الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معتز الخصوصي يكتب: رجعولنا منتخب الساجدين

معتز الخصوصى ، الكاتب
معتز الخصوصى ، الكاتب الصحفى بموقع صدى البلد

لا يخفى على أحد أن الكرة المصرية تمر بسنوات عجاف تحديدا بعد عام 2010 والذى شهد آخر بطولة أفريقية حصل عليها المنتخب المصرى لكرة القدم حينما تسيد القارة الأفريقية بـ7 بطولات بعد حصوله على بطولة كأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية فى أعوام 2006 و 2008 و2010 مع المدير الفنى للمنتخب آنذاك حسن شحاتة ، لكى يحقق إنجازا غير مسبوق ، حيث لم يحصل أى منتخب فى القارة الأفريقية على بطولة كأس الأمم الأفريقية 3 مرات على التوالى.

 

ويبدو أن الكرة لم تبتسم لنا بعد عام 2010 لتحل على الكرة المصرية لعنة لم نستطع التخلص منها حتى الآن، حيث فشل المنتخب المصرى لكرة القدم فى التأهل لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 3 مرات متتالية فى أعوام 2012 و2013 و2015 ، لكى يعود المنتخب المصرى للتأهل للبطولة من جديد فى عام 2017 ، ويتأهل للمباراة النهائية أمام الكاميرون ويخسر فيها البطولة ليواجهه سوء الحظ بعد غياب عن منصات التتويج ، إلا أنه استطاع أن ينجح فى الوصول إلى نهائيات كأس العالم فى روسيا عام 2018 بعد غياب منتخب مصر عن كأس العالم لمدة 28 عاما ، وذلك بعد مباراة حاسمة أمام الكونغو على أرضه وسط جمهوره ، لكى تصبح العلامة المضيئة الوحيدة وسط العتمة التى صاحبت المنتخب على مدار السنوات الماضية.

 

إلا أن الطامة الكبرى جاءت بعد خروج المنتخب المصرى لكرة القدم من الدور الـ16 لبطولة كأس الأمم الأفريقية فى عام 2019 على أرضه وسط جمهوره أمام منتخب جنوب أفريقيا ، لكى تكون بمثابة لطمة على وجه كل المصريين ليخرج بعدها هانى أبو ريدة رئيس الإتحاد المصرى لكرة القدم آنذاك ليتقدم بإستقالته ويدعو أعضاء إتحاد كرة القدم لتقديم استقالاتهم ، ثم يتوالى الفشل الذريع للمنتخب المصرى بعد خسارته فى المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2021 أمام منتخب السنغال الشرس بضربات الجزاء الترجيحية ، على الرغم من الأداء الجيد للمنتخب المصرى مع المدير الفنى للمنتخب آنذاك كارلوس كيروش أمام عدد من المنتخبات القوية فى البطولة ومنها الكاميرون والمغرب وكوت ديفوار.

 

ولم يتوقف السقوط لدى المنتخب المصرى لكرة القدم عند هذا الحد ولكن واصلت السنغال تفوقها على المنتخب المصرى لكى تشكل له عقده مرة أخرى، فبعد أن أطاحت بالمنتخب من بطولة الأمم الأفريقية عام 2021 نجحت فى التغلب عليه مرة أخرى مجددا فى تصفيات كأس العالم عام 2022 فى قطر بعد أن أطاحت به فى مباراة العودة على أرضها ووسط جمهورها بضربات الجزاء الترجيحية بعد التعادل فى نتيجة المباراتين 1-1 ، لكى تنجح السنغال فى ضياع كل آمال وطموحات المصريين فى التأهل لتصفيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالى.

 

ثم كان المنتخب المصرى لكرة القدم مع تحد جديد فى بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا فى كوت ديفوار فى محاولة لمصالحة جماهيره المتعطشة لفرحة غابت عن الشارع المصرى منذ اخر بطولة حصل عليها المنتخب فى 2010 ، إلا أنه فى هذه المرة نجح المنتخب المصرى مجددا فى تعكير مزاج المصريين بعد ظهوره المخزى فى هذه البطولة بعد تعادله فى 3 مباريات فى مرحلة المجموعات مع منتخبات موزبيق وغانا والرأس الأخضر وعدم فوزه فى أى مباراة ، لكى يتأهل للدور الـ16 فى المركز الثانى بأقدام منتخب موزبيق التى منحت قبلة الحياة لمنتخبنا المهلهل بعد تعادله مع منتخب الرأس الأخضر.

 

الكثير من المصريين كان لديه أمل فى تحسن مستوى منتخبنا الوطنى أمام منتخب الكونغو بعد بلوغه الدور الـ16 فى البطولة بعد الأخطاء الكارثية فى الدفاع والتى تسببت فى استقبال شباكنا 6 أهداف فى مرحلة المجموعات ، إلا أن مباراة المنتخب أمام الكونغو كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير بعد إقصاءه من دور الـ16 فى ليلة حزن فيها كل المصريين على المستوى المخزى الذى وصل إليه منتخبنا، حيث أصبح منتخب بلا هوية أو شكل أو خطة أو مدرب.

 

وهنا نأتى لمسألة المدير الفنى لمنتخب مصر روى فيتوريا والذى يعتبر مدرب أقل من العادى لم يكن له أى دور واضح مع منتخبنا سواء من الجانب الخططى أو البدنى ، خاصة وأنه لم يسبق له تدريب منتخبات ولكنه درب أندية فقط، وظهر ذلك من خلال طريقة لعب منتخبنا بطريقة عشوائية، الأمر الذى تسبب فى أن يصبح منتخب مصر مطمع لكل المنتخبات الصغيرة منها والكبيرة، إلا أن المثير للدهشة وهى تقاضى فيتوريا  2 مليون و400 ألف دولار سنويا، أى أنه يحصل على 200 ألف دولار شهريا، هذا بالإضافة إلى إعتماده على المجاملات فى اختيارات اللاعبين فى صفوف المنتخب ، مما جعلنا نرى منتخبنا بهذا الشكل المتدنى.

 

ولذلك فإننى أطالب بضرورة محاسبة الاتحاد المصرى لكرة القدم على تعاقده مع فيتوريا والذى لا يليق بقيمة وحجم وسمعة منتخب مصر، والذى يتقاضى أموال طائلة لا يستفاد منها منتخبنا ، الأمر الذى يشكل فساد مالى وإهدار المال العام ، وعلى إتحاد الكرة الفاشل بإمتياز أن يتقدم بإستقالته اعترافا منه فى إدارة ملف كرة القدم وبدون أى تخطيط ، وأن تكون لديه الجرأة على اتخاذ هذه الخطوة والتى سبق وأن اتخذها هانى أبو ريدة حينما استقال من رئاسة الاتحاد المصرى لكرة القدم بعد خروج منتخب مصر من الدور الـ16 فى بطولة كأس أفريقيا على أرضنا.

 

كما إننا لا يجب أن نغفل أن هناك تخاذلا فى أداء اللاعبين وإنعدام للروح والقتالية وعدم إحساس بالمسئولية تجاه الشعب المصرى الذى كان ينتظر منهم أن يدخلوا على قلوبه البهجة والسرور فى ظل الأزمة الإقتصادية الحالية التى يعانى منها كل فئات الشعب المصرى ، الأمر الذى يجعلنى أؤكد على أن الجيل الحالى لمنتخب مصر أفشل جيل مر على تاريخ منتخب مصر بالأرقام والإحصائيات وليس بالأقوال ، على عكس منتخب الساجدين صاحب الإنجازات فى بطولات أفريقيا فى أعوام 2006 و2008 و2010 والذى كان يلعب بكل رجولة وروح وقتال من أجل الدفاع عن إسم مصر وإسعاد جميع المصريين ، ولذلك فإننا نفتقد هذا الجيل من اللاعبين فى الوقت الحالى ، وأقول فى النهاية " خنقتونا..رجعوا لنا منتخب الساجدين".