الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تقرير خاص.. المحتجزون الإسرائيليون لدى حماس هم أسرى حرب أم رهائن؟

صدى البلد

لقد كان الاحتلال الإسرائيلي للآراضي الفلسطينية مصدرا للتوتر والعنف الدائمين لعقود من الزمن. وإحدى القضايا المثيرة للجدل في هذا الشأن هي وضع المعتقلين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس حاليا. ويرى البعض أنه ينبغي وصف هؤلاء الأفراد بأنهم "أسرى حرب" وليس "رهائن" بسبب الطبيعة المعقدة للاحتلال الإسرائيلي ووضع حماس الذي أعلنته بنفسها كحركة مقاومة. 

وفي تقرير يبرهن صدى البلد الإخباري أن المعتقلين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس ليسوا رهائن كما تصفهم وسائل الإعلام العبرية والغربية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بل أسرى حرب، مع الأخذ في الاعتبار الاحتلال الإسرائيلي ودور حماس كحركة مقاومة.

الاحتلال الإسرائيلي

ويدور جانب رئيسي من هذا النقاش حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ومن المعترف به على نطاق واسع أن الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة هو قضية خلافية بموجب القانون الدولي.

ودعت العديد من قرارات الأمم المتحدة، مثل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من هذه الأراضي. وقد أدى هذا الاحتلال إلى صراع طويل الأمد، وهو في قلب قضية الآسري لدى حماس.

وبموجب القانون الدولي، فإن الأفراد الذين يتم أسرهم أثناء نزاع مسلح بين دولة وطرف غير حكومي في الأراضي المحتلة غالباً ما يتم تصنيفهم على أنهم "أسرى حرب". 

وتعترف هذه الوضعية بالظروف الفريدة للاحتلال، لأنه يحدث في الأراضي التي تسيطر عليها قوة أجنبية، في هذه الحالة، إسرائيل. ونتيجة لذلك، فإن وصف المعتقلين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس بأنهم أسرى حرب يتوافق مع إطار القانون الإنساني الدولي، المصمم لمعالجة مثل هذه المواقف.

حماس كحركة مقاومة

ومن ناحية أخرى، تصف حماس نفسها بأنها حركة مقاومة. وفي حين أنه من المهم أن نلاحظ أن العديد من الدول والمنظمات قد صنفت حماس كمنظمة إرهابية. وظهرت حماس في سياق النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتركزت أنشطتها في المقام الأول على مقاومة السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

تأسست حركة حماس، وهي اختصار لحركة المقاومة الإسلامية، على يد الشيخ أحمد ياسين في غزة في ديسمبر 1987، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الأولى، وهي انتفاضة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. 

وفي عام 1988، نشرت حماس ميثاقها الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل وإقامة مجتمع إسلامي في فلسطين التاريخية. وفي ما وصفه المراقبون بأنه محاولة لتعديل صورتها، قدمت حماس وثيقة جديدة في عام 2017 تقبل فيها دولة فلسطينية مؤقتة على طول حدود “الخط الأخضر” التي تم تحديدها قبل حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 لكنها ما زالت ترفض الاعتراف بإسرائيل.

القانون الإنساني الدولي

ويعترف القانون الإنساني الدولي، كما هو منصوص عليه في اتفاقيات جنيف، بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين وأسرى الحرب أثناء النزاعات المسلحة. وينص على قواعد محددة لمعاملة وحماية الأفراد الذين يتم أسرهم أثناء مثل هذه الصراعات. ويعتمد تطبيق هذه القوانين على وضع المعتقلين.

وفي حالة المعتقلين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، فإن الحجة هي أن القانون الإنساني الدولي يجب أن يطبق من خلال اعتبارهم أسرى حرب.