام والجلوس على سرير النوم، فى وقت صلاة الفجر بشكل سريع يذهب النوم ووساوس الشيطان، ومن ثم يتوجه المرء للوضوء والصلاة ويعود للنوم مرة أخرى.
واستشهد أمين الفتوى بما رود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".