الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحت طلقات الرصاص.. كيف وثق فريد شوقي جرائم العدوان الثلاثى على بورسعيد؟

فريد شوفي
فريد شوفي

وثق الفنان فريد شوقي، جرائم العدوان الثلاثي على بورسعيد، من خلال إنتاجه فيلما سينمائيا وثق جرائم العدوان على المدينة  الباسلة، وجاء تصوير الفيلم تحت طلقات الرصاص، بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر.

 

فريد شوقي يوثق جرائم العدوان الثلاثي على بورسعيد

ودائمًا ما أعرب الفنان الراحل فريد شوقى عن فخره بالخروج فى مظاهرات للطلبة عام ١٩٣٦، حينما كان طفلًا يدرس فى المرحلة الابتدائية، لكن هناك موقفًا آخر يوضح كيف كان النجم الراحل يحب مصر، تحديدًا عندما كلفه الرئيس جمال عبدالناصر بتنفيذ فيلم عن مدينة بورسعيد خلال فترة «العدوان الثلاثى»، بعد مقابلة «عبدالناصر» ذهب «فريد» ليلتقى المخرج عزالدين ذوالفقار، الذى قال له: «الرئيس عايز فيلم عن حرب بورسعيد».

وقرر فريد شوقى أن تتولى شركته «العهد الجديد» إنتاج الفيلم، وطلب من المخرج حلمى رفلة أن يكون هو المشرف على الإنتاج، وكانت التكلفة نحو ٣٧ ألف جنيه، ووثق هذا الفيلم جرائم القوات الإنجليزية والفرنسية.

 

بتكليف من عبد الناصر.. توثيق جرائم العدوان الثلاثي

 

وما مثل خصوصية لذلك الفيلم، أن تصويره كان تحت طلقات الرصاص في بورسعيد، وجاء الترتيب له بأمر وتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر، ويقول فريد شوقي: «أنا الممثل الذي أُجيد التحكم في نظراتي لم أقدر على النظر في عينيه أكثر من ثوانٍ، فمدَّ يده ومددتُ يدِي أُصافح الرئيس جمال عبد الناصر الذي قال وهو يجلس أمام مكتبه، أنا بعت لك يا فريد».

ويتابع نقله عن الرئيس عبد الناصر، بقوله: «إن لكم رسالة يا أهل الفن لا تقلُّ أبدًا عن رسالتنا نحن رجال الثورة، إنت شايف العدوان اللي حصل ضدَّ مصر، أنا عايزك تعمل فورًا فيلم عن الحرب والمقاومة في بورسعيد»، وذلك وفقا لما رواه في مذكراته «ملك الترسو: فريد شوقي»، وحررتها الكاتبة والناقدة إيريس نظمي.

ويكمل: «ابتسم الرئيس جمال عبد الناصر قائلًا: "أنا اخترتك أنت بالذات لهذا الفيلم الوطني؛ لأني أعلم أنك البطل الشعبي المحبوب الذي يُحب الناس أن يشاهدوه، أريد أن أعرض هذا الفيلم على العالم كله لأكسب به الرأي العام العالمي وتحت أمرك الجيش والطيران».

وعن كيفية الوصول لبورسعيد وما خالطه من كواليس، يقول فريد :«كان ذلك عن طريق بحيرة المنزلة؛ هذا هو الحل الوحيد وارتدَينا ملابس الصيادين، ووضعنا الكاميرا والمعدات الأخرى داخل مشنَّات السمك وغطيناها بقطع من القماش، واجتزْنا بحيرة المنزلة حتى وصلنا إلى نقطة التفتيش، وعشنا لحظاتٍ عصيبة جدًّا عندما تقدَّم الجندي الإنجليزي ليُفتِّشنا؛ ماذا سيحدث لو اكتشفوا هذه الكاميرا التي أخفيناها داخل مشنَّة السمك؟».

ويصف المشهد: «وارتعد جسدي كله عندما مدَّ الجندي الإنجليزي سونكي البندقية التي يحملها نحوَ المشنة التي ترقد في أعماقها مُعدات التصوير ‫ لكن شخصًا ذكيًّا حاول أن يُشتِّت انتباه وتركيز الجندي الإنجليزي، فناداه في تلك اللحظة: سير، سير فتطلع إليه الجندي صاحب السونكي ومررْنا بسلامٍ»، وواصل: «لم نصدق أن الجندي الإنجليزي لم يكتشِف أن هؤلاء الصيادين ليسوا إلَّا مجموعة من الفنانيين جاؤوا إلى بورسعيد لكي يُسجلوا ويصنعوا فيلمًا سينمائيًّا، يفضح ذلك العدوان الثلاثي الغادر، ويكشف عن بطولة أبناء بورسعيد الشجعان".