الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البقرة العاشرة.. قصة «ماء النجاسة» المزعوم لتطهير اليهود لـ100 عام

حاخام يفحص بقرة للتأكد
حاخام يفحص بقرة للتأكد من مطابقتها للمواصفات

يؤمن اليهود بوجوب التطهر من نجاسات الموتى عن طريق رش المتنجس بالماء المخلوط برماد "بقرة حمراء" خالص لونها، لا يعتريها عيب، لم تشتغل ولم تضع، ولم تحلب. وتعد هذه الطقوس من الممارسات الدينية التي يتعذر إنجازها، ويصعب توفر شروطها، لذلك لم يتمكن اليهود من تأديتها على مدى تاريخهم الطويل، سوى 9 مرات، كان آخرها منذ ما يقارب 2000 عام. 

وتعتبر طقوس التطهر برماد البقرة الحمراء، من الفرائض الدينية التي يحتفي بها اليهود، ويشاركهم فيها البروتستانت والمسيحية الأصولية التي تستند إلى تعاليم "العهد القديم"، وتؤمن بعودة المسيح إلى الأرض. 

شروط محددة

ويجب أن تتوفر مجموعة من الشروط في البقرة، لتصبح صالحة للذبح والتطهر بها، ألا وهي: أن يكون شعرها أحمر خالصا، لا يشوبه أي لون آخر. وأن تكون قرونها وحوافرها ورموشها حمراء. ولم تسخر لأي نوع من العمل، ولم يوضع في رقبتها حبل، ولم يمتط ظهرها أو يتكئ عليها أحد، ولم تحمل على ظهرها وزنا، ولم يصعد على ظهرها حيوان ذكر، وتستثنى من ذلك الطيور. وأن تكون عفية خالية من العيوب والأمراض والتشوهات. وأن تربى في "أرض إسرائيل". وألا تكون خضعت للتزاوج قط. أن تكون قد دخلت عامها الثالث عند الذبح. 

صالحة للتطهر لمدة 100 عامًا

وبحسب المعتقدات التلمودية، بعد ذبح البقرة الحمراء وحرقها، يتم أضافة خشب الأرز ونبات الزوفا وصوف مصبوغ باللون القرمزي الداكن أثناء الحرق، ثم يجمع الرماد ويدق، ويوضع في إناء فيه ماء نقي، ويرش به الشخص المراد إزالة نجاسته، في عملية تستمر 7 أيام، حتى تزول عنه النجاسة، ويرش الإنسان المتنجس بالماء في اليوم الثالث، ولا يصبح التطهر مقبولا حتى يرش في اليوم السابع.

ويزعم أن خليط الرماد هذا يظل فعالاً لمدة تصل إلى 100 عام ويمكن خلطه بمياه الينابيع حسب الحاجة. 

وخلال هذه الفترة، يقيم الكاهن المكلف بتأدية الطقوس مدة 7 أيام، في غرفة حجرية وألا يأكل أو يشرب إلا بآنية حجرية، ولا يمس شخصا أو شيئا ينجسه. ويشترط عند الذبح حضور حكماء وجمهور من بني إسرائيل، لا سيما الرجال، وكل من يحضر عليه أن يتعمد بالمياه الطاهرة. 

وتذبح البقرة على مرأى من الكاهن المكلف، ثم ينثر دماءها باتجاه الهيكل 7 مرات، ولا الكاهن يشارك بالذبح ولا بالحرق ولا بجمع الرماد ولا برش الماء، لكن يقوم بكل واحدة من هذه المهام رجل آخر طاهر. وتحرق البقرة كاملة، ويكلف بجمع الرماد 3 صبية ذكور طاهرين، يتراوح عمرهم بين 7 و8 أعوام. ويرش الماء المخلوط بالرماد، أو ما يسمى "ماء النجاسة"، على كل من تنجس وعلى الناس جميعا والأمتعة والمكان الذي سيقام عليه الهيكل، ويحفظ شيء منه في كل مدينة لعمل التطهير اللازم لمن تنجس. 

9 بقرات 

على مدى تاريخ بني إسرائيل الطويل، استطاع اليهود –بحسب روايتهم- التضحية بـ9 بقرات فقط، وهي: البقرة الأولى: أعدها النبي موسى عليه السلام، حوالي عام 1455 قبل الميلاد. البقرة الثانية: عام 515 قبل الميلاد. البقرة الثالثة والرابعة: عام 275 قبل الميلاد. البقرة الخامسة والسادسة: أعدهما الكاهن الأعظم لبني إسرائيل، يوحانان عام 200 قبل الميلاد. البقرة السابعة: عام 70 قبل الميلاد. البقرة الثامنة: أعدها حننمل المصري عام 37 قبل الميلاد. والبقرة التاسعة: أعدها إسماعيل بن فابوس عام 59 ميلادي. 

ولم يتمكن اليهود من الحصول على "البقرة الحمراء العاشرة" والتطهر بها منذ ما يقارب 2000 عام، فقد كان الحصول على المواصفات المخصوصة في البقرة الحمراء دوما أمرا غاية في الصعوبة. وفضلا عن ذلك، تم طرد اليهود من الأرض المقدسة، وتشتتوا في البلاد.