الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقيقة انعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية| هل تنذر بكارثة قريبا؟

صدى البلد

إنعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية.. تصدرت من جديد مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لانه تحول موقع القطبين المغناطيسيين للأرض من بين الظواهر الأكثر إثارة للدهشة. إذ يحيط بالكرة الأرضية غلاف مغناطيسي ضخم يعمل كحارس يحمينا من الأشعة الضارة والجسيمات المشحونة التي تأتي من الفضاء الخارجي. ومع ذلك، فإن هذا الغلاف المغناطيسي ليس ثابتًا، بل يتغير مستمرًا على مر الزمن، مما يؤدي إلى تحول موقع القطبين المغناطيسيين.

أقطاب الأرض المغناطيسية

تعتمد قوة المجال المغناطيسي للأرض على القوى الديناميكية في مركز الكوكب، وهذا يجعله متغيرًا بشكل طبيعي. يتأثر المجال المغناطيسي بعوامل متعددة، بما في ذلك الرياح الشمسية والجسيمات المشحونة التي تنبعث من الشمس، والأشعة الكونية القادمة من الفضاء البعيد. ونتيجة لهذه التأثيرات، يتغير المجال المغناطيسي تدريجيًا مع مرور الوقت.

يعتبر التحول المستمر في موقع القطبين المغناطيسيين للأرض ظاهرة طبيعية معروفة. يتحرك القطب الشمالي المغناطيسي ببطء من الشمال إلى الشمال الغربي، وتزداد سرعته مع الزمن. 

تفسير الظاهرة

في الأيام القديمة، كانت سرعة تحول الموقع حوالي 16 كيلومترًا في السنة. ومع ذلك، في العصر الحديث، ازدادت سرعة التحول إلى حوالي 55 كيلومترًا في السنة.

بحسب الجمعية الفلكية لجدة، تثير هذه الظاهرة اهتمام العلماء والمهتمين بالجغرافيا والملاحة. فعلى سبيل المثال، تعتمد البوصلة على المجال المغناطيسي للتوجيه، وبالتالي يجب أخذ تحول موقع القطبين المغناطيسيين في الاعتبار عند استخدام البوصلة للتنقل.

يمكن أن يؤثر التحول في المجال المغناطيسي على أقمار الاتصالات والأقمار الاصطناعية الأخرى، مما يؤدي إلى اضطرابات في الاتصالات وتحديات في استقبال الإشارات بشكل صحيح.

موعد انعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية

لا أحد يعرف بالضبط متى قد يحدث انعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية التالي، في الـ 200 عام الماضية ، ضعف المجال المغناطيسي للأرض بحوالي 9٪ بالمعدل العالمي وهنا يستشهد بعض الناس بهذا باعتباره "دليلًا" على أن الانعكاس وشيك.

على مدار السنوات العديدة الماضية، حاول العديد من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي استغلال حدث طبيعي معين والترويج لفكرة أنه قد يؤدي إلى تدمير الأرض، وأن ذلك سيساهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري وقد يسبب تغيرًا مناخيًا كارثيًا. 

ومع ذلك، فإن العلم لا يدعم هذه الحجة، حيث تشير السجلات الجيولوجية والحفريات إلى حدوث مئات من انعكاسات أقطاب الأرض المغناطيسية في الماضي، وهذا يعني أن هذا الحدث ليس له آثار خطيرة.

يعتبر انعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية ظاهرة شائعة وليست استثناءًا، حيث حدثت انعكاسات الأقطاب بشكل منتظم خلال الـ 20 مليون سنة الماضية بمعدل تقريبي يتراوح بين 200,000 إلى 300,000 سنة، على الرغم من أن الفترة بين الانعكاسات الأخيرة قد تجاوزت ضعف هذا المعدل.

يجب علينا أن ندرك أن قطبية الأرض ليست ثابتة مثل العمود المغناطيسي المستخدم في المكاتب أو المغناطيسات الزخرفية التي نضعها على الثلاجات.

هناك فرضية أخرى تسببت في نشر المخاوف بشأن النشاط الشمسي، حيث يعتقد بشكل خاطئ أن انعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية سوف يترك الأرض بلا مجال مغناطيسي يحمينا من التوهجات الشمسية والانبعاثات الكورونية الشمسية.