الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: في ذكرى النصر.. نتحدث عن مصر

خالد الشناوي
خالد الشناوي

تحل علينا في هذه الأيام ذكرى نصر اكتوبر المجيد هذا اليوم العظيم الذي لقنت فيه العسكرية المصريه العدو الإسرائيلي درسا كبيرا سجل بين صفحات التاريخ ومن ثم  فقد أضحى هذا التاريخ يوما مشهودا وعيدا سنويا للدولة المصريه الكبيره الممتدة جذورها والضاربه في أعماق الأرض بثوابتها وأصالتها عبر آلاف السنين .


لقد صنعت القوات المسلحه المصرية في هذا النصر المؤزر المعجزات وقدمت التضحيات والبطولات حيث سالت دماء أبنائها على رمال سيناء الحبيبه لترسم أسمى آيات التضحيه والفداء ...
وهذا دليل على أن هذا الشعب الأبي قادر على صنع المعجزات ومواجهة التحديات كما أنه قادر على
تحقيق ذاته وآماله وطموحاته وتطلعاته نحو الغد المشرق وهذا ما رصدته عدسات التاريخ عبر الأزمنة والدهور  .


وإذا كانت الدولة المصرية_هذا الكيان الكبير المستمد وجوده التاريخي من نشأت هذه الدنيا_هذا الكيان العملاق قد يمرض قليلاً ولكنه لا يموت وقد تتعرقل مسيرته ولكن هذا لا يدوم والتاريخ خير شاهد على ذلك  .


وإذا كانت الانتصارات يلمع نجم جنرالاتها لكونهم القادة وواضعي الخطط والتصورات والسياسات فإن الجنود البواسل هم القاعدة الأساسية في تحقيق أي نصر كبير وهم بذلك صمام الأمان لأي دولة من الدول فهم الشباب البواسل من بهم ترفع رايات النصر في كل دولة بل وفي كل مصر  .


في ذكرى النصر و حين نتحدث عن مصر فإننا لا نمر في حديثنا مرور الكرام وإنما نتحدث عن درة الشرق الأوسط وعروس القارة الأفريقية وقاطرة الأمة العربية وكعبة العالم الإسلامي العلمية بأزهرها الشريف المرابط برجالاته على ثغر الفهم السليم لصحيح الدين رصانة ووسطية .


نتحدث عن هذا الموقع المتفرد جغرافيا ببحرها الفياض ومناخها المعتدل وطقسها الحيوي ورمالها الملساء الحانية التي تحنو على أقدامك حين تسير عليها حافي القدمين .


عن نيلها المتفجرة وديانه قدوما من الجنوب مرورا بالنوبة وبصعيد مصر منحدرا هادرا إلى قاهرة المعز لدين الله الفاطمي ومن ثم إلى وسط الدلتا متعرجا شيئا فشيئا نحو الريف والبادية  .
وكأن مياهه الجارية تنسال لتحمل في جريانها لقاحات الطباع واللكنات  واللغات وألوان البشرة المختلفة والبيئات المتشابكة  ..


حين تشاهد أشعة الشمس بشفقها الأحمر حين الغروب وهي تتراقص فوق مياهه المتقلبة والمتمايلة طرباً وانتشاءا في سيموفونية متناغمة فإنما تعيش حالة وجدانية لا مثيل لها  .


بل حين تشاهد مآذنها السائرة والثائرة تحت السحب المتشابكة والمتناثرة فإنما ترى لوحة فنية كبيرة رسمتها يد الابداع والقدرة الإلهية .


يقولون ان مصر هي جنة الله في الأرض وهذا الكلام ليس من فراغ فمصر بزروعها وحدائقها المتشابكة واشجارها المترامية ونخيلها المرتفعة رؤوسه عنان السماء هي بالفعل قطعة من الجنة الربانية .


كيف لا وقد كانت خزانة يوسف عليه السلام .و بطور سيناء كان التجلي الأكبر على موسى الكليم فخر صعقا ... وبها كانت رحلة العائلة المقدسة .بل وبها أقدم حضارات العالم هذه الحضارة الفرعونية القديمة والعريقة  .


حين نتحدث عن مصر فإننا نكتب أيضاً عن قواها الروحانية كمساجد أهل البيت وقبابهم كالامام الحسين والسيدة زينب عقيلة بني هاشم صاحبة المقام الشهير بمصر المحروسةوهي من دعت لمصر قائلة:"آويتمونا يا أهل مصر اواكم الله ونصرتمونا نصركم الله جعل الله لكم من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً" .


يقول أحمد شوقى مصورًا حالة عظيمة فريدة فى مصرنا الحبيبة 
أعهدتنا والقبط إلا أمة 
فى الله واحدة تروم مراما
نعلى تعاليم المسيح لأجلهم 
ويوقرون لأجلنا الإسلام 
هذه بيوتكم وتلك بيوتنا 
متجاورين مودة ووئاما
هذه قبوركم وتلك قبورنا
متجاورين جماجم وعظاما
فبحرمة الموتى وواجب حقهم 
عيشوا كما يقضى الجوار كراما
وختاماً فما أجمل هذه المساجلة التاريخية بين المعلم وتلميذه 
المعلم: أين تقع مصر
التلميذ:مصر لا تقع
المعلم: أنت لم تدرس الجغرافيا
التلميذ: وأنت لا تقرأ التاريخ!